الى أعداء وأصدقاء إيران

مناورات "فاتحو خيبر".. رسالة مكتوبة بحروف كبيرة

مناورات
السبت ٠٢ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠١:٥٦ بتوقيت غرينتش

أنتقد رئيس جمهورية اذربيجان الهام علييف "توقيت" اجراء مناورات "فاتحو خيبر" للقوة البرية في الجيش الايراني التي انطلقت يوم أمس الجمعة في شمال غرب ایران على الحدود الايرانية مع جمهورية اذربيجان، متناسيا، انه لم تمض سوى ايام على المناورات التي اجراها جيش بلاده مع جيشي باكستان وتركيا، على ارض بلاده، دون ان تعترض ايران لا على التوقيت ولا مشاركة جيوش اخرى فيها، لانها تعتبر ذلك شأنا سياديا وداخليا خاصا بجمهورية اذربيجان.

العالم كشكول

اللافت هو تساءل علييف عن الاسباب التي دعت ايران الى اجراء مناورات في هذا الوقت بالذات!، وكأن المطلوب من ايران ان تقدم للاخرين كشفا بالاسباب والاهداف، من وراء كل مناورة تجريها فوق اراضيها، وقبل ذلك ان تبرر للاخرين، المواعيد والتوقيتات التي تجري فيها هذه المناورات.

ليس خافيا على احد ان مناورات "فاتحو خيبر" تحمل رسالة في غاية الاهمية، كتبت بحروف كبيرة، الى اصدقاء واعداء ايران على حد سواء، مفادها ان كل تحركات "إسرئيل"، والجماعات التكفيرية الارهابية التي نقلتها تركيا من سوريا الى الحدود مع ايران، خلال الحرب الاخيرة التي دارت بين جمهورية اذربيجان وارمينيا، هي في دائرة الرصد الايرانية، وان ايران لن تتوانى لحظة في إستهداف هذه التحركات ووأدها، قبل ان تقترب من سيادة وأمن ومصالح ايران، وانها لا تجامل احدا على سيادتها و امنها ومصالحها، وان مطاردتها للجماعات التكفيرية والارهابية ، التي تأتمر بأوامر الموساد الاسرائيلي، في العراق وسوريا، ودك مخابأها على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الايرانية، هي اكبر دليل على عزم ايران، على قطع أيادي "إسرائيل" ومشغلي الجماعات التكفيرية الارهابية قبل ان تصل الى الشعب الايراني.

ان المحاولات الرامية الى تغيير خارطة الحدود بين ايران وجيرانها، وكذلك محاولات استخدام خطاب عنصري لتحريض القومية الاذرية الايرانية، والدعوات المتكررة والعلنية لبعض نواب البرلمان في جمهورية اذربيجان، وشخصيات واحزب سياسية خارج البرلمان، الى تقسيم ايران، كل تلك المحاولات تقف وراءها "اسرائيل" وتركيا، وهدفها محاصرة وخنق وابتزاز ايران.

عمليا، الدور التركي والاسرائيلي، كان واضحا في حرب قره باغ، خاصة على الحدود مع ايران، فقد تجاوز اردوغان في تلك الحرب السيناريو الليبي، عندما استخدم مرتزقته السوريين التكفيريين في الحرب في ليبيا ضد قوت الجنرال حفتر، الى السيناريو السوري، ففي سوريا لم يستخدم اردوغان الجماعات التكفيرية من اصول تركية، من اجل تحقيق اهداف عسكرية فقط كما في ليبيا، بل من اجل تغيير ديمغرافية المناطق الحدودية عرقيا، ولكن على الحدود مع ايران، حاول اردوغان ان يستخدم الجماعات التكفيرية السلفية لتغيير ديمغرافية المنطقة طائفيا.

المتتبع للتصريحات الفتنوية الصارخة والبعيدة كل البعد عن الدبلوماسية والاخلاق الاسلامية لشخصيات سياسية محسوبة على النظام في جمهورية اذربيجان ضد ايران، وضد العلاقة الاخوية بين الشعبين الجارين، لن يشك للحظة واحدة من انها تصريحات مدفوعة الثمن، وانها تصب من الفها الى يائها في صالح "اسرئيل"، وعلى النقيض تماما من مصالح جمهورية اذربيجان وشعبها المسلم، حتى وصل التحريض الاسرائيلي حدا، ان احد هذه الابواق الاسرائيلية، قال قبل ايام في لقاء مع صحيفة "يني شفق" التركية: "سنمحو ايران من الخارطة، سنقسم إيران، وسنرفع علم الاتراك في جميع انحاء ايران"!!.

على كل من يهمه أمر جمهورية اذربيجان، ان يقرأ وبدقة رسالة مناورات "فاتحو خيبر"، وان يشجع السلطات في هذا البلد، على لجم الاصوت التي تتحدث بنفس صهيوني واضح، وبأوهام اعادة الحياة الى الدولة العثمانية، وتحاول الزج بجمهورية اذربيجان، في نزاع مع ايران، فهذه الاصوات ليست سوى نعيق بوم، ينعق على خراب جمهورية اذربيجان، فمن السذاجة ان يعتقد اي مسلم في العالم، ان "اسرائيل" يمكن ان تكون حليفا او صديقا لبلاده، ومن الغباء ان يعتقد اي كان، ان ايران ستقف مكتوفة الايدي، بينما تحاك حولها كل تلك المؤامرات.