التنمر سيُخرج أمريكا من المفاوضات النووية خاوية الوفاض 

التنمر سيُخرج أمريكا من المفاوضات النووية خاوية الوفاض 
الإثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٥:١٢ بتوقيت غرينتش

الحظر الذي كان يعتبره ترامب واستاذه نتنياهو، افضل وسيلة لدفع ايران للقبول بالشروط الامريكية الاسرائيلية، والتي تعني استسلام ايران الكامل ورفع الراية البيضاء، هذا الحظر لم يعد من الماضي فحسب بل انقلب على من فرضه، الذي بات بعد الساعات لا الايام لعودة ايران الى المفاوضات النووية، بعد ان كان يستعذب التعامل مع الوقت الذي كان يظنه سيفا يحز في رقاب الايرانيين حصرا.

العالم - كشكول

اليوم وبعد مرور 3 سنوات على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وفرضه حظرا شاملا غير مسبوق على الشعب الايراني، وبعد مرور 9 أشهر على رئاسة جو بايدن، الذي كان يرفض ومازال رفع الحظر الامريكي عن الشعب الايراني، بذريعة ان على ايران ان تعود اولا الى الاتفاق النووي، قبل ان تعود امريكا، رغم انه يعلم ان ايران لم تنسحب من الاتفاق ، وان الطرف الوحيد الذي انسحب منه هو امريكا، بعد كل هذه الالاعيب الامريكية، يبدو ان الامريكيين والغربيين، ادركوا متأخرين ان سياسة الحظر والضغوط الاقتصادية ليس لم تنفع مع ايران فحسب، بل انها ستجعلها تتخذ اجراءات من الصعب عليها العودة عنها، و ستجعل الغربيين يقدمون تنازلات من اجل ان تعود ايران عنها.

المواقف الحازمة للمسؤولين الايرانيين من المفاوضات النووية، كانت بمثابة رسالة واضحة الحروف الى الغرب وعلى راسه امريكا، تقول بصريح العبارة، ان ايران ستحكم من الان وصاعدا علی جدية الامريكيين بشان المفاوضات النووية، على أساس السلوك العملي للاميركيين، وليس عبر رسائلهم المتناقضة التي تنقل الى ايران عبر القنوات الاعلامية والدبلوماسية. لذلك من مصلحة امريكا ان تكف عن اعتماد سياسات متناقضة، فهي تدعو للعودة الى الاتفاق النووي من جهة، وتفرض مزيدا من اجراءات الحظر على الشعب الايراني من جهة أخرى.

اليوم بات واضحا للامريكيين والغربيين وللاطراف الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي، وبعد سياسة ترامب الفاشلة مع ايران، ان طهران لا تربط مقدراتها بالمفاوضات النووية، وترفض مبدأَ المفاوضات من أجل المفاوضات، كما ترفض محاولات الاخر فرض إرادته بالقوة والتنمر، فأغلى ما يمتلكه الشعب الايراني هو الاستقلال والحرية، وليس مستعدا للتنازل عنهما مهما كانت الظروف.

هذه المواقف المشروعة والحازمة لايران، هي التي دفعت المسؤولين الامريكيين، للطلب من المسؤولين الايرانيين لتفسير ماذا يقصدون بعبارة "قريبا" عندما يتحدثون عن موعد العودة الى طاولة المفاوضات، وهي ايضا دفعت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل الى الدعوة لعدم التطرق الى قضايا اخرى لا تمت بصلة للبرنامج النووي، في المفاوضات التي من المقرر ان تجري في فيينا، وهي بالمناسبة قضايا، كان ترامب قد مزق بسببها الاتفاق النووي.