نفتالي بينيت.. يخرج مصفوعاً من أول درس له مع حزب الله

نفتالي بينيت.. يخرج مصفوعاً من أول درس له مع حزب الله
السبت ٠٧ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٣:٢٨ بتوقيت غرينتش

يبدو ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت أراد ان يظهر بمظهر "الزعيم" اليميني الاكثر تطرفا من سلفة بنيامين نتنياهو، والاكثر حزما مع حركات المقاومة الاسلامية وفي مقدمتها حزب الله، عندما اقدم ولأول مرة منذ عام 2006 ، على قصف جنوب لبنان باستخدام طائرات حربية، ردا على قصف صاروخي للجليل انطلاقا من لبنان، معتقدا انه سينجح بخرق معادلة الردع الحالية، وفرض قواعد جديدة للاشتباك، مستغلا الظروف السياسية الحرجة والاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان.

العالم قضية اليوم

كان واضحا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي كانت مصممة على خرق معادلة الردع، فهي لم تكتف بالرد على اطلاق ثلاثة صواريخ من لبنان على فلسطين المحتلة، يوم الأربعاء الماضي، سقط واحد منها داخل الاراضي اللبنانية، بالقصف المدفعي على مناطق مفتوحة بسهل الخيام الحدودي، ما أوقع حرائق في المنطقة، فقد عاودت إطلاق نيرانها باتجاه المناطق الحرجية في بلدات الهبارية وإبل السقي، لكن التطور البارز حصل مع ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس، مع إغارة الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة الدمشقية في الجنوب.

امام هذا الاصرار الاسرائيلي على خرق معادلة الردع كان لابد ان تُثبّت المقاومة الاسلامية هذه المعادلة، ومنع بينيت من المراهنة على الحالة الاستثنائية التي يمر بها لبنان واستغلالها للثأر منه للهزائم التي مني بها كيانه على ايدي رجال حزب الله. حيث قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن ‏والشهيد محمد قاسم طحان، صباح امس الجمعة بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال ‏الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم.

رد المقاومة الاسلامية لم يكن رسالة رادعة للكيان الاسرائيلي بأن امن لبنان خط احمر فحسب، بل ان هذا الكيان تفاجأ من رد المقاومة، وهو ما اعترف به الاعلام "الاسرائيلي" الذي كشف عن ان "رد حزب الله جاء إلى حد كبير بمثابة مفاجأة كبيرة للمؤسسة الأمنية الاسرائيلية .. وان حزب الله يثبت معادلة اطلاق النار مقابل اطلاق النار والمناطق المفتوحة مقابل المناطق المفتوحة"، بل ان وسائل الاعلام "الاسرائيلية" ذهبت الى ابعد من ذلك عندما اعلنت ان "حزب الله تمكن من اطلاق الصواريخ دون معرفة الاستخبارات الاسرائيلية وهذا يجب أن يقلق الجيش الاسرائيلي"!!.

صحيفة "معاريف الاسرائيلية" كشفت عن اهم الاسباب التي جعلت الكيان الاسرائيلي لا يتوقع ردا من حزب الله، هو ان التقديرات "الاسرائيلية" كانت تشير الى أن حزب الله لن يرد على الغارة "الإسرائيلية" في لبنان وعلى عمليات ضد تنظيمات فلسطينية بحسب الصحيفة!!.

اللافت، كما يرى المراقبون، هو ان المجموعات التي نفذت عملية المقاومة الاسلامية ضد الكيان الاسرائيلي، حملت اسم الشهيدين علي كامل محسن ومحمد قاسم طحان، اللذان استشهدها في غارات "اسرئايلية" في سوريا، الامر الذي يؤكد ان حساب المقاومة الاسلامية مع االكيان الاسرائيلي لم يسوى بعد ، وعلى هذا الكيان ان يتوقع انتقام حزب الله في أي لحظة .

موقع "والاه" "الإسرائيلي"، كشف عن جانب من حالة الارباك التي سادت الكيان الاسرائيلي بعد رد حزب لله، حيث كتب يقول أن:"الرسالة لحزب الله كانت أن الحساب هو مع الفلسطينيين، لكن تبين أن للحزب تفسيره الخاص، وأن التقدير الاستخباري في الجيش الإسرائيلي كان هو أن حزب الله لن يرد.. تبين أن التقدير الاستخباري كان خاطئاً وقراءة غير صحيحة للطرف الآخر.. ان الحرب في لبنان لا تخدم بأي شكل من الأشكال مصالح إسرائيل"!!.

اما الخبير بالشؤون العربية، يوني بن مناحم، فقال في تغريدة له على تويتر: أن "الردع تآكل والوضع يستوجب رداً شديداً ضد حزب الله وايران، لكن لا يحدث شيئاً أبداً وينتظرون مجلس الأمن .. يا للعار"!!.

من اجل الخروج من المأزق الذي حشر فيه بينيت كيانه، تم تداول خبر عن تنفيذ قوات الاحتلال الاسرائيلي غارات على المناطق التي انطلقت منها صواريخ حزب الله يوم امس ، وهو خبر نفته المقاومة الاسلامية في لبنان جملة وتفصيلا وقالت في بيان لها:"العدو الإسرائيلي لم ينفذ أي غارة ولم يقم بإطلاق أي ​قذيفة​ تجاه المناطق التي انطلقت منها ​الصواريخ​ صباح اليوم".

بات واضحا ان بينيت، خرج من درسه الاول مع حزب الله، مصفوعا على وجهه، وزاد من مهانته وذله، ما ذكرته وسائل إعلام "إسرائيلية"، امس ، من ان وزير الحرب في الكيان الاسرائيلي بني غانتس تحدث مع وزير الدفاع الأميركي "وطلب منه العمل مع لبنان لوقف إطلاق النار من هناك"!!.

سعيد محمد – العالم