سوريا.. الصناعة تتقاطع مع الميدان ودول تحاول خنق الاقتصاد

سوريا.. الصناعة تتقاطع مع الميدان ودول تحاول خنق الاقتصاد
الخميس ٠٢ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

جميعنا نعلم ان قانون قيصر الامريكي يحاصر الاقتصاد السوري ويسبب أزمة كبيرة في البلاد من حيث تأمين المواد الاولية والافراج عن القطع الاجنبي السوري المحتجز لدى البنوك الغربية والعربية أيضا، لكن ما الذي يمنع الصناعة السورية من العودة الى سابق عهدها مع عودة الامن الى البلاد؟

العالم - يقال ان

تعمل الدولة السورية ليل نهار لإعادة البنى التحتية الضرورية لعودة الاستثمار الى سوريا سواء المحلي منه او الاجنبي، وتعمل على دعوة الصناعيين والمستثمرين الى العودة الى السوق المحلية إلا ان هذا يتطلب عدة أمور أهمها البيئة الآمنة للاستثمار (الامن والاستقرار)، ثانيا المحروقات والكهرباء وهو ما يجري حاليا حيث يتم العمل على إعادة المحطة الحرارية في حلب الى العمل وكذا الامر بما يتعلق بالمحطة الكهروضوئية في عدرا العمالية بريف دمشق، ويتم التواصل مع الصناعيين السوريين الذين أخرجوا اموالهم وهاجروا الى بلدان عربية او أجنبية للعودة الى استثماراتهم السابقة في سوريا وإعادة فتح مصانعهم، لكن كل هذه الجهود تصطدم بعدة حواجز و دول لاتريد لسوريا التعافي من آثار الحرب الارهابية التي شنت عليها لأكثر من 10 سنوات.

يعتبر العراق ومعه الاردن سوقا جيدة لتصريف المنتجات السورية ولإيصال هذه المنتجات بأسعار مقبولة لابد من تامين الطريق الذي يربط بين دمشق وبغداد عبر معبر (القائم - البوكمال) والطريق الذي يصل بين دمشق - عمّان عبر معبر (نصيب ـــ جابر).

يحاول الجيش السوري منذ سنوات تأمين طريق دمشق بغداد لكن القاعدة الامريكية البريطانية العسكرية في التنف تمنع ذلك. لذا انبرى الجيش السوري لتحقيق هدف تامين طريق دمشق – عمان لإعادة فتح معبر (نصيب ـــ جابر) وهو ما يفسر عمليات التسوية التي تجري الآن في درعا والتي تتباكى عليها الدول الغربية وتهاجمها تحت مزاعم حقوق الانسان متجاهلين اعتداءات الارهابيين المتواصل على المدنيين في درعا، في حين ان هدفهم الاصلي منع تعافي الاقتصاد السوري وتضييق الحصار على الشعب السوري الذي صمد تحت ضربات الارهاب الاقتصادي الامريكي الاوروبي وللاسف العربي احيانا.

وهنا نصل الى الطريق الدولية في الجزء الرابط بين محافظتي حلب واللاذقية مروراً بأراضي محافظة إدلب وهو من أهم مقومات انعاش حلب الرئة الاقتصادية لسوريا ووصلها باللاذقية الواجهة البحرية للبلاد حيث تتباطأ تركيا في الوفاء بوعودها حول جعل المجوعات المسلحة في ادلب بالانحاب الى شمال الطريق.

اذن يفرض الميدان نفسه على رغبة إعادة احياء الاقتصاد ولايبقى امام سوريا امام سرقة امريكا لنفطها ومواردها الطبيعية في الشمال والشرق وعرقلة امريكا وبريطانيا لطريق دمشق بغداد وعرقلة مسلحي ادلب وتركيا لطريق حلب – اللاذقية وعرقلة مسلحي درعا لطريق دمشق - عمان سوى التحرك عسكريا لانقاذ شعبها والرد على من يتباكى تحت ذرائع حقوق الانسان بأن الشعب السوري يرفض الموت تحت الحصار طالما بقي في عروقه دم ينبض بالكرامة.