أزمة الغواصات؛ أمريكا وأوروبا في مفترق طرق

أزمة الغواصات؛ أمريكا وأوروبا في مفترق طرق
الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٠:٢٥ بتوقيت غرينتش

الأزمة المتصاعدة بين واشنطن وباريس على خلفية صفقة الغواصات التي باعتها أميركا لاستراليا وإلغاء الأخيرة صفقة مماثلة مع فرنسا أثارت تساؤلات عدة على مستوى العلاقة بين الحليفين ومصير التحالفات الغربية والأطلسية عامة.

العالم - مارأيكم

يرى باحثون في الشؤون الدولية ان سبب الأزمة الأميركية - الفرنسية هو استراتيجية أميركا الجديدة في التصدي للصين والدول القريبة من بحر الصين.

ویقول الباحثون ان الولايات المتحدة ليس لها حلفاء وخير دليل على ذلك انسحابها من افغانستان الذي ضربت فيه تحذيرات اوروبا والتحالف الأطلسي عرض الحائط.

ویوضح باحثون ان اميركا بسبب استراتيجية التصدي للصين والدول القريبة من بحر الصين حولت مسار صفقة الغواصات مع استراليا بإتجاهها واتجاه انجلترا على حساب فرنسا لان فرنسا كان لها موقف ايجابي ووسط في الحرب القائمة بين اميركا والصين وخاصة في مبادرة الحزام والطريق.

ویؤكد باحثون في الشؤون الدولية ان اميركا بإستراتيجيتها الجديدة التي اتخذتها تخلت عن التحالف الأطلسي برمته وفضلت ان تكون حليفة انجلترا على حساب الاتحاد الاوروبي مشيرين الى ان هذه الاستراتيجية الجديدة محفوفة بالمخاطر وسيكون لها عقبات ومطبات كثيرة.

ویتوقع باحثون في الشؤون الدولية انه سیکون هناك توجه استراتيجي اوروبي جديد وستعيد اوروبا تقييم علاقاتها مع روسيا والصين والشرق الاوسط بعد صفقة الغواصات وطعن اميركا بتحالف شمال الأطلسي، موضحين انه لاتوجد مصلحة لاوروبا من خلال الاستمرار بحروب اميركية هي من تدفع الثمن فيها.

في المقابل يرفض باحثون سياسيون وجود أزمة بين فرنسا وأميركا معتبرين ماحصل بأنه فقط اختلاف في وجهات النظر حول التعاطي مع الحدث، فأمريكا تنظر الى صفقة الغواصات بإنها هفوة وفرنسا تنظر اليها على انها اساءة.

ويعتبر باحثون سياسيون ان الهفوة الاميركية التي حصلت في صفقة الغواصات هي نتيجة إنعدام وضوح الرؤية الاميركية فيما يتعلق بالتعامل مع الحلفاء.

ويوضح باحثون سياسيون ان تحالف أوكس هو اداة اخرى من الادواة الاميركية لعملية ضبط وتطويق الصين، (الاداة الاخرى مثل تحالف كواد، والدعم العسكري لدول غرب اسيا).

ويشير باحثون سياسيون الى ان اميركا ارادت استعمال حلف شمال الاطلسي كأدوات لضبط وتطويق الصين ولكنها واجهت رفض اوروبي وتحديداً فرنسي، لذا اتجهت نحو تحالف أوكس.

ویرى محللون سياسيون ان العالم امام مرحلة جديدة وهي صراع القطبين، القطب الصيني الصاعد والقطب الأميركي.

ويقول محللون السياسيون ان سبب الأزمة اميركا وفرنسا هو استراتيجية اميركا الجديدة التي اتخذتها مع الصين وروسيا وهي استراتيجية المواجهة بعد ما كانت تتخذ سياسة فرض العقوبات، وهذه الاستراتيجية تضع العالم امام صراع قطبين، القطب الصيني الصاعد والقطب الأميركي.

ويوضح محللون ان تحالف الغواصات الاميركي الذي كان على حساب فرنسا اثبت بأن بايدن يسير على خطى اسلافه ترامب واوباما وهي قطع العلاقات التاريخية مع الإتحاد الأوروبي.

ویبين محللون السیاسیون ان اولويات اميركا تغيرت ولم يعد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي من اولوياتها، ملفتين الى ان اميركا من اجل تشكيل تحالف اسيوي جديد وناتو المحيط الهادئ تستجمع قوتها التقنية والعسكرية والتكنولوجية والسياسة والاقتصادية في المحيط الهادئ والمحيط الهندي متجهة نحو الدول العيون الخمس "FVEY" (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا) بإعتبارهن مجال حيوي وحقيقي لها.

ویلفت محللون السیاسیون الى ان فرنسا في وضع لاتحسد عليه، لانها ان لم يتضامن الاتحاد الاوروبي معها ستكون في عزلة عامة على الصعيد الدبلوماسي.

ویتوقع المحللون السیاسیون ان الرد الفرنسي سيكون رد اوروبي على المستوى السياسي لان فرنسا وحدها غير قادرة على مواجهة الولايات المتحدة الاميركية، مشرين الى ان ماحصل والرد عليه سيؤثر على الوضع الداخلي الفرنسي لاسيما ان فرنسا على ابواب انتخابات رئاسية.

ويؤكد محللون سياسيون ان الأزمة بين امريكا وفرنسا أظهرت الخلل في الاستخبارات الفرنسية والفشل في السياسيات الاميركية.

مارأيكم:

  • الى أين يتجه التصعيد بين واشنطن وباريس على خلفية صفقة الغواصات؟
  • كيف سيؤثر التوتر بين الولايات المتحدة وفرنسا سياسياً بالعلاقات بينهما؟
  • لماذا ضربت أميركا بعلاقتها التحالفية مع فرنسا عرض الحائط؟
  • ما تداعيات هذا التوتر المتصاعد على التحالفات الغربية والأطلسية؟