قمة بوتين - اردوغان.. هل سنشهد تطورات في ملف إدلب؟

قمة بوتين - اردوغان.. هل سنشهد تطورات في ملف إدلب؟
الخميس ٢٣ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٠٩ بتوقيت غرينتش

في ظل ما يشهده الاقليم والمنطقة من تغيرات في العلاقات الدولية، وحراك سياسي واضح تجاه سوريا، أعلن الكرملين، أنه يجري التحضير لزيارة عمل مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، سيناقش خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الملف السوري، حيث تأتي زيارة أردوغان المرتقبة إلى روسيا عقب قمة سورية – روسية عقدت في العاصمة الروسية موسكو في 13 الشهر الجاري بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، تركزت المباحثات خلالها على التعاون المشترك بين البلدين في عملية مكافحة الإرهاب واستكمال تحرير الأراضي السورية التي ما زالت تخضع لسيطرة الإرهابيين.

العالم - كشكول
هذه الزيارة تأتي في وقت سياسي يحمل على كتفيه الكثير من التعقيد والحساسية، والازمات التي تعصف بالخريطة السياسية التركية، حيث اوضح الدكتور عمار قناة أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول من روسيا انه " مما لا شك فيه ان السياسة التركية تعاني من أزمات على الصعيد الداخلية والاقليمي والدولي، فعلى الصعيد الدولي حاول اردوغان زج تركيا في صراعات اقليمية منها في ليبيا او في اقليم كراباخ، واخيرا في افغانستان ومحاولة البقاء جزئيا في كابل، لوضع قدم لتركيا في ملف دولي" واكد قناة ان من اهم ما سيطرح في اللقاء بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي اردوغان، "هو الملف الليبي والسوري، الا ان الملف السوري هو الذي يحظى بالاهمية على طاولة المحادثات، بالذات بعد ان رأينا ان العلاقات التركية الامريكية متأزمة نوعا ما، والمؤشرات الدولية تشكل حالة غير مفهومة لاردوغان من حيث التواجد الامريكي في سورية"
واضاف قناة " والملف الاصعب سوف يناقش وهو ملف ادلب والذي لم يتغير عليه شيء لليوم منذ اتفاقية سوتشي وموسكو وحتى تفاهمات استانا، فتركيا الى اليوم لم تنفذ المتفق عليه، واهم البنود التي لم تحقق ، فصل المجموعات المسلحة بين معتدل وارهابي، وتامين الانسحاب من محيط الطريق الدولي M4 ، بالإضافة الى ذلك ما شهدناه من تصعيد عسكري تركي في الايام الماضية، باتجاه بعض مناطق".
ابواب الكرملين التي ستفتح امام الرئيس التركي، وصلتها ايضا اصوات التصريحات الامريكية حول سوريا، ومن قبلها الحراك الاردني والمصري، ومحاولات الانفتاح العربي تجاه دمشق، بالاضافة الى المعلومات التي وضعت على طاولة اصحاب القرار عن الانتهاكات الكثيرة للمجموعات المسلحة المدعومة من النظام التركي، في مناطق خفض التصعيد، ما يؤكد ان ملفات عديدة سيحملها الوفد التركي في زيارته الى موسكو، وباعتقاد الباحث السياسي حسام طالب، ان " بين روسيا وتركيا عدة ملفات خلافية تبدء بسوريا ولا تنتهي في أفغانستان وصولاً لعدم اعتراف تركيا بانتخابات القرم هذه الملفات شائكة ومن الصعب حلها كونها مرتبطة مباشرة بواشنطن لذلك سيتم خلال الزيارة ضغط روسي على تركيا للابتعاد عن واشنطن بالملفات التي تشكل عامل تهديد لروسيا وحلفائها" واشار طالب ان "هذا الضغط بدا واضحاً من خلال الضربات القوية التي تنفذها سوريا وروسيا ضد انتهاكات الجماعات المتطرفة المدعومة تركياً في الشمال السوري". واكد طالب ان " الملف الضاغط حالياً هو ملف الشمال السوري ككل والمحرج لأردوغان، كونه لم يلتزم باتفاق ملحق سوتشي بالانسحاب من محيط طريق M4 بعمق 6 كم لذلك سيتم التركيز على هذا الملف لإحراج التركي وإبلاغه رسالة سوريا عزمها تحرير أراضيها بكل الوسائل، ومنها العسكرية" وايد الخبير الاستراتيجي مهند الضاهر خيار الحل العسكري، مؤكدا ان التركي " سيماطل من جديد والحل الوحيد هو العمل العسكري الشامل" ونوه الضاهر الى ان " البعض يتحدث عن تسويات على شاكلة ما حصل في درعا، واوساط المسلحين تتحدث عن تسوية ما، باعتقادي ان موضوع التسوية سيكون اكبر، وربما يتسائل البعض عن مصير الارهابين في ادلب، اعتقد ان افغانستان مفتوحة واظن انه سيكون هناك ترانسفير باتجاه افغانستان"
ويبدو واضحا ان المراقبين يؤكدون ان الظرف مناسب الآن لفرض تسوية شاملة في إدلب، الطرف الاقليمي والدولي، على الاقل انهاء عقدة المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولية حلب- اللاذقية المعروفة بـ«M4»، ما يعني ان المجموعات المسلحة امامها خيارين، ام الانسحاب الى طرفه الشمالي وبعمق ستة كيلو مترات، او ان الخيار العسكري ما زال قائماً، والمحت بعض الاراء الى ان الدولة السورية تتعامل مع الملف بتفرغ اكبر بعد انهاء ملف درعا بشكل كامل، عبر تمدد مشروع المصالحات الذي بات على ابواب الانتهاء من ريف درعا الغربي، وان دمشق باتت متفرغة تماما لانهاء ملف ادلب.