التسلل الاسرائيلي الخفي في البحر الاحمر ، حماقة بينيت والتورط في المصيدة 

التسلل الاسرائيلي الخفي في البحر الاحمر ، حماقة بينيت والتورط في المصيدة 
الإثنين ٠٩ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

بناء على المعلومات الواردة لوكالة "نورنيوز" المقربة من مجلس الامن القومي الايراني ، فان غواصة اسرائيلية من طراز "دولفين" عبرت قناة السويس يوم الاربعاء الماضي بشكل سري في طريقها الى البحر الاحمر . كما عبرت مدمرتان اسرائيليتان بشكل متزامن من قناة السويس ، ما يوحي بانهما تقومان بدور الحماية والمرافقة لتلك الغواصة .

العالم - سياسة

هذه الخطوة التي يقوم بها الكيان الصهيوني اثر تاليب الاجواء على خلفية الانفجار الذي طال ناقلة النفط الاسرائيلية في بحر عمان ، ورغم انها اشبه بالمسرحية ، الان انها تكشف بان الحكومة الجديدة في تل ابيب ورغم فشلها في بلورة اجماع ضد ايران وتراجع حماتها الامريكيين والبريطانيين عن تهديد طهران بالرد بالمثل ، لازالت تواصل مخطط تاليب الاجواء ضد ايران .

هذا في حين ان بعض المسؤولين السابقين في هذا الكيان وجهوا تحذيرات الى حكومة نفتالي بينيت في خصوص اتخاذ مثل هذه الاجراءات ، مثلما قال الجنرال الصهيوني المتقاعد "عاموس يادلين" : لايجب ان نتورط مع ايران المتفوقة في الخليج الفارسي .

يادلين وضمن تذكيره بهجوم ايران على قاعدة عين الاسد وتلميحه الى الهجمات التي تعرضت لها منشاة ارامكو النفطية بالصواريخ والطائرات المسيرة والاتهامات السعودية لايران في هذا المجال ، اشار الى التفوق الايراني واليد العليا للجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المجال وقال : من الافضل ان تتولى امريكا وبريطانيا مسؤولية هذا الامر وليس "اسرائيل"! . يادلين حذر حكومة كيانه وقال بانه من الافضل لنا بان لا نذهب الى الخليج الفارسي والبحر الاحمر حيث ايران تتمتع بالتفوق ولديها اليد العليا . واكد هذا الجنرال الصهيوني المتقاعد : نحن ليس لدينا اي تفوق في البحر ! بعد قاسم سليماني ، الجنرال حاجي زادة يتولى اليوم قيادة الطائرات المسيرة الايرانية .

في غضون ذلك ونقلا عن مصادر تابعة لها كتبت صحيفة "نيوزويك" اليوم قائلة : اثر التهديدات الاسرائيلية بشن هجوم عسكري ، امريكا تؤكد بان الدبلوماسية هي افضل توجه للتعامل مع ايران ، ووزارة الخارجية الامريكية تحث حلفاءها بان يعتمدوا الدبلوماسية لاحتواء البرنامج النووي الايراني بدلا من التوجهات العسكرية .

على هذا الاساس ، وخلافا لتصورات نفتالي بينيت والذي يبدو انه يحاول ان يخطو في نفس المسار الذي كان يسلكه بنيامين نتنياهو وسلوكياته الشريرة ، فانه وفقا لتحذيرات المسؤولين والمحللين الغربيين والصهاينة وكما يذعن هؤلاء فان تورط الكيان الصهيوني مع ايران يعد اجراءا خاطئا نظرا الى انه لا يوجد ادنى شك في تفوق ايران على الصعد البرية والبحرية والجوية .

بعبارة ادق فان المحللين الغربيين الذين يتحلون بالواقعية توصلوا الى نتيجة مفادها ان تحذيرات ايران على صعيد الرد الحازم والصارم ضد اي تحرك معادي محتمل ، ليس تهديدا لفظيا فحسب بل حقيقة مبنية على الارادة والامكانيات التي يتحتم تجنبها .

في مثل هذه الظروف يبدو ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني الهاوي ومن خلال تصعيد اجراءاته المتسرعة والحمقاء بدا يقترب بشكل كبير من المصيدة التي يجب ان يدفع ثمنا باهظا للخروج منها ، ليس هو فحسب بل جميع قطعان المستوطنين في الاراضي المحتلة .