هل تضغط مصر على 'حماس' بورقة معبر رفح؟

هل تضغط مصر على 'حماس' بورقة معبر رفح؟
الأربعاء ٢٥ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

لليوم الثالث على التوالي، تواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري، أمام حركة تنقل المسافرين من وإلى قطاع غزة، بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار، الأمر الذي فاقم أوضاع المسافرين والعالقين على جانبي المعبر، وأعاد للأذهان تفاصيل معاناة ثقيلة عاشها الفلسطينيين جراء إغلاق هذا المنفذ.

العالم - فلسطين

معبر رفح الواصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية بالنسبة لأهل غزة هو شريان الحياة الوحيد لهم، ونافذتهم للعالم الخارجي في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق المستمر منذ العام 2006 وتحكم الكيان الإسرائيلي بالمعابر الأخرى، وأي خطوة في إغلاقه قد تكون نتائجها كارثية وسريعة لآلاف المسافرين من طلبة ومرضى وأصحاب الإقامات الخارجية.

القرار الذي صدر عن القاهرة قبل ثلاثة أيام بإغلاق المعبر بصورة مفاجئة، في ظل حالة التوتر التي شهدتها حدود غزة مع الاحتلال الإسرائيلي، وما تخللها من مواجهات عنيفة وإطلاق بالونات حارقة تجاه البلدات المحتلة المحاذية للقطاع، كرد على الهجمات الإسرائيلية المستمرة، وعدم الإلتزام بتعهدات تخفيف الحصار عن القطاع، نظر له الكثير من المراقبون على أنه “نوع من العقاب وورقة ضغط على حركة حماس”، خاصة في ظل تعثر جهود التهدئة بغزة، وصعوبة التوصل لتفاهمات حول الملفات الأخرى، وتهديد فصائل غزة بتصعيد خيارات “المقاومة الشعبية” على الحدود.

إبراهيم المدهون، المحلل السياسي، يقول إن “مسار التهدئة الذي ترعاه مصر بدأ يتعثّر وإن إغلاق المعبر يأتي كرسالة احتجاج من مصر، وأداة ضغط للعودة إلى مسار التهدئة”، ويتابع حديثه “هذه الرسالة، إما موجهة للاحتلال غير المتجاوب في مسار التهدئة، أو للفصائل بغزة التي قررت تصعيد فعالياتها الشعبية”.

ويعتقد أن إغلاق مصر للمعبر، “لن يطول، في ظل وجود عدد من الأسباب، على راسها الالتزام المصري، الذي جاء على لسان وزير المخابرات عباس كامل (خلال زيارته لغزة)، والتي أكد فيها أن المعبر لن يغلق والحصار لن يطول”.

وأضاف أن مصر “معنيّة بحدوث حالة انفراج في غزة، كما أنها لن تشارك بحصار سكان القطاع، ولن تسجّل على نفسها أنها تفرض الحصار إلى جانب الاحتلال”، ويزيد “الفصائل بغزة “مُصرّة على استكمال الوصول إلى حل دائم وحقيقي لأزمة الحصار التي طالت لنحو15 عاما”.

ويرجّح أن الفصائل لم “تعد تقبل وجود حالة الهدوء والاستقرار، التي تتزامن مع تشديد الحصار الإسرائيلي، وعرقلة إسرائيل لوصول منحة مالية قطرية (كانت تُصرف بشكل شهري)، ومشاريع الكهرباء، ومشاريع التخفيف عن سكان غزة”.

ويتابع قائلا “أعتقد أن المقاومة تصرّ على تصعيد حالة الاشتباك الشعبي مع الاحتلال، لإبقاء حالة الضغط عليه، حتّى يستجيب للمطالب الفلسطينية”.

واستكمل قائلا “كما أن إغلاق المعبر يزيد من المشكلة في غزة، والمصريون معنيين بالذهاب إلى حل هذه الإشكاليات”.

ورجّح أن استمرار إغلاق المعبر، لفترة زمنية طويلة، قد يتسبب بـ”تفجير الأوضاع بغزة باتجاه إسرائيل، خاصة وأن الفصائل تحمّل الاحتلال مسؤولية كل شيء يحصل”.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن مصر نقلت رسالة إلى "إسرائيل" أبلغتها فيها أن التظاهرة التي ستنظم على حدود غزة اليوم ستمر بهدوء نسبي.

ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية "إسرائيلية"، قولها إن حماس ستوقف التظاهرات العنيفة على السياج الحدودي. وفق تعبيرها.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الرسالة ذاتها نقلت يوم السبت الماضي من قبل مصر، إلا أن المسيرة شهدت أعمال “عنف” كبيرة.

ووفقًا لذات المصادر، فإنه بعد ما جرى على الحدود شعرت مصر بالحرج ولذلك أغلقت المعبر.

وقالت المصادر، إن "إسرائيل" بعثت برسالة غاضبة إلى مصر بأنها تتوقع منها التحرك وفرض عقوبات على حماس، ما أدى لإغلاق معبر رفح.

وتقدر مصادر عسكرية "إسرائيلية"، أنه في حال سارت أحداث اليوم بهدوء كما وعدت حماس، فإن مصر ستعيد فتح معبر رفح غدًا.

واندلعت السبت مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على السياج الفاصل شرق مدينة غزة هي الأعنف منذ وقف مسيرات العودة الشعبية قبل عامين.

وأدت المواجهات العنيفة لإصابة 41 فلسطينيا بينهم 10 أطفال أحدهم (13 عاما) بجروح حرجة وفق مصادر طبية فلسطينية، في وقت أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة أحد عناصره بجروح بالغة جراء إطلاق النار عليه من مسافة قصيرة فيما لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عنها.

ولاحقا رد جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحادثة بقصف مواقع عسكرية تتبع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في مناطق مختلفة في القطاع هي الأعنف من وقف موجة التوتر الأخيرة في مايو الماضي.

وهدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أن "إسرائيل “ستصفي الحساب” مع الذين هاجموا الجنود والمستوطنين الإسرائيليين".

الراي اليوم