الجزائر تعرقل محاولات "إسرائيل" للتسلل الى الإتحاد الإفريقي

الجزائر تعرقل محاولات
السبت ١٦ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠١:٥١ بتوقيت غرينتش

تحت عنوان "الجزائر بحاجة لتحرير ثان" نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للصحافي والكاتب فرنسيسكو سيرانو قال فيه إن الجزائر بحاجة لتحرير ثان من حكامها المستبدين المسنين، وترافق المقال مع مقالات عديدة تنشرها الصحافة الفرنسية منذ فترة، جميعها تطعن بالجزائر ونظامها السياسي، الى جانب المواقف العنصرية للرئيس الفرنسي ضد الجزائر كدولة وشعب وتاريخ.

العالم كشكول

اللافت ان الهجمة التي تتعرض لها الجزائر لم تقتصر على الحرب النفسية والاعلامية والتحريض العرقي والعنصري، بل لها جوانب عملية خطيرة، استهدفت وحدة اراضي الجزائر، عبر تجنيد العصابات والمرتزقة والعملاء والمغرر بهم من الجزائريين، ومن هذه الجوانب العملية للهجمة ضد الجزائر، ما أعلنت عنه المديرية العامة للأمن الوطني، يوم امس الجمعة ، عندما كشفت عن إحباط مخطط مؤامرة يعود إلى عام 2014، تقف وراءه "إسرائيل" ، و"دولة اخرى في شمال افريقيا"، هدفه التحضير لتنفيذ عمل مسلح داخل التراب الوطني وذلك بتواطؤ أطراف داخلية تتبنّى النزعة الانفصالية.

وجاء في بيان للمديرية العامة للأمن الوطني أوردته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن "مصالح الأمن الوطني تمكنت، الأسبوع الجاري، من تفكيك نشاط جماعة إجرامية تنتمي إلى المنظمة الإرهابية (الماك)، تنشط على مستوى ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة، مع توقيف 17 مشتبها بهم.

وبحسب البيان اعترف المشتبه بهم بأنهم كانوا "على تواصل دائم مع جهات أجنبية عبر الفضاء السيبراني، تنشط تحت غطاء جمعيات ومنظمات للمجتمع المدني متواجدة بالكيان الصهيوني ودولة من شمال إفريقيا"، ولم يحدد البيان الدولة الافريقية المشار إليها، إلا أن الجزائر كانت قد قطعت في آب/أغسطس علاقاتها مع المغرب، التي طبعت مؤخرا علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي.

اذا عُرف سبب كل هذا العداء الامريكي الفرنسي ، للجزائر، لبطل العجب، فهذا البلد الاسلامي العريق، معروف عنه تمسكه الصارم بثوابت الامتين العربية والاسلامية وفي مقدمة هذه الثوبت القضية الفلسيطينية، ونصرة الحق الفلسطيني، يوم عز الناصر. ورفضه القاطع والحازم للتطبيع مع "اسرائيل"، يوم بات الاعراب يتنافسون ايهم اكثر تطبيعا مع مغتصب الارض والعرض والمقدسات الاسلامية. ودعمه الوضح لمحور المقاومة امام المحور الامريكي الاسرائيلي العبري العربي، يوم اختلطت الامور على الكثيرين، وباتوا لا يميزون بين العدو والصديق، غارقين في وحول الطائفية والعنصرية.

ومن الاسباب الاخرى لعداء التحالف الامريكي الغربي الاسرائيلي العربي الرجعي للجزائر، هو وقوف الجزائر كالسد المنيع امام تغلغل "اسرائيل" في القارة الافريقية، ففي 22 يوليو/تموز الماضي، أعلنت وزارة الخارجية في الكيان الاسرائيلي ان سفيرها لدى إثيوبيا، أدماسو الالي، قدم أوراق اعتماده عضوا مراقبا لدى الاتحاد الإفريقي، الا ان الجزائر وبعد ثلاثة ايام من ذلك التاريخ وتحديدا في 25 يوليو / تموز الماضي، وعبر بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، رفضت قبول "إسرائيل" كمراقب جديد بالاتحاد، مؤكدة أن القرار اتخذته مفوضية الاتحاد دون مشاورات مع الدول الاعضاء.

يوم أمس الجمعة، كشف وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام محلية عقب نهاية أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي الذي عقد يومي 14 و 15 أكتوبر/تشرين الاول الجاري، عن أن ملف منح "إسرائيل" صفة عضو مراقب بالاتحاد الإفريقي، سيعرض على القمة المقررة للكيان شهر فبراير/شباط القادم.

الجزائر نجحت في الوقوف في وجه قرار مفوضية الاتحاد الافريقي، عندما دفعت المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي لدراسة القضية، بفضل اقتراح من الجزائر ونيجيريا ودعمته أغلبية وزراء الخارجية الأفارقة، حيث تم الموافقة على عرض القضية على قمة رؤساء دول الاتحاد في شباط/ فبراير المقبل. وقال لعمامرة "يحدونا الأمل في أن يكون مؤتمر القمة بمثابة بداية صحيحة لافريقيا جديرة بتاريخها وألا تؤيد انقساما لا يمكن تداركه مستقبلا".

يوما بعد يوم، تؤكد الجزائر ان الحق يبقى حقا، والباطل يبقى باطلا، ولن يغير الزمن وتقلب الظروف في هذه الحقيقة الثابتة، ومهما تكالبت قوى الشر والاستعمار والهيمنة، على المحافل الدولية، فهذه الجزائر كانت في البداية وحيدة، الا انها وبفضل ارادتها تمكنت من كسب اصوات دول اخرى في القارة الافريقية الى جانبها، لمنع تسلل الكيان الاسرائيلي الى افريقيا، بعد ان تصور هذا الكيان ، ان القارة السمراء اصبحت مرتعا وملعبا له.