السيد محمد سعيد الحكيم.. المرجع الديني الذي كان يتمنى ان يكون بين الحشد الشعبي

السيد محمد سعيد الحكيم.. المرجع الديني الذي كان يتمنى ان يكون بين الحشد الشعبي
السبت ٠٤ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠١:١٧ بتوقيت غرينتش

منذ الاعلان عن وفاة المرجع الديني البارز آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم رضوان الله عليه، يوم الجمعة الماضي، حتى تناول الكتاب حياة الراحل الكبير، وهي حياة تمتد على مدى 86 عاما من تاريخ العراق، ومازالت المقالات والتصريحات تتوالى، حيث تناول كل كاتب جانبا من حياة المرجع الراحل،  وهي جوانب زاخرة بالعطاء دون استثناء .بدورنا سنتوقف قليلا في هذه السطور، امام بعض مواقفه من القضايا والاحداث السياسية، لاسيما ان غلب حياته المباركة كانت تحت تاثير هذه القضايا والاحداث، حتى انه سُجن في عهد الطاغية صدام 8 سنوات.

العالم كشكول

البعض وصف المرجع الراحل بانه "تاريخ" ، فالراحل عاش كل المراحل المهمة من تاريخ العراق المعاصر، فقد قارع المد الشيوعي نظريا، من خلال الكلمة والخطابة ، وقارعه عمليا، من خلال توزيع منشورات "جماعة العلماء"، التي كانت تقارع الفكر الشيوعي بالبينة والبرهان، وهو في ريعان الشباب.

العراق إبتُلي بخطر اكبر من الخطر الشيوعي وهو خطر البعث الصدامي، الذي كان المرجع الراحل من الاشخاص الذين استشعروا هذا الخطر على العراق والعراقيين، فعصابة البعث ناصبت، منذ اليوم الاول، العداء لاتباع اهل البيت عليهم السلام والشعائر الحسينية، وفي مقدمة من ناصبتهم العداء كانت المرجعية الدينية ومراجع التقليد.

كان للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم، موقفا حازما من الحكم البعثي الصدامي للعراق، ورفض مسايرته واضفاءه الشرعية ، فنقمت عصابة البعث على المرجع الراحل وحاربته ومنعته من السفر خارج العراق حتى انها حرمته من زيارة بيت الله الحرام عدة مرات، ومنعته ايضا من زيارة الامام الحسين عليه السلام .

ومن المواقف الشجاعة لاية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، والتي ستبقى في ذاكرة العراقيين، موقفه من المؤتمر الذي دعا اليه الطاغية صدام ابان الحرب التي فرضها على الجمهورية الاسلامية الفتية في ايران، المعروف بـ"مؤتمر علماء المسلمين" والذي رفض حضوره وشارك فيه اشباه العلماء وعلماء السوء، لاضفاء المشروعية على عدوانه ضد الشعب الايراني المسلم، حيث وصفوا ايران بانها "مجوسية وكافرة"!!.

هذا الموقف الشجاع للمرجع الراحل من الطاغية صدام، كلفه وكلف اسرة آل الحكيم العشرات من الشهداء ، فقد انتقم الطاغية من هذه الاسرة العريقة والعلمية والمجاهدة، حيث اعتقل اغلب اعضائها وقام باعدام افرادها فردا فردا، فيما بقي المرجع في السجن من عام 1983 الى عام 1991.

مواقف السيد الحكيم لم تكن غريبة عن سادات اهل الحكيم، فهذه الاسرة معروفة في مواقفها المناهضة للمستعمر والمستبد، فقد قارعت المستعمر البريطاني والانحراف الشيوعي والاستبداد البعثي، والعصابات التكفيرية وعلى راسها "داعش" الوهابية، وقدمت في مقارعتها للارهاب التكفيري الشهيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم.

من اكثر بيانات التعزية التي عبرت افضل تعبير عن دور المرجع الراحل، كان بيان هيئة الحشد الشعبي، حيث جاء في جانب من هذا البيان: "لقد كان للمرجع الكبير سفر خالد في ميادين الحوزة العلمية وحلقات تدريس العلوم الدينية ورعاية المنظمات الاجتماعية التكافلية، فضلا عن مقارعته النظام المقبور ودعمه وإسناده للحركة الجهادية في العراق خلال معاصرته المراحل الصعاب الشداد التي مر بها بلدنا الصابر، ومنها محنة الإرهاب الدموي وما رافقها من تداعيات حتى تأسيس الحشد الشعبي الذي نال دعمه المؤثر ووصاياه المهمة الى جانب بقية المراجع العظام في النجف الأشرف".

الحشد الشعبي، وليد الفتوى المباركة للمرجع الديني سماحة السيد السيستاني، حظي برعاية واهتمام خاص من لدن المرجع الحكيم الراحل، فهناك تصريح مشهور لسماحته قال فيه:"ان الحشد الشعبي هو مصدر قوتنا، فهو الذي هزم داعش"، ومن اكثر الكلمات المؤثرة للسيد المرجع بحق الحشد الشعبي، والتي تبين كيف كان ينظر سماحته الى الحشد ودوره في حفظ العراق من الفتن والاطماع الخارجية، هي عندما قال:" اتمنى ان اكون بين الحشد، ولكن وضعي اصبح اعجز من اخطو بخطوات فضلا عن ان امشي مسافات طويلة".