الحريري ينتظر "الإعتذار" على "الكوع" فهل يفعلها نجيب ميقاتي ؟

 الحريري ينتظر
الأربعاء ٢٥ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٣:٢٨ بتوقيت غرينتش

على وقع الإتصالات والمشاورات القائمة ل​تأليف الحكومة​ في لبنان، برئاسة رئيس الحكومة المكلف ​نجيب ميقاتي​، يبدو أن رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ ينتظر خيار "الإعتذار" على "الكوع"، خصوصاً أنه سيكون بمثابة فرصة ذهبيّة له يمكن أن يستفيد منها كثيراً في ​الإنتخابات النيابية​ المقبلة.

العالم - لبنان

في هذا السياق، يقول الكاتب السياسي ماهر الخطيب انه بات من الواضح أن ليس لدى زعيم تيار "المستقبل" من خطاب إنتخابي يقدمه إلا الهجوم على "​التيار الوطني الحر​" و"​حزب الله​"، الأمر الذي ظهر بشكل جليّ بعد إعتذاره عن التشكيل، لكنه في ذلك الوقت لم يكن جاهزاً للإنتقال إلى المرحلة التالية، أي بدء المعركة التي يطمح لها، الأمر الذي دفعه إلى الموافقة على المشاركة في تسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة، خصوصاً أنّ الأخير كان يحظى بدعم من قبل العديد من الجهات الدولية، أبرزها ​فرنسا​.

من وجهة نظر مصادر سياسية متابعة، قد يكون الحريري من أبرز المستفيدين من احتمال إعتذار ميقاتي في الوقت الراهن، نظراً إلى أن ذلك سيبرر وجهة نظره بعدم القدرة على التفاهم مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، الأمر الذي كان يسعى إلى تسويقه طوال الفترة الماضية، بالتزامن مع العمل على تكريس معادلة أن لا بديل عنه لرئاسة الحكومة، التي كان يعمل عليها منذ لحظة استقالته في العام 2019.

بالنسبة إلى هذه المصادر، هذا الواقع هو الذي يفسر إنتقال تيار "المستقبل"، بالتزامن مع الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة المكلف، إلى فتح معركة إسقاط رئيس الجمهورية، حيث كان الحريري أول المبادرين لها بعد الإنفجار الذي وقع في بلدة التليل العكارية، بالرغم من الإتهامات التي كانت توجه إلى أعضاء في كتلته النيابية بالتورط في عمليات تخزين وتهريب المحروقات إلى سوريا.

وتشير المصادر نفسها إلى أن تشكيل الحكومة لن يصب في صالح الحريري بالدرجة الأولى، خصوصاً أن ميقاتي ليس من الشخصيات السنّية التي من الممكن تصنيفها على أساس أنها من الفئة الثانية أو من خارج الأسماء الأساسية المرشحة لرئاسة الحكومة، فهو نجح في تكريس نفسه زعيماً لعاصمة الشمال في الإنتخابات النيابية الماضية، كما أنّه تولى هذا المنصب في مرحلتين سابقتين.

في هذا الإطار، تستغرب المصادر السياسية المتابعة كيف أن تيار "المستقبل" هو من القوى السياسية التي أنجزت خطّتها اللاحقة، في حال إعتذار رئيس الحكومة المكلّف، حيث التوجه إلى أن يكون ميقاتي هو الشخصية الأخيرة التي من الممكن أن تكلّف في عهد رئيس الجمهورية، نظراً إلى أن أوساط التيّار بدأت تؤكّد أنه بحال الوصول إلى هذه المرحلة فإنه سيذهب إلى المطالبة بإستقالة عون من منصبه، بالرغم من إقتراب موعد الإنتخابات النيابية والرئاسية.

وتلفت هذه المصادر إلى أن ما يتحدّث عنه "المستقبل"، على الرغم من أنه يدرك صعوبة تحقيقه، يأتي من باب المزايدة الإنتخابيّة، لا سيما أنّ هذا العنوان قد يكون مفيداً له على الساحة السنية، بعد التراجع الذي كان قد تعرض له، في السنوات الماضية، على المستوى الشعبي، وبالتالي هو قد يعوّض له، بشكل أساسي، غياب القدرة على الإنفاق الإنتخابي، وتذكّر بأنّه كان من بين الأفرقاء الذين وضعوا خطوطاً حمراء، أمام رئيس الحكومة المكلّف، لا يمكن تجاوزها.

في المحصّلة، تجزم المصادر نفسها أنّ الحريري ليس بعيداً عن محاولة عرقلة مهمّة ميقاتي، نظراً إلى أنه من أبرز المتضرّرين من إحتمال نجاحه في مهمته، خصوصاً إذا ما نجح في الحصول، من رئيس الجمهورية، على ما كان قد فشل هو نفسه في الحصول عليه، من دون تجاهل التداعيات التي ستلحق به في حال نجاح الحكومة، في المرحلة اللاحقة، في تحقيق الحدّ الأدنى من المهمّة المطلوبة منها.

مراسل العالم