بعد تطبيع العار مع الاحتلال..

يهود البحرين يخرجون من الظل للمرة الأولى منذ عقود

يهود البحرين يخرجون من الظل للمرة الأولى منذ عقود
الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

للمرة الأولى منذ عقود، يؤدي البحريني ابراهيم نونو صلواته اليهودية علنا في كنيس قديم أُعيد تجديده في وسط المنامة القديمة، مستفيدا من تطبيع بلاده علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي قبل عام.

العالم - الاحتلال

ووقّعت البحرين والإمارات اللتان لم تخوضا حروبا مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، اتفاقي تطبيع علاقات مع الكيان المحتل في 15 أيلول/سبتمبر 2020، قبل أن يسير على خطاهما السودان والمغرب.

وتحظى الطائفة اليهودية الصغيرة في البحرين بمكانة سياسية واقتصادية مميزة نسبيا في المملكة الخليجية الصغيرة المجاورة للسعودية.

لكن رغم ذلك، ظل أفرادها لعقود يمارسون طقوسهم الدينية في بيوتهم، وذلك منذ تدمير كنيسهم في بداية النزاع العربي الإسرائيلي في 1947، إلى أن تغيّر كل شيء مع توقيع اتفاق التطبيع قبل سنة.

ويقول نونو (61 عاما)، رئيس الطائفة اليهودية في البحرين، والذي وضع الكيباه السوداء على رأسه، لوكالة فرانس برس “الاتفاقات أطلقت كل شيء” بالنّسبة لطائفته التي تعد نحو 50 شخصا معظمهم تخطّوا الخمسين عاما.

وأعرب عن سعادته لوجود “كنيس يعمل بشكل كامل ولقدرة اليهود على المجيء إلى الكنيس في شكل منتظم”، مشيرا أيضا إلى تمكّنه من السير بغطاء الرأس اليهودي في الشارع لأول مرة من دون أن يشعر بالقلق.

وأُقيمت الشهر الماضي صلاة سبت علنية لليهود في الكنيس المسمى “بيت الوصايا العشر” للمرة الأولى منذ 74 عاما، في تجمّع حضره أفراد من الطائفة المحلية ويهود مغتربون ودبلوماسيون.

وتخلّلها طقس “بار متسفا”، وهو حفل ديني يقام عند بلوغ الطفل اليهودي 13 عاما، السنّ الذي يفترض فيه البدء بأداء الفرائض الدينية.

وقال نونو “لم يعد لدينا الآن أي خوف بخصوص تنمية الحياة اليهودية. منذ عام 1947، كنا نتوارى عن الأنظار، أما الآن فلا حاجة للتواري. نحن سعداء جدًا بأن نكون في العلن”.

واعتبر رئيس رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية الحاخام إيلي عبادي الذي أشرف على أول صلاة يهودية في البحرين الشهر الماضي، أنّ عودة الصلوات بمثابة “تجديد لتاريخ اليهود في المنطقة”.

وقال عبادي لفرانس برس “الصلوات اليهودية كانت تصدح علنا في هذه المنطقة منذ أكثر من 2000 عام ولسوء الحظ توقفت في عام 1947”.

واعتبر الفلسطينيون اتفاقات التطبيع “خيانة”. وهندس مستشار رئيس الولايات المتحدة السابق جاريد كوشنر هذه الاتفاقات.

على جدران الكنيس، عُلّقت صورة لكوشنر وهو يسلّم الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة نسخة من التوراة. ويعتقد كثير من البحرينيين اليهود أن صهر رئيس الامريكي السابق كان مفتاح استعادة حريتهم الدينية.

وقالت عضو مجلس الشورى البحريني نانسي خضوري لفرانس برس عبر البريد الالكتروني “بعد توقيع اتفاقات أبراهام، بات الكثير من اليهود مهتمين بالسفر إلى المنطقة”، متحدثة عن “حلم بفرص جديدة وحماس للتعلم من اليهود الذين يعيشون في المنطقة”.