تخرج اول دفعة من المجندات السعوديات.. هل يمحي عار السعودية الحقوقي؟!

تخرج اول دفعة من المجندات السعوديات.. هل يمحي عار السعودية الحقوقي؟!
الخميس ٠٢ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٢:١٨ بتوقيت غرينتش

تمتلئ سجون الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الحاكم الفعلي للبلاد بالسجناء السياسيين من دعاة وحقوقيين وناشطات سعوديات، في حين ينشغل السعوديون بتخريج أول دفعة من المجندات في الجيش السعودي تحت دعاية حرية المرأة واصلاحات رؤية 2030 المزعومة.

العالم - كشكول

الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع السعودية عن تخريج اول دفعة للكادر النسائي في الجيش السعودي، أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بين موافق ومعارض خاصة في ظل المجتمع المحافظ في المملكة، وان كان الناشطون الحقوقيون اجتمعوا على رأي موحد وهو ان الهدف من الدعاية الاعلامية حول المجندات هو تبييض صورة النظام السعودي خاصة في ظل سجن الناشطات وكانت لجين الهذلول اشهرهن حيث افرج عنها مؤخرا، وجريمة قتل خاشقجي التي أصبحت عالمية بعد ان قطع الصحفي المعروف بالمنشار رسميا في قنصلية بلاده باسطنبول عام 2018، ناهيك عن كارثة الحرب على اليمن التي مازالت قائمة الى يومنا هذا.

على مدى حكم آل سعود كان حرمان النساء من أدنى حقوقهن أمرا مشهودا في المملكة، ومع مجيء بن سلمان واطلاقه ما يسمى بـ"رؤية 2030" تحدث ولي العهد عن بعض حقوق المرأة كالسماح لها بقيادة السيارات والسفر بدون محرم وما الى ذلك، لكنه في المقابل سجن كل من تكلم عن حرية التعبير حتى اللواتي تكلمن عن "حق قيادة المرأة" كلجين الهذلول التي اعتبرها النظام السعودي أخطر من "جميس بوند"، نعم هذا ما قاله عادل الجبير العام الماضي.

كما سجن النظام السعودي الاطفال وحاكمهم وأعدم بعضهم فقط لمشاركتهم في تجمعات او نشاطات مرتبطة بالحريات وحقوق الانسان، حتى ان النظام السعودي لم يخجل من القول على الملأ ان سبب إعدامهم الوحيد هو مخالفتهم لـ"ولي الامر" أي الملك سلمان وابنه ولي العهد.

خاشقجي واحد من الآلاف الذين قطعهم النظام السعودي، خاشقجي الذي كان داعما للنظام ويختلف معه في بعض وجهات النظر فحسب، فما بالك بمن يطالبون بحرية التعبير او "انتخابات" او برلمان يمثلهم،، قضية خاشقجي وصلت للشهرة لانه قتل في اسطنبول، لكن ماذا عن اهالي القطيف و الاحساء الذين يعدم اولادهم، ماذا عن اهالي العوامية الذين تم تهجيرهم وتدمير بيوتهم وترهيب اطفالهم بأصوات الرصاص وقصف المدرعات.

ماذا عن بقية النشطاء الذين يقبعون في سجون بن سلمان المظلمة تحت التعذيب في ظروف لا إنسانية، ماذا النشطاء الذين يتم اخفاؤهم قسريا في سجون النظام السعودي، ماذا عن أطفال اليمن الذين يموت واحد منهم كل 3 دقائق بسبب الحصار السعودي الامريكي على بلادهم، وماذا عن اطفال اليمن الذين قصفهم طيران السعودية في مدارسهم، ماذا عن بيوت اليمنيين التي هدمت فوق رؤوسهم وماذا العمال اليمنيين الذين يتم تسريحهم وتهجيرهم من السعودية وماذا وماذا..

ان يصبح مَنّ الحاكم على الشعب بالحقوق التي منحها له الخالق منذ ولادته فضلا وتطورا وانجازا حقوقيا (كما تحاول تصويره وسائل اعلام النظام السعودي والغرب المتآمر) فهو أمر مضحك، لكن في ظل حكم بن سلمان فما الذي لم يعد مضحكا؟!