الردود المحتملة للرد على العدوان الاخير على تدمر 

الردود المحتملة للرد على العدوان الاخير على تدمر 
الخميس ١٤ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : العدوان الاخير الذي تعرضت له منطقة تدمر السورية مساء امس الاربعاء اسفر وبحسب الانباء الواردة عن استشهاد مقاتل وإصابة عدد آخر من المقاتلين المتمركزين في هذه المنطقة بجروح .

الاعراب

-بعد العدوان الجوي الصهيوني الأخير على مطار "تي فور" وعدم الرد الذي كان بالطبع بسبب الصبر الاستراتيجي لمحور المقاومة، تعرضت منطقة تدمر الاستراتيجية في منطقة حمص مساء امس لغارة جوية غاشمة. رغم انه لا الكيان الاسرائيلي ولا امريكا لم يعلنا رسميا مسؤوليتهما عن هذه الغارة ، لكن وبما ان انطلاقة الغارة ونهايتها كانت من منطقة التنف ، أي المنطقة التي تحتلها القوات الامريكية ، فلا يوجد اي شك في تحديد المتورطين في هذه العملية ، وبالطبع يجب البحث عن الأسباب والأهداف ايضا.

-رداً على عدوان الليلة الماضية اصدرت غرفة العمليات المشتركة لحلفاء سوريا ، بيانا كان غير مسبوق من جهة وتوعدت فيه برد مرير على العملية من جهة اخرى، ما يعني أن صبر حلفاء سوريا في هذا البلد قد نفد ازاء مثل هذه التصرفات الاسرائيلية ، والمعنى الآخر هو أنه بحسب ما يقوله العرب ، يجب على "إسرائيل" أن تقف من الآن فصاعدا على قدم ونصف ، وتعيش بالطبع حالة من الخوف والترقب بانتظار الرد .

- يمكن تحليل اسباب قيام الكيان الصهيوني بمثل هذه الخطوة في مثل هذه الظروف والاهداف التي يتوخاها من خلال عدة قضايا منها، تزامن لقاء وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن مع نظيريه الإسرائيلي والإماراتي في واشنطن أمس من جهة، والتهديد الذي اطلقه الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة بشان انطلاق حرب جديدة مع الكيان الاسرائيلي تآزرا مع مطالب الاسرى الفلسطينيين من جهة اخرى، وأخيراً الزيارة المرتقبة لـ "إنريكي مورا" الى طهران اليوم لمناقشة الملف النووي الايراني.

-تم خلال الآونة الأخيرة ، تسريب خطة أردنية إلى وسائل الإعلام، قدم فيها ملك الأردن 4 مقترحات تدعو الدول المعادية سابقا إلى التقرب من الحكومة السورية وما وُصف بمساعدتها . الهدف الاساسي من هذه الخطة هو ابعاد ايران وحلفاء سوريا من عناصر المقاومة عن هذا البلد . وعلى هذا الاساس يمكن وصف عدوان الامس بانه هجوم مدروس ومبيت بعلامة تجارية عبرية أمريكية عربية .

-لا شك أن الانتقام من قبل حلفاء سوريا حيال عدوان الامس على تدمر أمر مؤكد ، ولكن في اي مساحة جغرافية سيكون هذا الانتقام وبأي مستوى ، يمكن التكهن بسيناريوهات مختلفة . الافتراض الاول هو انه سيكون من جنس العدوان الذي تم امس وفي هذه الحالة يجب ان يكون اعنف وفي منطقة جغرافية استراتيجية للكيان الاسرائيلي . الافتراض الثاني هو الانتقام بشكل واطار جديد وهو ما اختبرته المقاومة مؤخرا ، أي الانتقام من هذا الكيان في أضعف نقطة واكثرها هشاشة ، ألا وهو الانتقام في البحر وقضية السفن. القيام بهجمات سايبرية داخل الكيان الاسرائيلي ايضا من الخيارات الاخرى التي لا يمكن تجاهلها خاصة وانها اثبتت نجاعتها في مناسبات عدة . بما ان ادبيات المقاومة فيما يخص الانتقام تعني بان الرد يجب ان يكون اقوى من العدوان، فيمكننا من الان سماع آهات وعويل وبكاء الصهاينة من ألم ووجع الرد الذي سيكون أقوى من عدوان تدمر .

-فهل ستكون حكومة بنت- لابيد الهشة بعد انتقام حلفاء سوريا ردا على عدوان الليلة الماضية وبالطبع العدوان على "تي فور"، قادرة على تحمل الصدمة والاستمرار في الحكم؟. يبدو ان هذا الامر مستبعد، خاصة أنه بمجرد خروج صوت واحد فقط من سلة الائتلاف الهش الحالي سيكون انهيار الحكومة امر محتوم ومؤكد، وبالطبع فان نتنياهو والمعارضين الآخرين للسلطة، يترصدون كالثعالب الماكرة ، ليرتكب ائتلاف بنيت-لابيد خطأه الأول والاخير .