مادة خرسانية من عرق ودماء ودموع البشر تصلح للبناء على القمر والمريخ

مادة خرسانية من عرق ودماء ودموع البشر تصلح للبناء على القمر والمريخ
الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٠:٣٣ بتوقيت غرينتش

تمكن فريق من جامعة مانشستر البريطانية من خلط الدم والبول والدموع مع تربة القمر أو المريخ لصنع مادة ذات مقاومة انضغاطية أكبر من الخرسانة الأسمنتية، يمكن أن تبنى منها البيوت المستقبلية على المريخ والقمر.

العالم - تكنولوجيا

عادة ما نشير إلى بذل العرق أو الدماء أو الدموع في سبيل شيء ما على أنه كناية عن جهد كبير، إلا أن فريقا من "جامعة مانشستر" (The University of Manchester) البريطانية ينقل الأمر من الكناية إلى الواقع، حيث يمكن بالفعل أن تبنى بيوت المريخ المستقبلية، والقمر كذلك، باستخدام العرق والدماء والدموع البشرية!

وبحسب دراستهم، التي نشرت في دورية "ماتيريالز توداي بايو" (Materials Today Bio) والتي أصدرت الجامعة بيانا رسميا عنها يوم 13 سبتمبر/أيلول الجاري، فإن بعض المركبات الكيميائية الناتجة في صورة مخرجات من جسم الإنسان يمكن أن تلتصق بتربة القمر أو المريخ وتصنع نوعا صلبا من الخرسانة.

كيميائيات الجسم

وأشار الفريق في الدراسة الجديدة إلى أن أحد بروتينات بلازما الدم (الألبومين) يمكن أن يعمل على إنتاج مادة تشبه الخرسانة، يطلق عليها "أستروكريت" (AstroCrete)، ذات مقاومة انضغاطية تصل إلى 25 ميغاباسكال، وهي تقريبا القوة نفسها الموجودة في الخرسانة العادية، التي تصل إلى 20-32 ميغاباسكال.

وتعني المقاومة الانضغاطية قدرة المادة على مقاومة القوى الضاغطة عليها محوريا، وعند الوصول إلى حدود مقاومة الانضغاط تتحطم المادة، ولذلك فإنها خاصية أساسية لقياس فاعلية الخرسانة في البناء.

توصلت الدراسة كذلك إلى أن دمج اليوريا -وهو أحد النفايات البيولوجية التي ينتجها الجسم ويخرجها من خلال البول والعرق والدموع- يمكن أن يزيد من قوة مقاومة الانضغاط بحيث تصل إلى 40 ميغاباسكال، أقوى بكثير من الخرسانة العادية.

الأستروكريت

وبحسب الدراسة، فإنه يمكن إنتاج أكثر من نصف طن من مادة الأستروكريت عالية المقاومة خلال مهمة مدتها عامان على سطح المريخ بواسطة طاقم مكون من 6 رواد فضاء، ويمكن ذلك كل فرد من أفراد الطاقم من إنتاج ما يكفي الأستروكريت لدعم إضافة عضو جديد للطاقم، وبالتالي يزداد عدد الأعضاء شيئا فشيئا وصولا لتكوين مستعمرة بشرية أولية.

في الوقت الحالي، تعمل العديد من المؤسسات والمبادرات على البحث عن طرق مبتكرة من أجل خفض تكلفة السفر إلى المريخ وبدء بناء مستعمرات هناك، وذلك مفهوم بالطبع، إذ إن نقل لبنة واحدة إلى المريخ قد يكلف أكثر من مليوني دولار.

لذلك نشأت فكرة استخدام الموارد في الموقع، وتعني إرسال أدوات التصنيع فقط للمريخ أو القمر، ثم استغلال الموارد على سطحه للبناء، ولا يشتمل ذلك على الخرسانة فحسب، بل كل شيء تقريبا وصولا إلى توليد الأكسجين وتصنيع الطعام.