أمريكا تهدد لبنان.. بعد تحدي حزب الله لمحاولتها المس بكرامة الشعب

أمريكا تهدد لبنان.. بعد تحدي حزب الله لمحاولتها المس بكرامة الشعب
الإثنين ٢٠ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يصف فيه البنك الدولي الانهيار الاقتصادي المستمر في لبنان منذ عامين بانه الاسوأ في العالم منذ سنة 1850، وفي الوقت الذي يعاني لبنان منذ أشهر من أزمة شح محروقات تنعكس على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، إكتفى العالم بالتفرج على الانهيار اللبناني، فيما الدول العربية والغربية التي كانت تقدم نفسها ومازالت على انها صديقة هذا البلد، كان لها الدور الابرز في هذا الانهيار.

العالم كشكول

عملية الاذلال الممنهج للشعب اللبناني، من أجل عيون "إسرائيل" التي اذلها حزب الله، والتي تنفذها أمريكا وادواتها في المنطقة وعلى رأسها السعودية، وصلت الى حد لا يطاق، حيث وضعت اللبنانيين بين خياريين اما القتل جوعا، او نزع سلاح حزب الله والاستسلام لـ "اسرائيل"، وهي خيارات لا مكان لها في قاموس الشعب اللبناني، الذي يعتبر اول شعب عربي تمكن من الحاق الهزيمة بـ"اسرائيل" اكثر من مرة، وجعلها تفكر الف مرة قبل ان تفكر بالعدوان على لبنان، وهو ما دفع امريكا، عبر ادواتها في المنطقة وذيولها في لبنان، الى التدخل مباشرة لتدفيع الشعب اللبناني ثمن إذلاله لـ"الجيش الذي كان لايقهر"، وإفشاله مخططاتها وفي مقدمتها مخطط "داعش".

حزب الله، الذي نجح بمساندة الشعب اللبناني من افشال مخطط "داعش" الامريكي، لم يقف مكتوف الايدي امام المخطط الامريكي الجديد والمتمثل باذلال الشعب اللبناني والمس بكرامته، عبر خلق ازمة الوقود التي شلت لبنان وحولت شعبه الى طوابير امام محطات البنزين، بينما "اصدقاء" لبنان يعيشون على بحار من النفط، فقام باستيراد الوقود من ايران، لوقف عملية اذلال اللبنانين، ولافشال المخطط الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، ضد لبنان.

العالم كله رأى بأم عينه كيف وزع حزب الله صهاريج الوقود، التي اشتراها تجار لبنانيون من ايران، على مختلف المناطق والطوئف اللبنانية دون تمييز، او ترجيح منطقة على اخرى او طائفة على اخرى، من اجل التقليل من ضغط الازمة التي باتت تخنق اللبنانيين كل اللبنانيين دون استثناء.

امريكا التي كانت تنتظر، اما انهيار لبنان او استسلامه، ما كانت تتوقع ان يقدم حزب الله على تحديها ويستورد الوقود من ايران، ويقلل بذلك من وطأة ازمة الوقود التي شلت لبنان، لذلك لم تجد من وسيلة للتعبير عن خيبة املها، وهي ترى مخططها المتمثل بالارهاب الاقتصادي ينهار كما انهار مخططها "الداعشي"، على يد حزب لله، الا التهديد والوعيد، كما ظهر ذلك جليا على لسان المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيرالدين غريفيث، في حديث لـ"صوت بيروت إنترناشونال"، التي قالت ما نصه:"استيراد لبنان للنفط من إيران ليس في مصلحته ويعرضه للخطر.. وان "أنشطة حزب الله تقوض المؤسسات اللبنانية وقد تعرض لبنان لعقوبات".

بررت المتحدثة الامريكية تهديدها للشعب اللبناني، بالعقوبات المفروضة على ايران، معلنة في الوقت نفسه عن استعداد امريكا لتوفير الدعم للبنان، ولكن يجب أن يكون هناك رغبة من قبل السلطة للقيام بواجباتها.

اولا، ان العقوبات المفروضة على ايران، هي عقوبات امريكية وليست اممية، وهي بذلك عقوبات احادية وغير قانونية.

ثانيا، ان مصلحة لبنان هي في وقف عملية اذلال شعبه وهدر كرامته،.

ثالثا، هل هناك خطر يهدد لبنان، اكبر من الخطر الذي تعرض له لحد الان، والمتمثل في خلق الفوضى ودفعه للانهيار بينما امريكا والعالم يتفرجان.

رابعا، تكمن خطورة "انشطة حزب الله"، في افشالها للمخططات الامريكية الاسرائيلية العربية الرجعية، وهي "انشطة" لم ولن تتوقف، وليس آخرها، تحدي عملية الاذلال الامريكي للشعب اللبناني.

خامسا ، اين كانت امريكا على مدى العامين الماضيين، والشعب اللبناني يعاني الامرين بسبب شحة الوقود، التي اختلقتها امريكا واذنابها، للبنان، لماذا لم تهتز مشاعرها الا على وقع صوت صهاريج حزب الله؟.