شيخ الأسرى الفارين يروي قصة هروبه الثلاثة من سجون الاحتلال

شيخ الأسرى الفارين يروي قصة هروبه الثلاثة من سجون الاحتلال
الثلاثاء ٢١ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

أنعشت عملية الهروب الكبير للأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي، ذاكرة، شيخ الأسرى الفارين من سجون الاحتلال، حمزة يونس، الذي يعيش حاليا في السويد.

العالم - فلسطين

فقد روى المحرر الثمانيني، من بلدة عرعرة في أراضي 1948، حكايات هروبه الثلاثة، التي تشابهت بعض أحداثها بحادثة “نفق الحرية”.

وعن حادثة الهروب الأولى، يقول: “إن محاولة الهروب الأولى وقعت في الأول من إبريل/ نيسان عام 1964 وكنا اعتقلنا بتهمة دخول البلاد بدون إذن، وبالتعامل مع المخابرات المصرية، وقت أن كانت غزة تحت الإدارة المصرية”.

ويضيف: “في سجن عسقلان التقيت بابن عمي مكرم، وحافظ مصالحة من قرية دبورة، وكان معتقل بالتهمة نفسها، وقدمنا للمحكمة السرية العسكرية فحبستنا 15 يوما ثم التمديد 15 أخرى، وعلمنا، بأن المدة التي سنبقى فيها بالسجن طويلة، كونها محكمة عسكرية”. ويتابع: “بالطبع، قررنا الهرب، وفي ليلة القرار أخذنا نغني لفراق الأحباب، وكنا مستعدين للموت على أن نبقى في السجن، وفي ليلة 17 نيسان/ إبريل، هربنا من السجن، بخطة لم تكن منطقية وغير عقلانية، إذ كان معنا يهود في السجن، وطلبنا منهم أن يقولوا إن العرب اعتدوا عليهم حتى يتم فتح الباب، لأنه لم يكن يفتح إلا مرة باليوم الساعة الثامنة وبقوة عسكرية كبيرة”.
ويكمل “حينما فتح الباب من ثلاثة جنود، وعادة يدخل اثنان ويبقى المسلح في الخارج، كنت وراء الباب فدفعته بقوة فور فتحه، وخرجنا واشتبكنا مع العسكري، ضربت أولا الذي يحمل سلاحا، وفي الساحة التقينا بعشرة عساكر، حينما جاءوا تجاهنا اشتبكنا ونزف عدد منهم، واستمر العراك حتى وصلنا لباب السجن”. تعمد يونس، الهروب عبر طريق وعرة لا تصلها السيارات، واستمر مع رفاقه إلى أن وصلوا بحيرة طبريا، ومن هناك الى غزة، لكن، حين احتلت غزة، عرفته قوات الاحتلال، واعتقلته مجددا.

ويواصل: “كنت أعاني من جروح في قدمي، ووقت اعتقالي وضعوا عليّ حراسة مشددة بزيادة عن باقي المعتقلين، وبالطبع بدأت من على سرير المستشفى أفكر في الهروب من جديد”. أما هروب يونس الثاني، فقد كان، في يونيو/ حزيران 1967، إذ كان من المفترض إجراء عملية جراحية له في مستشفى المعمداني الوحيد العامل في غزة آنذاك، وكانت قوات الاحتلال تحاصره، في وقت عانى الأسير من تفتح في عضلات القدم، وأوصى الطبيب بأخذه على كرسي متحرك.

وبدأ يونس اتصالاته مع عدد من الأصدقاء، منهم كايد الغول، وزياد الشوبكي، وشكري الخالدي، وكان جنود الاحتلال وقتها “يهملون” مراقبته لأن صحته متدهورة، وهو ما ساعده وأصدقاءه على الهروب من المستشفى عبر باب فرعي.

ويتابع “تم تهريبي من السجن إلى مخيم الشاطئ، وكنت معنيا بالبقاء في البيارات، حيث كنت كل يوم أحفر في الأرض وأجلس في الحفرة وأغطي نفسي بالعشب الأخضر”.

وساعده بعض الأهالي على الحصول على هوية والدخول إلى الضفة باسم جديد وشكل جديد، وادعى أنه طالب من مصر، يريد مغادرة الضفة نحو الأردن للدراسة هناك.

بعد وصوله الى الأردن، انضم يونس للعمل الفدائي وبعد عودته للوطن أعاد الاحتلال اعتقاله وحكمت عليه المحكمة بالسجن 7 مؤبدات و365 سنة.

وبدأ بالتفكير في الهرب الثالث، والتقى في السجن بعض الأسرى الذين كانوا ينوون الهروب، واتفقوا على إحضار مناشير لقص حديد المعتقل.

ويقول: “ساعدني سمير درويش وعبد الرحيم قرمان ومحمد قاسم، وكان بعض السجانين يستغلون المعتقلين ويسرقون حاجاتهم، وكان من المخطط أن أتجادل مع أحد هؤلاء المرتزقة على ما إذا كانت ستمطر السماء اليوم أو لا، فراهن الحارس على إهدائه حذاءً إذا أمطرت”.

ويضيف “بالفعل أمطرت وجاء الجندي فرحا بخسارتي للرهان وطلب مني الحذاء، فقلت له سوف أرسله لك”. وفي ذلك الوقت، اتفق يونس مع أصدقائه على تهريب المناشير الحديدية داخل الحذاء، وبالفعل تم إدخالها وقص الحديد، وهرب يونس وكان ذلك بتاريخ 3 مارس/ أذار 1971.واجه، صعوبات كبيرة في هروبه الأخير لوجود أسلاك شائكة وأجهزة مراقبة وأسوار عالية، ولكن بناء أبراج مراقبة ساعدهم في الهروب من خلال صعود أحد الأبراج والقفز منه.

ويقول: “أعطى جهاز الإنذار إشارة للجيش، لكننا تركنا أحد الزملاء، وهربنا عبر طريق ترابية بعد إطلاق النار علينا، ووضعنا أثار أقدامنا وكأننا سنتوجه نحو القدس كتمويه للجيش، إلا أننا غيرنا الاتجاه حتى بعيدا عن الضفة، وواصلنا المشي حتى الصباح إلى أن وصلنا إلى غابات نهر اليركون قرب يافا في منطقة اسمها الشيخ مونس”.

ومن هناك غادر يونس إلى لبنان وبقي فيه إلى أن غادر إلى السويد. وفي ختام حديثه يؤكد يونس أن ما فعله الأسرى الستة أمر كبير أوجع كيان الاحتلال، مهما كانت النتيجة.