أميرعبداللهيان.. والمديات الإيرانية لمفاوضات فيينا النووية   

أميرعبداللهيان.. والمديات الإيرانية لمفاوضات فيينا النووية   
السبت ٠٤ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٣٢ بتوقيت غرينتش

وضع وزير الخارجية الايراني حسين اميرعبداللهيان خلال اتصالات هاتفية بنظرائه الالماني هايكو ماس، والفرنسي جان إيف لودريان، والنمساوي ألكسندر شالنبيرغ، حدودا لمديات المفاوضات النووية التي من المقرر ان تستأنف في فيينا، بين ايران ومجموعة 4+1، من اجل اخراجها من دائرة المراوغة الامريكية والتسويف الاوروبي.

العالم قضية اليوم

الامريكيون والاوروبيون كانوا يعتقدون، انهم نجحوا في تحويل عامل الزمن الى سلاح يرفعونه في وجه ايران، بعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي والحظر الاحادي الجانب وغير القانوني، الذي فرضته امريكا بالتواطؤ مع اوروبا، على الشعب الايراني، فكانوا ينتظرون ان ترفع ايران الراية البيضاء، الا ان طهران ، تمكنت وبحكمة قيادتها وصبر شعبها، ان ترد ذات السلاح في وجه امريكا والغرب، عندما اقر مجلس الشورى الاسلامي قانون الحفظ على مصالح الشعب الايراني، والذي قلصت ايران بموجبه بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

اذا كنا اليوم نسمع ان جهودا تبذل من قبل الدول الغربية لاستئناف المفاوضات النووية مع ايران، او ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت، لم يتمكن من اقناع الرئيس الامريكي جو بايدن، بعدم العودة الى الاتفاق النووي، فسبب ذلك ليس لان الغربيين وادارة بايدن، استشعروا الخطأ الذي ارتكبوه بالخروج من الاتفاق ، او انهم حريصون على الاتفاق النووي وعلى تنفيذه، بل لانهم ايقنوا ان السياسة الملتوية والمخادعة ، التي مارسوها مع ايران، لن تحقق ما خططوا له.

بعد التجربة المرة مع الاوروبيين، الذين تصرفوا وكأن ايران، هي التي خرجت من الاتفاق النووي وعليها ان تعود اليه، متجاهلين ان امريكا هي المسؤولة عن الوضع الحالي بسبب انسحابها غير القانوني من الاتفاق وفرضها اجراءات حظر قاسية على الشعب الإيراني، وهي اجراءات ما كان بإمكان امريكا ان تتخذها دون تواطؤ اوروبي، لذلك وانطلاقا من مقولة "لا يعثر المؤمن بحجر مرتين"، رفض وزير الخارجية الايراني امير عبداللهيان في حديثه مع نظرائه الاوروبيين، سياسة التفاوض من أجل التفاوض، وشدد على ضرورة أن تؤدي المفاوضات إلى تحقيق مصالح الشعب الإيراني.

ايران اثبتت انها مع مبدا المفاوضات، لكن شريطة ان تؤدي هذه المفاوضات الى رفع الحظر المفروض عليها ظلما، وضمان حقوق الشعب الايراني، لذلك ليس امام الترويكا الاوروبية، المانيا وفرنسا وبريطانيا، الا ان تضع حدا لسياسة التسويف، وتكف عن لعب دور المتفرج، وان تغير سلوكها وتضع حدا لتقاعسها في تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي.

في حديثه مع نظرائه الاوروبيين، اكد اميرعبداللهيان ان امريكا ليس لديها فهما صحيحا عن المنطقة ودولها وشعوبها، وخاصة إيران، وهذه الحقيقة باتت اكثر وضوحا بعد انسحاب امريكا من افغانستان، وقبل ذلك انسحابها من الاتفاق النووي، لذلك عليها ان تتعامل بموضوعية واحترام مع هذه الشعوب والدول، وان تكف عن التعامل الاستعلائي، الذي كان ومازال احد اهم اسباب الازمات التي تعاني منها دول المنطقة وحتى امريكا نفسها.

اليوم حان دور الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي لان ثبت عمليا انها ملتزمة بالاتفاق، وان تتحدث مع المفاوض الايراني باحترام، بعيدا عن لغة التهديد والثرثرة والشعارات الفارغة، والا تراهن هذه الاطراف على الحظر غير القانوني المفروض على ايران، للحصول من مفاوضها على تنازلات، فمثل هذا المفاوض، لا وجود له في ايران، وتجربة المفاوضات النووية الماراثونية السابقة خير دليل على ذلك.

سعيد محمد – العالم