من ’سيف القدس’ الى رد ’حزب الله’.. المقاومة تثبت معادلة الردع

من ’سيف القدس’ الى رد ’حزب الله’.. المقاومة تثبت معادلة الردع
الأحد ٠٨ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٧:٢١ بتوقيت غرينتش

اكملت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" بنية الصورة التي رسمتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الممهورة بالصواريخ من خلال معركة "سيف القدس"، مؤكدة أن المقاومة لن تسمح لكيان الاحتلال الاسرائيلي بكسر قواعد الاشتباك.

العالم - يقال أن

إن هذه المواجهة العسكرية التي شهدها لبنان في اليومين الماضيين شبيهة الى حد ما مع اختلاف الحجم بعملية سيف القدس، فسيف القدس تمت في وقت كان يظن فيه الاحتلال انه قادر على ان يستفرد بأهل القدس، واهالي الشيخ جراح، وسلوان، وبطن الهوى، ليمارس بحقهم أبشع أساليب العنجهية والاعتداء والجرائم بحق المقدسيين، وان يدنس الاقصى وان ينفذ مخططه بالتقسيم الزماني والمكاني.

لم يكن يعتقد العدو الصهيوني ان هناك سيكون رد من قبل المقاومة الفلسطينية والتي حذرت الاحتلال من الاستمرار باعتداءاته وتغوله بالدم الفلسطيني وجرى ما جرى واكدت المقاومة ان قواعد الاشتباك لم تكن كما كانت سابقا بين غزة والكيان الصهيوني بل اصبح القدس جزءا من قواعد الاشتباك.

اليوم وبشكل اصغر اراد الكيان الصهيوني ان يمتحن قدرة المقاومة الاسلامية في لبنان "حزب الله" خصوصا بعد عامين من التطورات الداخلية الصعبة سواءا على مستوى الكورونا وتاثيراتها الاقتصادية والاجتماعية او على مستوى الحصار المفروض على لبنان والذي ادى الى ما ادى اليه من ضغط اقتصادي ومعيشي كبير على اللبنانيين فظن انه يستطيع او كان ييحاول ان يمتحن قدرة "حزب الله" على الرد في هذه الظروف.

جاء الرد سريعا النار بالنار.. وأعلن "حزب الله" ان مجموعة الشهيدين، علي كامل محسن، ومحمد قاسم طحان، قصفت محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا، مؤكدا ان القصف جاء ردا على الغارات الجوية التي نفذها طيران الاحتلال في "الجرمق" و"الشواكير"، مشيرا الى ان القصف تم بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم ليعيد بذلك الحزب تثبيت معادلة الردع ويمنع جيش الاحتلال من الاعتداء مجددا على لبنان.

معركة "سيف القدس" اعلنت عن مرحلة جديدة في احداثيات المواجهة والاشتباك مع الاحتلال الصهيوني، و اكملت المقاومة الاسلامية في لبنان "حزب الله" الصورة من خلال بيانها المقتضب والتي اعلنت من خلاله عن مرحلة ما بعد تثيبت المعادلات وفي الحيثيات الممتدة من غزة الى جنوب لبنان افهام للاحتلال برسائل ممهورة بالصواريخ ان المقاومة لن تسمح بكسر قواعد الاشتباك مطلقا.

الاحتلال الصهيوني ظن باستهتار ان الخروج لاستباحة اجواء المقاومة الاسلامية في الجنوب قد تمر مرور الكرام، وظنت استخباراته ان الازمة الاقتصادية التي تعصف بالاراضي اللبنانية قد روضت الحسابات وغيرت المعادلات وبالتالي يمكن تمرير بالونات اختبار تبدأ بالقصف المدفعي وتصل الى الغارات الجوية بالطائرات الحربية على بلدة "المحمودية".

المقاومة الاسلامية في لبنان "حزب الله" تلقفت الاشارة وفهمت مخطط العدو الصهيوني مسبقا فأربعة عقود من المواجهة والاشتباك بين الحزب والاحتلال كانت كافية لقراءة ما يفكر به العدو قبل ان يبدأ، فكان الدرس واضحا والرد في وضح النهار فتراجع الاحتلال معلنا انه غير معني بالتصعيد وذلك لان مضامين الرسالة وتفاصيل الرد كانت لا تقبل التأويل.

رد حزب الله امس ومن قبله رد المقاومة الفلسطينية في غزة على ما يحدث في القدس يعلنان عن زمن جديد ومسار مواجهة مختلف ينتظر الاحتلال تبعاته ومفاده، ان الردع المؤقت لا يلغي احتماليات المواجهة المفتوحة حتى وان تاخرت وان اقتناص الفرص للانقضاض على المقاومة لم يعد ممكنا وان مفاعيل الرد ستكون فوق ما يتوقع صناع القرار في تل ابيب.