لبنان: حرب البيانات تعيد الحكومة إلى محور السجالات

لبنان: حرب البيانات تعيد الحكومة إلى محور السجالات
الجمعة ٠٣ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٨:٠٣ بتوقيت غرينتش

اعادت حرب البيانات بين رئاسة الجمهورية  و بين رئيس المكلف نجيب ميقاتي الحكومة إلى محور السجالات.

العالم_لبنان

وقالت مصادر صحفية في بيروت اليوم الجمعة لا يبدو أن الطريق سالكة حتى الساعة أمام الرئيس المكلّف، نجيب ميقاتي، لتشكيل حكومة كما كانت الأجواء التفاؤلية توحي، لتندلع حرب البيانات بينه وبين المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، وتبادل تهم التعطيل، لتعود الأمور إلى محور السجالات والاتهامات المتبادلة بعدما كان النقاش قد وصل، كما أشاعت المعلومات، إلى خواتيمه.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر مواكبة لعملية التشكيل إلى بروز تعقيدات جديدة يعكف المدير العام للأمن العام، اللواء عباس ابراهيم، وقوى أخرى على حلحلتها بعيداً عن الإعلام. وقد التقى ابراهيم لهذه الغاية رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، من دون أن يتحدّد موعد اللقاء الرابع، والذي لا يبدو أنّه سيكون خاتمة المشاورات المضنية التي أجراها ميقاتي على مدى أربعين يوماً على التكليف.
و كتبت صحيفةالأخبار اللبنانية اليوم على وقع تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تواجه الناس، لا تزال الحكومة عالقة بين فكّي فقدان الثقة. وأمس، بعدما كان التشاؤم سيّد الموقف صباحاً، ربطاً بحرب البيانات التي صدرت عن رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف، لم ينته النهار إلا وكان الهدوء قد عاد على وقع توضيحات متبادلة انتهت بعودة الزخم إلى المبادرة التي يقوم بها اللواء عباس إبراهيم. وبالرغم من أن التباين اقتصر على حقيبة واحدة، فإن فرص التأليف من عدمه تبدو متساوية. وقد صار واضحاً أن الجميع يتعامل مع مبادرة إبراهيم بوصفها الفرصة الأخيرة، إما أن تؤلّف الحكومة خلال أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور

لم يُحرز أمس أي تقدّم في ملف تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يُسجّل في خانة تراجع حظوظ التأليف. حتى اليوم، لا تزال وساطة اللواء عباس إبراهيم مستمرة، وتشكّل الخيط الوحيد الذي يحول دون إقفال ملف التأليف. ففي حال فشل هذه الوساطة، ستكون النتيجة اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي، وفقدان أي أمل بتأليف حكومة في المدى المنظور. لذلك، يتشبّث كل الأطراف بهذه الفرصة، على الأقل كي لا يتحمل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة. وبالرغم أن العقدة الباقية، أي الاتفاق على اسم وزير الاقتصاد، ليست صعبة الحل، إلا أن الحذر يبدو جلياً عند الجميع، وخاصة أولئك الذين يرون أن الخلاف على الأسماء ليس سوى واجهة لعقد أكثر جدية، هي التي تؤخر فعلياً تأليف الحكومة حتى اليوم.
ليتمكّن إبراهيم من استكمال مهمته، فإن الأمر يتطلب الهدوء على جبهتَي رئيسَي الجمهورية والرئيس المكلّف. ولذلك، بعد نهار متشنّج بسبب البيانات الصادرة عن الطرفين، عاد الهدوء مساء، بعد توضيحات متبادلة كسرت حدّة الخطاب وفتحت المجال أمام استئناف الوساطة، بما يسمح في حال نجاحها بتأليف حكومة خلال أيام.
قبل ذلك، كان مكتب ميقاتي قد أصدر بياناً رأى فيه أن البعض مُصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وقال إن ميقاتي "ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حدّدها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلّع في المقابل الى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة.