إيران.. بين الصهاينة والعرب المُتصهينة

إيران.. بين الصهاينة والعرب المُتصهينة
الإثنين ٠٩ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٩:١١ بتوقيت غرينتش

فور وصوله  يوم امس الاحد الى الكيان الاسرائيلي، في زيارة تستمر أربعة أيام، يلتقي خلالها برئيس هذا الكيان إسحاق هرتسوج ووزير الخارجية يائير لابيد، عقد وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون السياسية عبدالله بن أحمد آل خليفة ، مؤتمرا صحفيا في فندق الملك داوود بالقدس، تهجم فيه على ايران والاتفاق النووي.

العالم كشكول

من بين ما قاله المسؤول البحريني، في مؤتمره الصحفي عن الاتفاق النووي انه:" غذى الأزمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لقد زاد عدد اللاجئين الذين فروا إلى أوروبا. لقد تسبب في مزيد من التحريض على التطرف والكراهية في العديد من المناطق المختلفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط"!.

وفي اجترار لمواقف امريكا والكيان الاسرائيلي من الاتفاق النووي قال عبدالله ان الاتفاق "معيب" لانه ركز فقط على برنامج إيران النووي وتجاهل قضيتين رئيسيتين برنامج الصواريخ ودور ايران الاقليمي".

ومن المقرر ايضا ان يلتقي هذا "المسؤول البحريني"!! خلال زيارته ايضا، التي تعتبر الثانية الى الكيان الاسرائيلي بعد زيارة سابقة قام بها في كانون أول/ديسمبر الماضي ، بـ"مسؤولين بوزارة الخارجية الاسرائيلية" لبحث العلاقات "الإسرائلية البحرينية"، كما سيزور جامعات ومنظمات ومعاهد بحثية في أنحاء "إسرائيل".

رغم ان احد الظرفاء، كفانا الرد على كلام هذا "المسؤول الخليفي" الخائن لدينه وقوميته ومقدساته وقضيته، والبائع لشرفه وكرامته في اسواق اسياده من بني صهيون، عندما علق قائلا: "إذا أتتك مذمتي من "مطبع" ** فهي الشهادة لي باني كامل". ولكن سنحاول الوقوف على التناقض الصارخ في كلامه وقوفا سريعا، رغم انه لا يستحق هذا ايضا.

يقول المدعو عبدالله ان الاتفاق النووي:"غذى الأزمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لقد زاد عدد اللاجئين الذين فروا إلى أوروبا. لقد تسبب في مزيد من التحريض على التطرف والكراهية في العديد من المناطق المختلفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، هنا نسأل من الذي فجر وغذى الازمات والصراعات والحروب والفوضى في الشرق الاوسط، وخاصة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس والسودان والصومال وافغانستان وباكستان، وجعل ملايين السوريين والعرب والمسلمين يتركون ديارهم ويفرون الى اوروبا وجميع اصقاع الارض، امريكا وحلف الصهاينة والعرب المتصهينين وعصاباتها التكفيرية وعلى راسها "داعش" والقاعدة والنصرة و..، أم الاتفاق النووي، الذي كان نتيجة حراك دبلوماسي وسياسي صرف؟!.

من الذي صنع "داعش" ومن الذي مولها وسلحها ومسخ عقول المخدوعين بها باستخدام العقيدة الوهابية التكفيرية، واطلقهم على الدول والمجتمعات العربية والاسلامية لتفترسها وتنهشها، بهدف تقسيمها وشرذمة شعوبها، أمريكا وحلف الصهاينة والعرب المتصهينين، أم ايران وحلف المقاومة، الذي حارب هذا السرطان الامريكي الاسرائيلي الوهابي وحافظ على وحدة سوريا والعراق ولبنان؟!.

اما ردنا على وصفه الاتفاق النووي بـ"المعيب" لانه ركز فقط على برنامج إيران النووي وتجاهل قضيتين رئيسيتين برنامج الصواريخ ودور ايران الاقليمي"، فنقول ان الاتفاق، هو اتفاق نووي صرف، ويتناول القضايا النووية فقط، واتفقت على ذلك كل القوى الكبرى في العالم ومن ضمنها امريكا، الى ان جاء الارعن ترامب، الذي كان واقعا تحت تأثير صهره الصهيوني المقرب من نتنياهو والعرب المتصهينين، فاخذ يكرر مقولة نتنياهو، وخرج من الاتفاق النووي فورط بلاده والعالم اجمع. هذا اولا، ثانيا، اذا كان النظام الخليفي نظام وظيفي بإعتراف اصدقاء واعداء هذا النظام الاسري المتخلف، يعمل بأوامر اسياده من الامريكيين و"الاسرائيليين"، فلا سيادة ولا استقلال ولا كرامة ولا ..، فإن ايران على النقيض من ذلك كله، فالبرنامج الصاروخي الدفاعي الايراني، ودور ايرن الاقليمي، هو من صميم السيادة والقرار والاستقلال الايراني، وهو خط احمر لا تستطيع اقوى قوى العالم من الاقتراب منها، و المساس بها، ولكن من الصعب جدا ان ندس مثل هذه القضايا الكبرى دسا في عقول صغيرة كعقول امثال عبدالله هذا، لذلك لا نمك الا ان نعيد ما قاله ظريفنا في بداية مقالنا مرة اخرى .. "إذا أتتك مذمتي من "مطبع" ** فهي الشهادة لي باني كامل".