هذه هي العائلة التي قتلتها أمريكا في غارتها بكابول.. فما قولكم!

الأحد ١٩ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

10 مدنيين من عائلة واحدة بينهم ستة أطفال، قتلتهم الغارة التي نفذتها القوات الامريكية على سيارة قرب مطار كابول عبر طائرة مسيرة الشهر الماضي تحت إدعاء أنهم "داعش"، أكبر الأطفال القتلى لم يبلغ أكثر من 10 أعوام وأصغرهم الطفلة سمية التي لم تكمل ربيعها الثاني بعد!

العالم - كشكول

وزير الدفاع الامريكي اكتفى بالقول ان قواته ارتكبت خطأ عندما فجرت السيارة لاعتقادها بأن هذه السيارة كانت محملة بالمتفجرات وتحاول تنفيذ هجوم مخطط له من قبل "داعش" على القوات الامريكية التي أثارت فوضى عارمة بانسحابها غير المنظم من افغانستان، فهل يعقل ان يكون المسؤولون الذي نفذوا الضربة الدقيقة وعبر أحدث الطائرات بدون طيار والمجهزة بأدق الكاميرات، هل يعقل انهم لم يشاهدوا قرب السيارة وداخلها 10 أشخاص بينهم 6 أطفال ؟!

بالطبع شاهدوهم لكنهم فضلوا قتل هؤلاء الابرياء بدل المخاطرة بإمكانية صحة المعلومات التي وصلتهم عن السيارة المفخخة المفترضة، هذا ان لم تكن قصة السيارة المفخخة قصة لفقتها امريكا بالأساس لتقول بإحباط هجوم لتنظيم "داعش" الارهابي لحفظ ماء وجه الإدارة الامريكية بعد خروج قواتها الفوضوي والمذل من أفغانستان والانتقادات التي واجهتها إدارة بايدن والتي وصلت الى حد المطالبة بإقالة وزير الدفاع الامريكي.

"الاعتذار لايكفي" هكذا كان أول رد فعل لعائلة الأطفال القتلى فأمريكا التي حرقت في غارتها أطفالا بعمر الأزهار لدرجة ان اهاليهم لم يتمكنوا من التعرف على جثثهم ووجوههم، وربما عمدا، لم تكلف نفسها عناء تقديم العزاء لعائلة المغدورين، وبالتأكيد كعادتها لن تعاقب أحدا على جريمة الحرب هذه.

أهالي من قتلتهم كانوا قد تقدموا بطلبات للإجلاء إلى الولايات المتحدة، وكانوا ينتظرون مكالمة هاتفية لإبلاغهم بالذهاب إلى المطار، وكان من بين من قتلوا شخص يدعى أحمد ناصر، والذي كان يعمل في السابق مترجما مع القوات الأمريكية. وكان هناك ضحايا آخرون ممن عملوا في السابق مع منظمات دولية وكان بحوزتهم تأشيرات تسمح لهم بدخول الولايات المتحدة.

جون كيربي، السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية دافع، عقب المجزرة، عن المعلومات الاستخباراتية بالقول أنه كان هناك "تهديد حقيقي ومحدد للغاية ووشيك الحدوث جدا" ضد مطار حامد كرزاي الدولي في كابل من جهة تنظيم "داعش" في خراسان، الفرع الأفغاني لداعش، مع العلم ان القيادة المركزية الأمريكية أقرت قبلها بأن الضربة التي نفذتها الطائرة المُسيّرة أعقبتها عدة "تفجيرات كبيرة وقوية لاحقة" وهو ما يشير إلى أن "كمية كبيرة من المواد المتفجرة كانت داخل السيارة، ما تسبب في وقوع المزيد من الضحايا"، وفي حال صحت هذه الرواية الامريكية فهي "اعتراف ضمني" بأن القوات الامريكية كانت على يقين بسقوط ضحايا مدنيين إلا انها لم تهتم وفجرت السيارة بل وتعمدت قتل من تعاون معها بل وكان يحمل حق اللجوء الى أراضيها.

هذه هي حقا أمريكا وهذا ما تفعله بحتى من يتعاون معها وحتى بحلفائها، وهذا ما تفعله بالأطفال الابرياء وعلى من لم يعتبر ان يعتبر ويكف عن التشبث بالمجرم الامريكي ومهما اختلف حكامه يبقى كيانا مجرما قتل الاطفال في العراق وافغانستان وسوريا واليابان والصومال وفيتنام وشتى اصقاع الارض وما خفي أعظم.