بعد سلسلة تفجيرات لأبراج الطاقة..

حركة نزوح لأهالي القائم بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي

حركة نزوح لأهالي القائم بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي
السبت ٠٧ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

كشف قائم مقام قضاء القائم التابع لمحافظة الأنبار الواقعة غرب العراق، أحمد الجديان، عن حدوث حركة نزوح للأهالي في المدينة بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي نتيجة لتدمير خطوط نقل الطاقة بهجمات تخريبية.

العالم - العراق

وقال الجديان لشبكة رووداو الإعلامية امس الجمعة إن "مجاميع أرهابية أو مسلحة تقوم بتفجير أبراج نقل طاقة الكهرباء ضمن عملية تخريب منظمة في كل أنحاء العراق"، لافتا إلى أنه "لا يمكن تحديد هوية تلك الجهات إن كانت فعلا ارهابية أو غيرها".

وأشار إلى أنه "منذ بداية عام 2021 حتى الآن، حدثت سلسلة تفجيرات دفعت بعض العوائل إلى النزوح لمركز مدينة الرمادي وكوردستان"، مبينا أنه "كحكومة محلية قد طالبت وناشدت الجهات الحكومية كافة، بتأمين خطوط النقل".

الجديان، أكد "استمرار الضغط على وزارة الكهرباء، لانجاز محطة كهرباء عكاز الغازية، شبه المنجزة، والتي تقع جنوب قضاء القائم، والتي لا تحتاج لحماية أمنية كبيرة، على اعتبار أنها تقع ضمن الدائرة الأمنية".

ولفت الجديان إلى أن "وزارة الكهرباء غير جادة في انجاز تلك المحطة، ولم توفر خطة رصينة لاتمامها ومازال العمل متلكئاً فيها حتى الآن"، مشيرا إلى "توجيه دعوة إلى أبناء ووجهاء القضاء لوقفة احتجاجية يوم الأحد المقبل، لرفع مظلومية المدينة التي تشهد وضعاً يرثى له، خصوصاً وأن الكهرباء منقطعة عن المدينة منذ ثلاثة أيام وسط أجواء تجاوزت فيها درجة الحرارة نصف درجة الغليان".

وانتشر تسجيل صوتي لقائم مقام القائم أحمد الجديان، يوجه من خلاله مناشدة إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بالنظر إلى واقع حال المدينة، بظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي، دون أي استجابة حتى الآن.

من جانبه قال الناشط المدني محمد إبراهيم من قضاء القائم لشبكة رووداو الاعلامية إن "أهالي قضاءي هيت والرمانة يعانون منذ مدة ليست بالقليلة من سوء تجهيز الطاقة الكهربائية، فضلاً عن الانقطاع المستمر بسبب سلسلة تفجيرات تضرب أبراج نقل الطاقة الممتدة من مدينة حديثة الى القائم والرمانة، وسط فشل القوات الأمنية من الجيش العراقي والحشد العشائري المكلف بحمايتها في توفير الأمن لها".

ابراهيم، أكد أن "هذه التفجيرات دفعت العديد من الأهالي لترك المدينة، والنزوح باتجاه مدن الرمادي"، محملاً "وزارة الكهرباء والقوات المكلفة بحماية الأبراج مسؤولية الانقطاع، وذلك لفشلهم بوضع حد لتلك التجاوزات".

وفي سياق متصل، كشف مصدر مسؤول في محافظة الأنبار طلب عدم الكشف عن اسمه، لشبكة رووداو الاعلامية، أن "عمليات التفجير التي تستهدف خطوط نقل الطاقة الكهربائية لقضاء القائم والرمانة، هي ضمن عملية منظمة منذ أشهر لجهات معروفة في محافظة الأنبار ومسيطرة على جزء من مفاصلها، تسعى للضغط من خلال تلك العمليات التخريبية على الحكومة المحلية والاتحادية، للحصول على عقود حماية خطوط النقل".

يذكر أن قضاء القائم، يقع غربي العراق، ويضم أربعة مدن وأكثر من 50 قرية، يقدر تعداد سكان القضاء والنواحي التابعة للقضاء بحسب تقديرات وزارة التخطيط، بحوالي 150 ألف نسمة عام 2014، وكان القضاء يعد منطقة تجارية هامة.

ومنذ مطلع فصل الصيف في العراق، زادت وتيرة الهجمات بعبوات ناسفة، وبالتزامن مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، على خطوط نقل الطاقة الكهربائية، لاسيما في المحافظات الواقعة شمالي وغربي وشرقي العراق، ما فاقم أزمة نقص الكهرباء في البلاد ونقمة المجتمع العراقي على الواقع الحالي.

بالمقابل تتهم السلطات العراقية مسلحي تنظيم "داعش" الارهابي بالوقوف وراء معظم الهجمات، فيما يرى مراقبون أنها تأتي ضمن عملية صراع اقتصادي وسياسي داخلي وإقليمي.