علاقة الدين بالحب

علاقة الدين بالحب
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١١ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

الحب هو الذي تبتني عليه العلاقة المقدسة بين العبد وربه... ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع الحجب في النفس، ولا تمنح هذه الحالة إلاّ للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية.

الدين في حقيقته هو إرتباط بالله سبحانه وتعالى، وهو مصدر الحب، فالله سبحانه وتعالى يفيض على العالم بالحب والعطاء والخير، ولذلك كان الحب هو العنوان الأساسي الذي يعبر عن الإيمان. فالمؤمن يحب الله ويمحض له المودة.
والمؤمن يحب الله ويحب رسوله، ويحب الخير الذي جاء به رسوله، ويحب إخوته المؤمنين، فالمؤمن أخو المؤمن، وهو أيضاً يحب الخير لجميع بني الإنسان ومصداق ذلك ما ورد على لسان الأنبياء من دعاء لقومهم بالهداية فيحيى (ع) دعا لقومه وهم يقتلونه، وعيسى (ع) كان يطلب من ربه أن يغفر لقومه لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون، وكذلك فعل نبينا محمّد (ص) فسأل الله أن يهدي قومه...
ومن هنا فإننا نجد أن الحب له علاقة بالدين من خلال بُعدين:
البُعد الأول: بُعد التكاليف الإلهية:
العشق مقدمة التكليف...
فالتكليف يحتاج إلى جهد.. صلاة الصبح تحتاج إلى إستيقاظ في أفضل ساعات الراحة, والجهاد فيه فقد الأحبة ومفارقة الحياة، والخمس والزكاة والصدقة فيها تقديم المبدأ على مطامع النفس.. فما الذي يدفعني إلى كل هذا لأقوم بصورة إيجابية؟!!
قد يدفعني الخوف والإيمان بالجزاء والمحاسبة، ولكن إقبالي سيكون أكمل وعملي أرقى لو أنطلقت من الحب... من الإنشداد الفطري للمحبوب، ومن السعي الحثيث لبرهنة حبي الصادق لله سبحانه وتعالى...
كذلك سيكون حبي أرقى لو انطلق من الغرام والولع الذي يدفع الإنسان لإنتظار ساعة اللقاء وموعد الوصال مع الله، وبالخصوص انتظاره لموعد الصلاة ، لأن الصلاة في حقيقتها لقاء حميم مع الله سبحانه وتعالى.
البُعد الثاني: بُعد الإيمان:
الحب هو الذي تبتني عليه العلاقة المقدسة بين العبد وربه... ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع الحجب في النفس، ولا تمنح هذه الحالة إلاّ للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية.
إن هذا الحب الذي يستشعره القلب هو النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في المسلك الصحيح، ويستمر العبد في سيره التكاملي بمعية الله إلى أن يتربع حب الله على عرش القلب، فلا حب إلاّ لله، أو لمن له فيه نصيب.
*المصدر: كتاب الحب والجمال -  د. الشيخ ميثم السلمان

تصنيف :
كلمات دليلية :