مخاوف على حياة السجناء مع اقتراب مصر من ذروة موجة كورونا الرابعة

مخاوف على حياة السجناء مع اقتراب مصر من ذروة موجة كورونا الرابعة
الجمعة ٢٤ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٥٩ بتوقيت غرينتش

وثقت «الشبكة المصرية لحقوق الإنسان»  ، ملابسات وفاة السجين السياسي خالد عريشة، الذي كان محتجزا في قسم شرطة ميت غمر، التابع لمحافظة الدقهلية في دلتا مصر، وأعلن عن وفاته يوم الإثنين الماضي.

العالم- مصر

وقالت في بيان «عريشة، مدرس يبلغ من العمر 49 عاما، اعتقلته قوات أمن الدقهلية في نهار يوم 2 سبتمبر/ أيلول الماضي من منزله في قرية ميت الفرماوي مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية، وهو بكامل صحته، حيث لم يكن يعاني من أي أمراض، وجرى ترحيله إلى قسم شرطة ميت غمر، والتحقيق معه بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، لتبدأ مرحلة قاسية في حياته تنتهي بالوفاة المفاجئة، في صدمة قاسية لأهله وأسرته».

حالة نفسية سيئة

ونقلت الشبكة عن مصادر قولها إنه «كان يعاني من حالة نفسية سيئة بسبب ظروف الاحتجاز غير الآدمية، والتكدس الشديد داخل غرفه الحجز، حيث يقبع الجنائيون وينتشر بينهم التدخين وتناول المخدرات، ليصاب في آخر 10 أيام من عمره بحالة نفسية وحزن شديد، نظرا لأنه لم يتعرض للاعتقال من قبل، وكونه الابن الوحيد لوالديه، لتظهر عليه آثار القهر من المعاملة غير الآدمية، ويمتنع عن تناول الطعام في أسبوعه الأخير بالحبس، مما تسبب بإصابته بضعف عام».

وحسب الشبكة «ظهرت عليه آثار الإصابة بأعراض فيروس كورونا، ورغم المناشدات المتواصلة بإخلاء سبيله او نقله للعلاج في أحد المستشفيات، إلا أن التجاهل ظل سيد الموقف حتى تدهورت حالته الصحية، ليتم نقله يوم الأحد الماضي إلى مستشفى ميت غمر العام، ويلفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بمرضه في اليوم التالي الإثنين الموافق 20 سبتمبر/ أيلول».

وبينت أن «السلطات المصرية دائما ما تنكر إصابة المحتجزين في السجون وأماكن الاعتقال المختلفة بأعراض فيروس كورونا، والذي تسبب في وفاة العشرات من المعتقلين».

وحسب ما وثقته الشبكة من حالات الوفاة داخل مقار الاحتجاز في عام 2020 بلغ عدد الوفيات بسبب الفيروس 16 معتقلا، فيما رصدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» وفاة 14 حالة في الفترة نفسها، وهي حالات تم توثيقها فعليا.

ووفق الشبكة «هناك حالات أخرى لم تتمكن المنظمات الحقوقية المختلفة من رصدها وتوثيقها» مشيرة إلى أن «السلطات المصرية غالبا ما ترجع سبب الوفاة إلى هبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف في عضلات القلب».

وحذرت «من التصاعد الكبير في أرقام الإصابات بأمراض تحتاج إلى الرعاية الصحية، لا تتوافر للمعتقلين الذين يعيشون في ظروف حبس غير آدمية، مما يتسبب في ارتفاع اعداد الوفيات داخل السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة».

وطالبت الشبكة النيابة العامة، والجهات المعنية بالتفتيش ومراقبة أماكن الاحتجاز المختلفة القيام بدورها، ومحاسبة المتسببين في وقوع تلك الانتهاكات، والذين لا تعنيهم أرواح المواطنين.

ورفع سجناء سياسيون سابقون وأسر وأهالي سجناء حاليين، خمسة مطالب رئيسية للتعامل مع السجون والمساجين، في ظلّ تراخي النظام في تلقيح السجناء على الرغم من وعوده بذلك، بالإضافة إلى اكتظاظ السجون وظروف الاعتقال غير الإنسانية في مختلف مقار الاحتجاز الرسمية.

وتشمل المطالب «الإفراج عن كل السجناء فوق عمر 60 عاماً، والإفراج عن كل من قضى نصف مدته، والإفراج عن كل السجناء في الجرائم غير الخطيرة مثل الغارمات والغارمين، والإفراج عن المحبوسين احتياطياً الذين تخطوا 6 أشهر من دون إحالات للمحاكمات، والإفراج عن كل من تخطى مدة الحبس الاحتياطي المقررة قانوناً عامين كاملين من دون إخلاء سبيله أو إحالته للمحاكمة».

إلى ذلك، قالت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان المصرية، إنه من المتوقع أن تكون ذروة الموجة الرابعة لجائحة كورونا في مصر خلال الفترة من 3 إلى 4 أسابيع مقبلة.

إلى ذلك، واصلت معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الارتفاع، وأعلنت وزارة الصحة المصرية تسجيل 692 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى وفاة 27 حالة جديدة.

وبذلك يصبح إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا حتى الأربعاء، هو 298988 من ضمنهم 251902 حالة تم شفاؤها، و17043 حالة وفاة.