السلطات المصرية تعاقب أسر السجناء السياسيين بمنع الخطابات

السلطات المصرية تعاقب أسر السجناء السياسيين بمنع الخطابات
الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

باتت الخطابات التي تطمئن بها أسر السجناء السياسيين على ذويهم محل تضييق من قبل السلطات المصرية، إذ أن أسرة المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب «مصر القوية» عبد المنعم أبو الفتوح، اشتكت من رفض إدارة السجن تسلميه خطاب. وفوجئ نجله حذيفة، بسحب الرسالة التي كتبها والده وتسلمها من إدارة السجن، بسبب تعليمات أمنية عليا.

العالم- مصر

وكتب حذيفة أبو الفتوح، عبر حسابه على موقع «فيسبوك» الثلاثاء، تفاصيل الواقعة: «اليوم كان معاد الطبلية الأسبوعية، وهي مصطلح يستخدم لوصف متطلبات الغذاء والدواء للسجناء في مصر، ومثل كل مرة سلمت خطاب الأسرة وانتظرت استلم خطابا من والدي، وبعد انتظار وصلني خطاب بالفعل حوالى الساعة 4 عصراً، وأول ما تسلمته فوجئت بضابط يطلبه مني لكي يطلع على شيء ما بشكل سريع ويعيده لي».

وأضاف: «بكل احترام وبكل ثقة سلمته الخطاب، قال لي في البداية إنه ليس لنا، وخرج لي بالخطأ، وكان ردي أن الخطاب لنا ومن والدي، لأني بالفعل كنت هممت بقراءة أول سطوره سريعاً قبل أن يطلبه الضابط، وتأكدت أنه خاص بنا».

وتابع: «بعد مناقشة، أبلغني الضابط أنه طلب منه استعادة الخطاب مرة أخرى، دون إبداء أي أسباب، وأبلغته حينها أنني سلمت له الخطاب بناء على طلبه بكل احترام وثقة في كلامه أنه سيعيده لي ثانية كما أبلغتني، فرد عليا بأنها تعليمات وأنه سيعرض الأمر، وانتظرت أمام سجن طره، على أمل أن استلم الخطاب حتى الساعة 7 مساءً دون استلامه».

واختتم حذيفة منشوره قائلا إن «انقطاع الخطابات تكرّر أكثر من مرة ونحاول نصبّر نفسنا في ظل القلق الدائم على صحته الفترة الأخيرة». وأحالت نيابة أمن الدولة في 30 أغسطس/ آب الماضي، أبو الفتوح و24 آخرين، إلى محكمة الجنايات في القضية التي تحمل رقم 440 لسنة 2018.

ووجهت النيابة لأبو الفتوح اتهامات بـ «تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية، وإمداد وتمويل جماعة إرهاب، والانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، والترويج لأفكار جماعة إرهابية، وحيازة وإحراز أسلحة وذخائر في غير الأحوال المرخص بها قانونا، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة».

وألقي القبض على أبو الفتوح في فبرار/ شباط 2018، عقب عودته من زيارة خارجية شارك خلالها في لقاءات متلفزة والجزيرة القطرية وقناة بي بي سي العربية.

واقعة منع الخطابات لم تعان منها أسرة أبو الفتوح فقط، فلليوم الثاني على التوالي، تنتظر الدكتورة ليلى سويف والدة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، أمام بوابة سجن طره 2 شديد الحراسة، خروج خطاب من ابنها المحبوس منذ سبتمبر/ أيلول 2019 على ذمة قضية أمن دولة عليا. وقالت سويف إنها «ذهبت إلى السجن للمرة الثانية، وظلت منتظرة حتى الساعة السادسة مساءً دون السماح بخروج خطاب من علاء للاطمئنان عليه وعلى أوضاعه خاصة بعد حالته النفسية خلال الجلسة الأخيرة وحواره مع المحامي الحقوقي خالد علي».

منى سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح، قالت إن والدتها سلمت خطابين إلى سجن شديد الحراسة، الأول موجه إلى مأمور السجن، والثاني إلى ابنها علاء عبد الفتاح.

وخلال الأسبوع الماضي، هدد علاء عبد الفتاح بالانتحار في محبسه بسبب الانتهاكات التي قال إنه يتعرض لها في محبسه، منها منع التريض وقراءة الكتب وغيرهما من الأنشطة القانونية المكفولة لنزلاء السجون بموجب القانون.

ولكن تسلمت أسرة علاء خطابا منه أكد فيه أنه تراجع عن تهديده بالانتحار وسيواصل الصمود حتى الإفراج عنه.

في الوقت نفسه، أعلن المحامي الحقوقي خالد علي، تقدمه ببلاغ إلى مصلحة السجون والنائب العام يطالب بنقل علاء من سجن شديد الحراسة 2 إلى أي سجن أخر، بسبب وجود خصومة بين علاء ومسؤولي السجن.

ويقضي علاء عبد الفتاح فترة الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة العليا، والمحبوس فيها منذ 28 سبتمبر/ أيلول 2019.

ويواجه علاء في القضية اتهامات «ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها».