وزير الطاقة السعودي يدعم دون أن يعلم جهود إحياء الإتفاق النووي!

وزير الطاقة السعودي يدعم دون أن يعلم جهود إحياء الإتفاق النووي!
الإثنين ٢٠ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

 في كلمة له في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال وزير الطاقة السعودي عبدالعزيز بن سلمان، ان بلاده "تدعم جميع الجهود الدولية الرامية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي"، وأعرب عن "قلق السعودية حيال عدم التزام إيران وعدم شفافية برنامجها النووي".

العالم يقال ان

من الواضح ان ما قاله الوزير السعودي، ليس سوى تكرار، لمواقف المسؤولين "الاسرائيليين"، من البرنامج النووي الايراني السلمي ومن ايران بشكل عام، دون زيادة او نقصان. فهناك اتفاق وتنسيق وتحالف وثيق بين السعودية و "اسرائيل" في المحافل الدولية ليس من ايران فحسب بل حتى من القضية الفلسطينية!!، لذلك من العبث ان نكرر ما كنا نقوله دائما في السابق عن تجاهل السعودية لخطر الترسانة النووية للكيان الاسرائيلي، والتي يقدرها الخبرء بين 200 الى 400 رأس نووية، فمثل هذا الكلام عفى عليه الزمن، بعد ان تجاوزت العلاقات بين السعودية و "إسرائيل"، مرحلة العلاقات الامنية والعسكرية السرية، الى مرحلة التحالف الاستراتيجي المعلن.

لا تحتاج السعودية ان تدعم "الجهود الدولية الرامية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي"، فالاتفاق النووي هو اكبر دليل على ان ايران لا تسعى الى حيازة سلاح نووي، فالاتفاق حدد سطحا منخفضا لتخصيب اليورانيوم، كما اخضع المنشآت النووية لمراقبة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي مراقبة، لم تخضع لها اي منشآت نووية في دول اخرى، ولم يمارسها الخبراء الامميون في اي دولة اخرى في العالم، ولكن رغم ذلك ناصبت السعودية و"اسرائيل" العداء للاتفاق النووي، وهللتا عندما خرج ترامب منه.

"الجهود الدولية" التي يتحدث عنها الوزير السعودي، لا تبذل من أجل "منع ايران من حيازة السلاح النووي"، بل من اجل احياء الاتفاق النووي واعادة امريكا اليه، ونتمنى على الوزير السعودي ان يسأل المسؤولين في المانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، عن طبيعة تلك الجهود التي يبذلونها، عندها نتوقع انه سيكف حتما عن دعمها، وفي حال أصر على مواصلة دعمه سيكون بذلك كمن يخالف موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الرافضة لاحياء الاتفاق النووي!!.

لا نحتاج الى دليل لنقول، ان رأي وموقف السعودية من الاتفاق النووي، لا قيمة له حتى لدى الامريكيين انفسهم، فالجميع سمع صراخ وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل والذي وصل الى عنان السماء، وهو يتوسل امريكا بعدم التفاوض مع ايران حول برنامجها النووي السلمي، وهو صراخ كان اقوى من صراخ رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الا ان الامريكيين تجاهلوا كل ذلك الصراخ ووقعوا على الاتفاق النووي.

نتمنى على المسؤولين السعوديين، ان يتأكدوا من المكانة التي لديهم لدى الامريكيين، قبل ان يطلقوا مثل هذه التصريحات، لاننا نعتقد ان مكانة السعودية لدى الامريكيين ليست كما يعتقد آل سعود، بعد ان كشف عن جانب منها المعتوه ترامب في خطاباته المتكررة عن السعودية والملك السعودي وامراء ال سعود، لذلك على هؤلاء المسؤولين، وبينهم وزير الطاقة السعودي، ان يتريثوا قليلا قبل ان يتحدثوا في قضايا دولية هامة مثل الاتفاق النووي، من اجل الا يُصابوا بالكآبة كما أصيب سعود الفيصل من قبل.