مصر: احتجاز معتقل مصاب بفيروس كورونا في مشرحة

مصر: احتجاز معتقل مصاب بفيروس كورونا في مشرحة
الأربعاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٠٩ بتوقيت غرينتش

وثّقت منظمة "نحن نسجل" الحقوقية الدولية تطوراً خطيراً يعدّ سابقة هي الأولى من نوعها للمعتقل مدين حسنين، فقد نقل بعد إصابته بفيروس كورونا الجديد من سجن طرة إلى مستشفى الصدر بالعباسية، إلا أن إدارة المستشفى احتجزته داخل مشرحة الموتى.

العالم- مصر

وبحسب العربي الجديد أفادت المنظمة في بيان: "نشرنا عن تدهور الحالة الصحية لمدين حسنين يوم 18 أغسطس/ آب نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ونقل المعتقل من سجن استقبال طرة، جنوب القاهرة، إلى مستشفى الصدر في منطقة العباسية. ولكن إدارة المستشفى قامت باحتجازه داخل المشرحة بين جثامين المتوفين، ما يعد سابقة خطيرة في التعامل مع المعتقلين المصابين بالفيروس".

وطالبت "نحن نسجل" وزيري الداخلية والصحة المصريين بسرعة التدخل والتحقيق في الواقعة لإنقاذ حياة المعتقل وضمان عدم تكرار الحادثة مع أي سجين آخر.

وكانت السلطات السودانية قد سلّمت مدين حسنين سراً إلى السلطات المصرية في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وتم احتجازه، وكان يبلغ من العمر 59 عاماً، في مقر تابع لجهاز الأمن الوطني في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية.

وكانت السلطات السودانية إبان حكم عمر البشير قد اعتقلت مدين حسنين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 بطلب من النظام المصري، ليتعرض للإخفاء القسري أشهر عدة، لتأتي الثورة السودانية ويحدث تغيير. بعدها، قرّرت السلطات السودانية الجديدة ترحيله استجابة لطلب النظام المصري وبعد إثارة الأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفق شخصيات سياسية مصرية معارضة.

وكان اسم مدين حسنين مدرجاً ضمن المتهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ"أنصار الشريعة"، على الرغم من عدم وجوده في مصر وقت وقوع الأحداث، كما أنه لم يزر مصر منذ خروجه منها بشكل قانوني في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013.

الجريمة والعقاب

وكان مدين حسنين قد تعرض للاعتقال مرتين خلال حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. ففي عام 2006، اعتقل مدين على يد مباحث أمن الدولة (الأمن الوطني حالياً)، وظل قابعاً في المعتقل من دون اتهامات لما يقرب من عامين حتى أُفرج عنه في عام 2008.

ثمّ عاودت مباحث أمن الدولة اعتقاله عام 2010، ليتعرض هذه المرة للإخفاء القسري مدة 3 أشهر، واجه خلالها أبشع أنواع التعذيب البدني والنفسي بسبب اعتراضه على تكرار اعتقاله من دون اتهامات وخارج إطار القانون.

وفي 14 أغسطس/ آب 2018، قضت دائرة الإرهاب في محكمة جنايات القاهرة (دائرة استثنائية) بالإعدام على ثلاثة أشخاص في قضية أنصار الشريعة، وأحكام بالسجن 25 عاماً بحق 4 متهمين، والسجن المشدّد 15 عاماً بحق 7 أشخاص بينهم مدين حسنين، غيابياً على خلفية اتهامات بقتل واستهداف رجال الشرطة وتأسيس والانضمام لجماعة أسست على خلاف الدستور والقانون.

وخلال الفترة من أغسطس/ آب 2013 وحتى مايو/ أيار 2018، كان نصيب مدين من الاتهامات، وفق قرار الإحالة الصادر في أغسطس/ آب 2014، هو فقط الانضمام لجماعة أسست على خلاف الدستور والقانون في فترة لم يكن موجوداً فيها داخل مصر. كما انطلقت أولى خطوات القضية ووقائعها بعد مغادرة مدين مصر من أحد الموانئ الجوية المصرية بشكل طبيعي.

وتخضع مثل هذه القضايا التي تنظرها دوائر الإرهاب لاعتبارات سياسية وإجراءات لا تراعي نصوص القانون، من تغاضي عن تعذيب يتعرض له المتهمون للاعتراف بالاتهامات، ومحاضر وتحريات الشرطة والأمن الوطني التي تعتمد عليها تلك الدوائر في إصدار أحكامها من دون الالتفات لأي معايير قانونية أخرى، كما لا تتوفر أمامها ضمانات المحاكمة العادلة، وهو ما يثير الشبهات أكثر حول سلامة ما تم وما سيتم من إجراءات بخصوص مدين حسنين.