بيني غانتس.. عربة فارغة

بيني غانتس.. عربة فارغة
الأربعاء ١١ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٤:٣٢ بتوقيت غرينتش

كان المعروف عن زعماء "اسرائيل"، منذ ان زرعت بريطانيا كيانهم في قلب العالم الاسلامي، العمل بصمت، بل انهم كانوا ينفون كل ما يقومون به من جرائم قتل واغتيالات وتفجيرات ، داخل فلسطين المحتلة وخارجها، حتى حروبهم العدوانية، كانوا يشنوها من دون تهديد او وعيد مسبق، حتى باتت هذه السياسة علامة فارقة لهم.

العالم – كشكول

منذ عقدين من الزمن وخاصة بعد هزيمة "الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر"! امام رجال حزب الله عام 2000 وعام 2006، وهزيمة هذا "الجيش" امام رجال حماس والجهاد الاسلامي في غزة، وبعد ان شب محور المقاومة عن الطوق، وبات هو الذي يبادر لردع "اسرائيل" اذا ما ارادت تغيير قواعد الاشتباك، كما حدث في معركة "سيف القدس" في فلسطين المحتلة ، وكذلك في الرد الصاروخي لحزب الله قبل ايام، تحول زعماء الكيان الاسرائيلي الى جوقة من الثرثارين، الذين لا يكفون عن اطلاق التهديدات على مدار الساعة، ضد ايران ومحور المقاومة، دون ان نرى اي اثر لهذه التهديدات على ارض الواقع، حتى بات حلفاء "اسرائيل" في الغرب لا يقيمون وزنا لتهديداتهم ولا يأخذوها على محمل الجد.

على سبيل المثال لا الحصر، نأخذ وزير الحرب في الكيان الإسرائيلي بيني غانتس، كعينة لهذه الابواق "الاسرائيلية"، فالرجل، ومنذ فترة، لا يفتح فمه إلا ويهدد، ولكن دون ان يظهر منه اي فعل، حتى بات كالعربة الفارغة التي تُحدث اصوتا كلما تحركت، فجُل الذي يريده غانتس من وراء ثرثرته، هو تحريض الاخرين، مثل امريكا وبريطانيا والغرب، على محور المقاومة، لسبب بسيط، وهو ان كيانه لم يعد بامكانه ان يتعامل مع محيطه وجيرانه باستخفاف كما كان يفعل في السابق، عندما كان يحرك دبابته التي تعبر الحدود الدولية وتحتل عاصمة عربية، دون اي مقومة و اعتراض دولي، بينما اليوم على هذا الكيان ان يتلقى عشرات الصواريخ في مقابل كل صاروخ يطلقه على محور المقاومة.

بالامس، دعا غانتس امريكا وبريطانيا والعالم الى الرد المشترك على ايران، على خلفية الهجوم المريب على ناقلة النفط الاسرائيلية "ميرسر ستريت"، كما اعتبر غانتس:"إيران أكبر خطر محدق بالاستقرار الإقليمي والسلام العالمي ولا يجوز الوقوف جانبا بينما هي تتقدم في مشروعها النووي" ودعا من وصفهم باللاعبين الرئيسيين ودول العالم "إلى كبح إيران ومن وصفهم بامتداداتها في المنطقة"!!.

من الواضح ان غانتس لم يقل الحقيقة وتلاعب بالالفاظ، فايران ومحور المقاومة "اكبر خطر محدق"، صحيح ولكن ليس بالاستقرار الاقليمي والسلام العالمي، بل بالكيان الاسرائيلي الغاصب لارض فلسطين والمقدسات الاسلامية، وهذه الحقيقة إعترف بها غانتس دون قصد، عندما قال:"سنواصل حماية أنفسنا والدفاع عن أمننا أمام محاولات تهديدنا ونقل أسلحة وذخائر متطورة إلى أتباع إيران قرب حدودنا"، اذا الخطر ليس على العالم، بل الخطر محدق بكيانك الغاصب.

ثرثرة غانتس هذه لم تتوقف خلال الايام القليلة الماضية، بل ازدادت واصبحت عالية النبرة، بل عدوى الثرثرة انتقلت الى رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت، والى الاعلام والصحافة في الكيان الاسرائيلي، وهو ما كشف عن ليس غانتس فقط عربة فارقة، بل ان كل كيانه عربة فارغة.