إن بقي العراق عصيا على التطبيع لن يرتاح بن غوريون

إن بقي العراق عصيا على التطبيع لن يرتاح بن غوريون
الأحد ٢٦ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٠١ بتوقيت غرينتش

في العام ١٩٤٨ قال بن غوريون رئيس الحكومة الاسرائيلية انذاك لن ننعم باستقرار ولن تبقى (اسرائيل ) الا بتدمير ثلاث جيوش عربية ، مصر وسوريا والعراق.

العالم - قضية اليوم

اما مصر فحُيدت عن المشهد منذ اكثر من اربعين عاما رغم القوى الحية التي لا زالت تستنهض نفسها في ارض الكنانة ، واما سوريا فكان الهدف من الحرب الكونية التي شنت عليها ان تغيب وان تندثر وان لا يبقى لها ذكر او ان تاتي خانعة قبل الجميع الى طاولة التطبيع الاثمة ، لكن صمود الدولة السورية كان الصخرة التي تحطمت عليها امال اصحاب نظرية ( اسرائيل الصديقة ) ، واليوم عملية استهداف للعراق عبر مجموعات لا تمثل سوى قوى باعت نفسها للاستعمار وقررت عبادة الدولار وامتثلت لامر الشيطان

مؤتمر اربيل المزعوم لا يمثل العراق وانما هو لحن نشاز في سيمفونية عراقية متجانسة تماما تعزف لحنا يرفض التطبيع ويخون من يفكر به او يتحدث عنه ، والدليل ما جاء على لسان العراقيين جميعا سواء كانوا شيعة والذين عبرت عنهم المرجعيات برفضها المطلق لهذه الاصوات التي تريد للعراق ان يغوص في مستنقع التطبيع او ما جاء على لسان السيد مقتدى الصدر الذي اعلن موقفه بان العراق سيبقى عصيا على التطبيع او ما جاء في تصريح لديوان الوقف السني العراقي الذي استنكر ما وصفها بدعوات التطبيع المشؤومة التي تريد انخراط العراق في المشروع الصهيوني، وحتى الرئاسة العراقية كان موقفها صارما برفضها مؤتمر اربيل واعتباره لا يمثل الموقف العراقي الرافض تماما للتطبيع.

المكونات العراقية لم تختلف هذه المره ولن تختلف عندما يكون العنوان فلسطين ، والتاريخ الفلسطيني يقول ان الجنود العراقيين الذي يزور الفلسطينييون قبورهم في شمال الضفة الغربية والذين شاركوا في حرب العام ١٩٤٨ لا احد من الفلسطينيين يعرف ان كانوا شيعة ام سنة ام اشوريين ولا احد يعرف ان كانوا عربا ام كردا ، ما يعرفه الفلسطينيون ان هؤلاء الجنود العراقيين جاءوا الى فلسطين محاربين يحملون الغيرة العراقية على فلسطين.

لماذا العراق؟

باختصار ودون مواربة لان سقوط العراق يعني تحوله الى جدار عازل مانع بوجه ايران ، ولان الحلم الاسرائيلي ان يغادر العراق معسكر المقاومة وينتقل الى معسكر المهرولين نحو العلاقات الاثمة مع الاحتلال.

لماذا العراق؟

لان العراق يعني الثقل الجغرافي والسياسي والحضاري والتاريخي للعرب وغياب العراق وانغامسه في خطيئة التطبيع سيجعل العرب يسيرون في ظله الى مرحلة ما بعد القضية الفلسطينية.

فشلت خطتهم في العراق كان السياسييون والمثقفون والمرجعيات والبرلمان كل متيقظ لما يحاك لهذه الامة بليل، لكنً هذا لا يعني انهم سيرحلون الى غير رجعة، كما جاؤوا هذه المرة من بوابة المندثرين وبعض المتأمركين سيعودون من بوابة اخرى في محاولة لابعاد العراق عن القضية المركزية، بذات الشعارات التي ترفع دوما.

ماذنبك ايها العراق كي تحارب لاجل قضية غير قضيتك ، ماذا تبغي ايها العراق من علاقة مع معسكر الممانعة والمقاومة اليس خير لك ان تكون في صفوف المتنعمين بالرخاء والدعة الامريكية؟

نعم هذه الاصوات ستسمع كثيرا في الايام والاشهر المقبلة ، لكن يجب ان يكون جليا ان بقي العراق سدا منيعا في وجوههم وظلت سوريا موحدة خلف قيادتها وجيشها فإن بن غوريون لن يرتاح في قبره وسيبقى الزوال هاجسا يلف فوق رؤوس قادة الاحتلال والذين باتوا يتحدثون علنا عن انهم غير واثقين ان كانوا سيحتفلون بالذكرى السنوية المئة لتاسيس كيانهم ام لا.

العالم - فارس الصرفندي