بعد إتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

إيران تمنح مجموعة 4+1 فرصة لإنزال بايدن من شجرة ترامب

إيران تمنح مجموعة 4+1 فرصة لإنزال بايدن من شجرة ترامب
الإثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش

مرة أخرى تؤكد ايران ان ليس لديها ما تخفيه عن المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، عندما سمحت لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالصيانة الفنية والتقنية لأجهزة المراقبة المحددة، في المنشات النووية الايرانية، واستبدال بطاقات الذاكرة لهذه الاجهزة التي ستُختم من قبل الجانبين وتحفظ في ايران، وذلك خلال الزيارة التي قام مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الى طهران امس .

العالم كشكول

الخطوة التي اتخذتها ايران، لضمان الاستمرار بمراقبة برنامجها النووي السلمي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي كانت تخشى فقدان البيانات في حال استنفاد سعة تسجيل الكاميرات، جاءت لمنح مجموعة 4+1 فرصة اخرى من اجل اعادة احياء الاتفاق النووي، الذي تضرر كثيرا بسبب تعنت الجانب الامريكي، الذي مازال يبني آمالا على ارهابه الاقتصادي ضد ايران، من اجل الحصول منها على تنازلات، وبسبب تواطؤ الطرف الاوروبي مع السياسة الامريكية.

من الواضح ان الخطوة التي اقدمت عليها ايران بعد زيارة غروسي لطهران، لا تعني بأي شكل من الاشكال ان تغييرا حصل على عملية وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المعلومات الخاصة بالمنشآت النووية ، فايران سمحت فقط للوكالة الدولية بصيانة بعض أجهزة المراقبة التابعة لها، دون الوصول الى فحوى التسجيلات التي ستحتفظ بها حتى رفع الحظر الامريكي غير القانوني ضد الشعب الايراني،.

ما صرح به غروسي لدى عودته من طهرن الى فيينا، بشأن مباحثاته مع الجانب الايراني، كان كافيا لنفي مزاعم بعض وسائل الإعلام الغربية ، بما في ذلك صحيفة وول ستريت جورنال ، حول احتمال إعادة النظر في حظر الوكالة على الوصول إلى افلام كاميرات المراقبة.

غروسي كان قد اكد على أن التسوية التي تم التوصل اليها الأحد بين إيران والوكالة بشأن مراقبة البرنامج النووي الايراني، تسمح فقط لمفتشي الوكالة الوصول الى معدات المراقبة في مختلف المواقع الإيرانية والتأكد من عملها بشكل سليم. اي غير مسموح لهم الاطلاع على تسجيلات الكاميرات.

عدم سماح ايران للوكالة ، الاطلاع على تسجيلات كاميراتها داخل المنشآت النووية الايرنية، يأتي تنفيذا للقانون الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي في شباط/فبراير الماضي والقاضي بتقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد انقضاء المهلة التي حددها مجلس الشورى لرفع العقوبات التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، الا ان ايران ووفقا لهذا القانون أبقت على عمل كاميرات مراقبة تابعة للوكالة في بعض المنشآت، لكن مع الاحتفاظ بتسجيلاتها.

ايران ومن اجل طمأنة باقي الاطرف الاخرى في الاتفاق النووي، على سلمية برنامجها النووي، ومن اجل فضح اكاذيب امريكا و"اسرائيل" بشان ما يجري في منشآتها النووية، أعلنت انها ستسلّم تسجيلات كاميرات المراقبة للوكالة في حال التوصل الى تفاهم لإعادة احياء الاتفاق النووي ورفع واشنطن العقوبات المفروضة عليها.

تمكنت ايران امس من الابقاء على الكرة في الملعب الامريكي، وافشلت كل الدعاية الامريكية الاسرائيلية ضدها، بعد ان منحت الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي فرصة، قد تكون الاخيرة، لاقناع امريكا بعدم جدوى سياسة الحظر التي تمارسه ضد الشعب الايراني، وإنزال الرئيس الامريكي جو بايدن من شجرة سلفه ترامب التي صعد اليها بتشجيع من "إسرائيل"، فتجارب العقود الاربعة الماضية، اثبتت وبشكل قاطع، ان هذه السياسة لم تكن عقيمة فحسب، بل تمكن الشعب الايراني في ظل هذا الحظر، ان يحقق انجازت علمية ضخمة، جعلت من ايران دولة مهابة الجانب عسكريا، ومكتفية ذاتيا في العديد من المجالات، بالاضافة الى دورها الاقليمي الذي افشل ومازل كل مخططات امريكا و"اسرائيل" لابتلاع المنطقة.