هزيمة امريكا الفاضحة في افغانستان وحصد طالبان مليارات الدولارات منها

هزيمة امريكا الفاضحة في افغانستان وحصد طالبان مليارات الدولارات منها
الثلاثاء ١٧ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

إنهزمت امريكا و انكسرت هيبتها الفارغة ، التي حاولت إستحصالها على مدار عقدين من خلال إحتلالها أفغانستان، بتكلفة بلغت 83 مليار دولار، ليصبح المستفيد النهائي من إستثمار الإستعمار الأمريكي هو طالبان.

العالم - افغانستان

ووفق ما أفادت "سكاي نيوز"، اليوم الثلاثاء،معترفة بأن طالبان لم تستولي على القوة السياسية الأفغانية فقط، ولكن أيضا على القوة العسكرية والتسليحية التي قدمتها قوات الإحتلال الأمريكي الفاشل على "طبق من ذهب" للحركة، من البنادق والذخيرة والمروحيات.

واستولت طالبان على مجموعة من المعدات العسكرية الحديثة، عندما اجتاحت مراكز القوات الأفغانية التي فشلت في الدفاع عن مراكز المقاطعات.

وتبع ذلك مكاسب أكبر، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، عندما سيطرت طالبان على عواصم المقاطعات والقواعد العسكرية بسرعة مذهلة، وتصدرها الاستيلاء على أكبر جائزة، العاصمة كابل.

وأكد مسؤول دفاعي أمريكي، أمس الإثنين، أن تراكم طالبان المفاجئ للمعدات الأفغانية التي تركتها أمريكا بعد هزيمتها في افغانستان "ضخم جدا".

ويعد هذا التراجع نتيجة محرجة لسوء تقدير جدوى القوات الحكومية الأفغانية، من قبل الجيش الأمريكي، وكذلك وكالات الاستخبارات الأمريكية، التي اختارت في بعض الحالات تسليم مركباتها وأسلحتها بدلا من القتال.

وبينما يدرس المحللون العسكريون فشل الولايات المتحدة في إنتاج جيش وشرطة أفغانيين مستدامين وأسباب انهيارهما، تبدو الأبعاد الأساسية واضحة ولا تختلف عما حدث في العراق.

فالقوات كانت جوفاء، ومجهزة بأسلحة متفوقة ولكنها تفتقر إلى حد كبير للمكون الأساس وهو "الدافع القتالي".

وقال جون كيربي كبير المتحدثين باسم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، يوم الإثنين: "المال لا يستطيع شراء الإرادة. لا يمكنك شراء القيادة".

وقال دوج لوت، وهو ملازم متقاعد بالجيش ساعد في توجيه استراتيجية الحرب الأفغانية خلال إدارتي جورج بوش وباراك أوباما، إن ما حصل عليه الأفغان من موارد ملموسة، يفتقرون إليه في الموارد غير الملموسة، وهي الأكثر أهمية.

وقال لوت: "خلال الحرب، العوامل الأخلاقية تهيمن على العوامل المادية.. المعنويات، والانضباط، والقيادة، وتماسك الوحدة، أكثر حسما من عدد القوات والمعدات. بصفتنا غرباء في أفغانستان، يمكننا توفير العتاد، لكن الأفغان فقط هم القادرون على توفير العوامل الأخلاقية غير الملموسة".

على النقيض من ذلك، أثبت طالبان بأعداد أقل، وأسلحة أقل تطورا ولا قوة جوية، أنهم قوة متفوقة.

ومن بين ما يقرب من 145 مليار دولار أنفقتها الحكومة الأمريكية على محاولة إعادة بناء أفغانستان ، تم تخصيص حوالي 83 مليار دولار لتطوير ودعم قوات الجيش والشرطة، وفقا لمكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، وهو جهاز رقابي أنشأه الكونغرس وتتبع الحرب.

وبالإضافة لمبلغ 145 مليار دولار، أنفقت أمريكا 837 مليار دولار في خوض احتلال أفغانستان، التي بدأت بغزو في أكتوبر 2001.

ويعتبر مبلغ 83 مليار دولار المستثمر في القوات الأفغانية على مدى 20 عاما، هو ما يقرب من ضعف ميزانية العام الماضي لكامل مشاة البحرية الأمريكية، وهو أكثر بقليل مما خصصته واشنطن العام الماضي لمساعدة قسائم الطعام لنحو 40 مليون أمريكي خلال أزمة كورونا.

وفي نهاية الأمر، استثمار عشرات المليارات، سيصب في صالح حركة طالبان، التي ستستفيد من كل الأسلحة والطائرات والمراكز والتجهيزات، لترسم فصلا جديدا في المنطقة.