جعجع نجم الاعلام الاسرائيلي في جريمة عين الرمانة 

جعجع نجم الاعلام الاسرائيلي في جريمة عين الرمانة 
الجمعة ١٥ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٣:٥٨ بتوقيت غرينتش

منذ ساعات الصباح وانا اتنقل بين المواقع الاسرائيلية راصدا العين الإسرائيلية وكيف تنظر الى ما حدث على مفرق الشياح عين الرمانة من عمليات قنص طالت المتظاهرين ، نجم المواقع الاسرائيلية والقنوات الاسرائيلية كان سمير جعجع وتحريضه المباشر على القتل .

العالم - قضية اليوم

الغريب أن الاعلام الاسرائيلي وبعض الاعلام العربي المدعوم سعوديا كان متناغما في قلب الحقيقة وتحريف المصطلحات والتوصيف الخبيث لما حدث ، الإعلام الإسرائيلي كان يرقص على الدم اللبناني ويرقص طربا اكثر لكلمات سمير جعجع - الحليف - وهو يدعو للقتل ، وبين السطور كان هذا الاعلام يحاول اظهار قائد القوات اللبنانية وكأنه القائد الملهم الذي يدافع عن المسيحيين واكثر من ذلك وكأن الرجل يواجه ما وصفه الاعلام الاسرائيلي بهيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية ، اكثر ما اثار غضب الاسرائيليين البيان الذي صدر عن حزب الله وحركة امل والذي دعا اللبنانيين الى تجنب الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي ، في تل ابيب كانوا يفركون ايديهم فرحا والرصاص يتطاير في عين الرمانة ظنا ان حربا اهلية لبنانية ثانية انطلقت شرارتها في ذات المكان الذي انطلقت منه شرارة الحرب الاهلية الاولى ، وكانت الاماني لديهم ان تنفجر الاوضاع وان لا يسحب فتيل الانفجار ، بالنسبة لهم هذه الفرصة المواتية كي تنشغل المقاومة اللبنانية في ازمة جديدة وفي صراع طائفي ودوامة داخلية لا تنتهي ، منذ عقود وكيان الاحتلال الاسرائيلي يعزف على وتر الطائفية والازمة المسيحية ووصف المسيحيين في لبنان بالمستضعفين الذين لا يجدون نصيرا لهم ويعانون من الاضطهاد وكلما تم العزف على هذا الوترً جيء بجعجع ليكون المثال الصارخ على ما تروج له تل ابيب ، المشكلة ان الاعلام الاسرائيلي لا ينظر الى التيار الاخر من المسيحيين الرافض لاي وصاية غربية والمتمسك بالمقاومة والذي يعتبر ان الصراع مع المحتل هو الصراع الرئيس وان الخلاف في الداخل اللبناني خلاف اشقاء وليس تناقض مع اعداء ، في تل ابيب لا يعرفون الا سمير جعجع من المسحيين ويحاولون ابرازه كحامي حمى المسحيين وصاحب اليد البيضاء والباحث عن حرية المسحيين من جبروت الغير ، لكني لا اذكر مثلا انني رايت الوزير سليمان فرنجنية شاهدا في اعلام الاحتلال الا اذا كان فرنجية ليس مسيحيا ولا يمثل المسيحيين ، ان التاريخ الحديث يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الاحتلاًل الاسرائيلي يبحث عن حرب اهلية لبنانية لا تبق ولا تذر ، حرب يختلط فيه الدم الشيعي بالدم السني بالدم المسيحي والدرزي اختلاطا يكرس لبنان الذي يريده المحتل متهلهلا ضعيفا منقسما على ذاته ،المنتهك لحرماته وسيادته الضائعة في بحار الطامعين والطامحين والغائبين عن الواقع والمحركين لاي واقع نتائجه لمصالحهم الضيقة.

فارس الصرفندي