ما الذي يحدث في السودان.. انقسامات بين العسكر أم تبعات التطبيع؟!

ما الذي يحدث في السودان.. انقسامات بين العسكر أم تبعات التطبيع؟!
الثلاثاء ٢١ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

استيقظت السودان اليوم الثلاثاء على وقع أخبار تتحدث عن "محاولة انقلابية فاشلة" جرت في البلاد دون تحديد الجهة التي تقف خلفها، في حين أعلن مصدر عسكري بالجيش اعتقال عدد من الضباط دون ذكر عددهم أو انتماءاتهم.

العالم – يقال ان

"الانقلاب الغامض" الذي غابت اي معلومات رسمية حوله، تم احباطه وأصبحت “الاوضاع تحت السيطرة”، بحسب المستشار الاعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العميد الطاهر ابو هاجه، ذات الجملة كررها عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان، وبدت حياة السودانيين طبيعية اليوم عدا عن أن الجيش السوداني أغلق جسرا يربط الخرطوم بمدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل والتي تضم مقري الاذاعة والتلفزيون الرسميين، حيث شوهدت دبابتان متوقفتان عند مدخل الجسر باتجاه أم درمان، فمن يقف وراء الانقلاب ولما هذا الشح في المعلومات وفي حال صحت هذه الاخبار فما أسبابها؟

يمكن التطرق الى عدة نقاط حول الوضع الحالي في السودان: أولا حالة التشظي داخل المؤسسة العسكرية، والتي أشار إليها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في حزيران/يونيو اضافة الى الكلام الامريكي عن ضرورة دمج قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة للمعارضين السابقين في الجيش، وهذا يعني اعادة ترتيب القيادات وهذا يكفي لقيام مجموعة من هذه القيادات بانقلاب عسكري للحفاظ على نفوذهم ومناصبهم.

ثانيا: شهدت العاصمة الخرطوم وبعض مدن البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية تظاهرات احتجاجا على تدهور الاوضاع الاقتصادية وارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائية، وما زاد نقمة السودانيين وعدم رضاهم عن الاوضاع ان المسؤولين الحاليين يبررون التطبيع مع الكيان الاسرائيلي بأنه لصالح تحسين وضع المواطن السوداني في حين ان الامور لا تتغير عدا عن رفض السودانيين للتطبيع حتى لوكانت هذه الادعاءات صحيحة وشوارع السودان التي صدحت فيها اصوات السوادنيين الرافضين للتطبيع شاهدة على ذلك، وبالتالي هذا الوضع يشكل فرصة مناسبة للانقلاب على المطبعين والاستفادة من السخط الشعبي.

ثالثا: من غير المستبعد ان يكون ما حصل خطة من القيادة السودانية لتصفية بعض القادة العسكريين إما الرافضين لعملية الدمج في المؤسسة العسكرية أو ممن يحسبون على النظام السابق ومازالوا يتمتعون بنفوذهم داخل المؤسسة خاصة مع تسليم السودان لقادة سابقين للمحكمة الدولية بتهم تورطهم في جرائم حرب.

رابعا: يمكن ان تكون الاعتقالات التي جرت بغض النظر عن صحة الانقلاب ام لا حركة استباقية للتاكد من عدم تمكن القادة النافذين أو القادة الرافضين للتطبيع من الاستفادة من ما قد يحدث في اكتوبر المقبل (ذكرى الاعلان عن التطبيع مع الكيان الاسرائيلي) من تظاهرات شعبية التي قد تشتد في حال بقي الوضع الاقتصادي على حاله، أضف الى ذلك تزايد حالات الاصابة والوفيات بفيروس كورونا في البلاد.

مهما كان ما جرى اليوم في السودان فإنه مرتبط بشكل أو بآخر بالتطبيع مع الكيان الاسرائيلي لأنه مرفوض من قبل الشعب السوداني ولأنه وصمة عار جرحت مشاعر ملايين المسلمين وهذا ما يجعل المطبعين دائما قلقين من إزاحتهم شعبيا او عسكريا وبأشكال متعددة.