إلهام علييف.. والإصرار على الكذب

إلهام علييف.. والإصرار على الكذب
السبت ١٦ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

اغلب المراقبين للعلاقة بين ايران وجمهورية اذربيجان إستغربوا، سلسلة الاكاذيب والافتراءات الصارخة والفاضحة، التي اطلقها رئيس جمهورية اذربيجان الهام علييف ضد ايران في الكلمة التي القاها خلال قمة دول المصالح المشتركة، ورغم ان هذا الاستغراب كان بسبب حجم الكذب، الا انه في جانب كبير منه يعود الى، تناقض تلك الاكاذيب مع الحقائق الموجودة على الارض.

العالمكشكول

اكبر تلك الاكاذيب واكثرها تناقضا مع بديهيات ما هو معروف عالميا، كانت" تهريب إيران وأرمينيا المخدرات إلى أوروبا عبر اراضي جمهورية أذربيجان المحتلة على مدار الثلاثين عاما الماضية"، فهذه الكذبة الكبرى، لا تتناقض مع الحقائق على الارض وتقارير الامم المتحدة فقط، بل انها تنطبق على جمهورية اذربيجان التي تواطأت مع امريكا ، في تهريب المخدرات من افغانستان الى اوروبا، تحت يافطة قوات حفظ السلام في افغانستان.

اولا، وفقا لتقارير المنظمات الدولية، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ، وهي الجهة العالمية والقانونية لمكافحة المخدرات، فإن إيران دولة رائدة في مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لعام 2020 ، فإن حوالي 90٪ من الاكتشافات العالمية في مجال الأفيون ، و 48٪ في مجال المورفين ، و 26٪ في مجال الهيروين تتم من قبل إيران". وهذا يعني أنه لا توجد دولة مثل إيران لعبت مثل هذا الدور والمستوى في مكافحة المخدرات وتعزيز الأمن العالمي للمجتمع الدولي، ففي عام 2020 فقط، اكتشفت إيران 1200 طن من المخدرات وقامت بتدميرها، وقدمت على هذا السبيل، الالاف من الشهداء من اجل انقاذ العالم من خطر المخدرات، التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات الانسانية.

في المقابل كانت امريكا وحلفاؤها في المنطقة والعالم، منهم جمهورية اذربيجان، سببا في زيادة زراعة المخدرات في افغانستان، التي تعتبر المصدر الاول للمخدرات في العالم، خلال الاعوام السابقة لاسيما بعد احتلال افغانستان عام 2001، حيث تشير الاحصائيات الى ان زراعة المخدرات زادت 40 مرة مقارنة بالسابق، لان امريكا لم تشجع على الزراعة البديلة فحسب، بل تعمدت هي وحلفاؤها، على استغلال زراعة المخدرات من اجل الاستفادة من عائدات التهريب لتغطية نفقات الحرب في أفغانستان واحتلال المنطقة ، ولهذا نشهد حاليا رواج المخدرات الصناعية الى جانب المخدرات التقليدية في افغانستان.

أما جمهورية أذربيجان، فقد لعبت دورا رئيسيا في تهريب المخدرات الأفغانية إلى أوروبا بالتعاون مع الأمريكيين، عبر طريقين، الاول عبر حماية حقول الخشخاش في أفغانستان، من قبل قواتها التي كانت منضوية في إطار قوات حفظ السلام في أفغانستان، والطريق الثاني عبر رحلات الطائرات الأمريكية، التي كانت تنقل المخدرات من افغانستان الى باكو من باكو الى الدول الاوروبية، تحت غطااء عمليات النقل العسكرية واللوجستية والدعم.

العارفون بخفايا التطورات الخطيرة التي شهدتها الحدود الايرانية مع جمهورية اذربيجان، يدركون جيدا السبب الرئيسي الذي دعا علييف الى ان يسطر كل هذه الاكاذيب مرة واحدة، وان يصر على تكرار أخطائه مع ايران، فالرجل تفاجأ من ردة فعل ايران القوية إزاء محاولات تركيا والكيان الاسرائيلي، لقطع اي ارتباط جغرافي بين ايران وارمينيا، من خلال شن هجوم على الممر الاخير الذي يربط ايران بأرمينيا، وقطع اي ارتباط بين ايران وبين وارمينيا ودول القوقاز وروسيا واوروبا، وقد تم التحضير لهذا الهجوم بشكل كامل، الا ان ايران ومن خلال اجراء مناورات "فاتحو خيبر" الكبرى على الحدود مع جمهورية اذربيجان، ارسلت برسالة قوية لا لبس فيها، انها لا تتساهل بشأن امنها القومي، ولن تسمح بوجود الموساد ومراكز التجسس الاسرائيلية، والعصابات التكفيرية التي نقلتها تركيا من سوريا، الى حدودها، الامر الذي قلب الطاولة على المخططات الاسرائيلية التركية، و جعل علييف يُلصق بإيران وارمينيا، تهما كاذبة، وهي تهم كان يقوم بها هو نفسه خدمة لحليفه الامريكي.