هل من الممكن حل مشكلة الكهرباء بالعراق بالوقود النووي؟

هل من الممكن حل مشكلة الكهرباء بالعراق بالوقود النووي؟
الجمعة ١٠ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٩:٢٠ بتوقيت غرينتش

ما زالت مشكلة توفير الطاقة الكهربائية هي العقدة الأكبر التي تواجه اي حكومة تتصدى للحكم في العراق، ورغم كثرة الوعود والمقترحات التي طرحت هنا وهناك ما زال هذا الواقع يراوح في مكانه،

العالم- العراق

لكن هنالك بريق امل من خلال اعادة طرح قضية استخدام المحطات التي تعمل بالطاقة النووية، حيث اشارت تصريحات صحفية الى عزم الحكومة العراقية مفاتحة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتزويد العراق بالوقود النووي لتشغيل المحطات، حيث يرى مختصون ان العراق يحتاج نحو ثمانية مفاعلات نووية لتغطية حاجته من الكهرباء بين 2030-2035، حيث ستغطي هذه المفاعلات 40٪ إلى 45٪ من طاقة العراق.

تحفظ دولي في منح الموافقات للعراق

وبحسب موقع السومرية نيوز، فقد اشار عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية امجد العقابي، الى ان هناك تحفظات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قضية منح العراق الموافقات اللازمة لإنشاء محطات تعمل بالطاقة النووية، فيما اشار الى امكانية اللجنة التعاون مع الحكومة وارسال وفد مشترك الى الوكالة لتوضيح موقف العراق الضامن لعدم الاستغلال السلبي لتلك المحطات.

وقال العقابي: إن "بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل على الوقود النووي هو حق مشروع بغية تجاوز الازمة الحاصلة في توليد الطاقة بسبب حالات التخبط والمشاكل التي تعيشها منظومات الكهرباء العاملة بالغاز"، مبينا ان "مفاتحة العراق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بغية تزويد العراق بالوقود النووي للاغراض السلمية هو امر طبيعي وفقا للتطورات الحاصلة في مجال توليد الطاقة عالميا".

واضاف العقابي، ان "محطات الطاقة النووية هي محطات حديثة جدا ومن الممكن ان تخلصنا من مشكلة السموم والغازات التي تنتج خلال عملية الاحتراق، ورغم أنها محطات مكلفة جدا، لكنها بحال حساب الجدوى الاقتصادية لها على المدى البعيد فإنها ستكون ذات منفعة كبيرة للعراق والشعب العراقي سواء من خلال توفير كميات كبيرة من الوقود المحروق والغاز المستورد لتشغيل تلك المحطات".

ولفت إلى ان "هناك تحفظات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقديم الموافقات للعراق لإنشاء محطات تعمل بالطاقة النووية لاسباب مختلفة من بينها خشيتها من استهداف تلك المحطات من جهات معادية خصوصا ان البيئة العراقية ما زالت غير آمنة بشكل كامل، مع الاعتبار بان الوقود النووي و اليورانيوم هي مواد خطيرة وفي حال حصول اي تسرب او عارض خطير لها فمن الممكن ان تؤدي الى مشاكل كبيرة للمناطق القريبة منها"، موضحا ان "تلك المبررات لا نعتقد أنها صحيحة ومنطقية والعراق قادر على تقديم كامل الضمانات للاستخدام السلمي للمحطات خصوصا انها محطات كهربائية وليست محطات انتاج يورانيوم لحصول أي مخاوف من استغلالها لامور اخرى غير سلمية".

واكد ان "لجنة النفط والطاقة البرلمانية على كامل الاستعداد للتعاون مع الحكومة الاتحادية وتوفير ملف متكامل لاثبات الاستخدام الايجابي لتلك المحطات ودون اي مخاطر مع الاستعداد لتشكيل وفد مشترك مع الجهات الحكومية للتفاوض مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الملف".

وكانت صحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية، اشارت الى إن العراق يخطط لبناء 8 مفاعلات نووية قد تكون من صنع روسي، في خطة تبلغ تكلفتها 40 مليار دولار أميركي للتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي أدت لاضطرابات مدنية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العراق يمتلك 8.4% من نفط العالم، وهو خامس أكبر احتياطيات النفط في العالم، لكن البنية التحتية المتداعية والفساد وسوء الإدارة، والاستخدام العالي للغاية للكهرباء في الصيف لأغراض التكييف؛ كلها عوامل ساهمت في الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في البلاد.