كيف تعامل جيك سوليفان مع نكدية إيال هولاتا!

كيف تعامل جيك سوليفان مع نكدية إيال هولاتا!
الأربعاء ٠٦ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٨:٢٢ بتوقيت غرينتش

كرر مستشار الأمن القومي الامريكي جيك سوليفان على مسامع نظيره الإسرائيلي إيال هولاتا، خلال اللقاء الذي جرى بينهما يوم أمس الثلاثاء في واشنطن، ما قاله الرئيس الامريكي جو بايدن لرئيس وزراء الكيان الاسرئيلي نفتالي بينيت، من ان الادارة الامريكية "ترى الدبلوماسية أفضل سبيل للتأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي".

العالم يقال ان

البيان الصادر عن البيت الابيض حول هذا اللقاء، ذكر ايضا ان "كلا الطرفين تبادلا الآراء حول أحد التحديات التي تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، وأعربا عن التصميم المشترك على التصدي للتهديدات التي تواجهها إسرائيل والشركاء الإقليميين".

من المعروف ان زيارة "مستشار الأمن القومي الإسرائيلي" والوفد المرافق له الى واشنطن، وفقا للبيان الامريكي، تأتي في إطار "اجتماعات الفريق التشاوري الاستراتيجي الأمريكي الاسرائيلي"، بينما اكدت مصادر أخرى ان الزيارة تأتي في إطار المحاولات المستميتة التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي لوضع العراقيل امام عودة امريكا الى الاتفاق النووي، او على الاقل التأثير على المفاوضات النووية التي قد تبدأ في اي لحظة.

من الواضح ان ارسال الكيان الاسرائيلي لمستشاره للامن القومي الى واشنطن بهذه العجالة، والذي ترافق مع تقارير صحفية، تقف وراءها "اسرائيل" واليمين الامريكي المتصهين، قللت من فترة حصول ايران على اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية الى "شهر واحد"!!، يعيد للاذهان المحاولات الي قام بها رئيس الوزراء السابق للكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2015 لإفشال المفاوضات النووية، عندما كان "يؤكد" حينها ان ايران على بعد اشهر قليلة لانتاج قنبلة نووية!.

يبدو ان ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن على علم بأساليب "إسرائيل" وسلوكيات زعمائها، الذين يتصرفون كالطفل المدلل الذي يطلب من والده اشياء ليس بمقدوره ان يوفرها له، وبسبب الالحاح الممل للطفل النكدي وصراخه المتواصل، يضطر الاب الى ان يكذب، عبر القول انه سيحقق له هذه المطالب في اقرب فرصة، عسى ان يكف الطفل عن الالحاح والنكدية.

بهذا الاسلوب تعامل ساليفان مع الحاح ونكد هولاتا، بعد ان أخبره، بـ"الالتزام الثابت للرئيس بايدن بأمن إسرائيل وضمان عدم حصول إيران على الأسلحة النووية.. وإذا فشلت الدبلوماسية فإن الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى خيارات أخرى".

لا يحتاج الامر لشرح مفصل لطبيعة العلاقة بين أمريكا و "اسرائيل" ، ولا لشرح موقف هذا الثنائي من الجمهورية الاسلامية في ايران، للقول ان امريكا ليست بحاجة لالحاح "اسرائيل" لمهاجمة ايران، ليس فقط بسبب برنامجها النووي او الصاروخي، بل ان وجود هذه الجمهورية بحد ذاته، هو خطر على مصالح امريكا غير الشرعية في المنطقة وعلى "اسرائيل"، الا ان امريكا تعلم في المقابل، ان ايران وصلت الى درجة من القوة قبرت والى الابد فكرة مهاجمتها، حتى في عقول اكثر المسؤولين الامريكيين تطرفا وحقدا على ايران، كما ان امريكا، كما هي "اسرائيل"، تعلم ان ايران ليست في وارد انتاج قنبلة نووية، وان كل هذه الحرب النفسية والسياسية والارهاب الاقتصادي، التي تُشن على ايران، هو من أجل منع تطورها العلمي والتقني ووصولها الى لاكتفاء الذاتي وتقليص تبعيتها للخارج، عندها يمكن ان تتحول الى قوة اقليمية كبرى، تغير المعادلات الدولية لصالح الشعوب، ومن بينها الشعوب الاسلامية والعربية، وفي مقدمة هذه الشعوب الشعب الفلسطيني.