تركيا تبرر تدخلها العسكري في المنطقة.. انه من أجل مساعدة المحتاجين!!

تركيا تبرر تدخلها العسكري في المنطقة.. انه من أجل مساعدة المحتاجين!!
الأربعاء ٢٠ أكتوبر ٢٠٢١ - ١١:٢١ بتوقيت غرينتش

"وجود تركيا في سوريا وليبيا يمثل ضمانا للاستقرار فيهما.. إن تركيا تستخدم قوتها الصارمة بهدف تفعيل العملية الدبلوماسية.. ان مفهوم القوة لدى تركيا يتمثل في السعي لحل الخلافات والمشاكل بالطرق الدبلوماسية والتعاون والتضامن.. تركيا تسعى لإقامة نظام دولي يستخدم القوة من أجل الخير ومساعدة المحتاجين"!!، هذ الكلام المتناقض حتى مع البديهيات، هو لوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قاله خلال مشاركته في "منتدى تي آر تي وورلد 2021" الافتراضي يوم امس الثلاثاء.

العالم كشكول

هذا الكلام ليس لصحفي تركي يُطبل لسياسة بلاده ويجعل من الأسود ابيض ومن الأبيض أسود، ولا لشخص عادي متعصب لسياسة بلاده يدور معها حيث دارت ولا يقيم وزنا للمنطق السياسي ولا للمنطق الدارج حتى، بل هو لرجل يدعي انه يمثل الدبلوماسية التركية، وعليه ان يُقنع العالم بسياسة بلاده، ويبرر تواجد الجيوش والمرتزقة الاتراك في سوريا وليبيا وافغانستان، فلم يجد غير هذا التبرير اللا مبرر، تُرى من هي الجهة التي خولت تركيا ان تستخدم القوة الصارمة لتفعيل العملية السياسية في الدول الاخرى؟، وكيف يمكن فهم استخدام القوة العسكرية من قبل تركيا لحل المشاكل بالطرق الدبلوماسية؟، ومن الذي دون النظام الداخلي لهذا النظام الدولي الذي يقوم على استخدام القوة العسكرية من اجل الخير ومساعدة المحتاجين؟.

يبدو ان مهمة تشاووش اوغلو في الدفاع عن احلام اردوغان الامبراطورية صعبة جدا وتكاد تكون مستحيلة، فبأي منطق يمكن ان يقنع العالم ان القواعد العسكرية التركية في شمال العراق والموجودة في عمق الاراضي العراقية، وكذلك القصف التركي المستمر لقرى وبلدات شمال العراق هو من اجل السلام ومساعدة المحتاجين؟، أي منطق يمكن ان يُقنع العالم ، ان الاحتلال التركي لمساحات واسعة من الاراضي السورية، واقامة قواعد عسكرية فيها، واستقدام عشرات الالاف من المرتزقة اليها، بعد تدريبهم وتسليحهم بهدف تغيير الطبيعة الديمغرافية لهذه المناطق، بانها من اجل الخير والسلام؟، ما هذا المنطق الذي يبرر ارسال الالاف من المسلحين التكفيريين الارهابيين، التابعين لتركيا، من شمال سوريا الى ليبيا، البلد الذي مزقته الحرب منذ اكثر من 10 سنوات، بأنه من اجل إحلال السلام والاستقرار في هذا البلد؟، كيف يمكن تبرير التورط العسكري الواضح لتركيا في الحرب التي دارت بين جمهورية اذربيجان وارمينيا، ونقلها الالاف من المرتزقة التكفيريين التي استقدمتهم من مختلف انحاء العالم الى الحدود بين جمهورية اذربيجان وايران، والمشاركة في الحرب الدائرة الى جانب جواسيس وعناصر الموساد الاسرائيلي، بأنها تندرج في إطار سياسة حسن الجوار مع الجيران التي تنتهجها تركيا؟.

تخبط تشاووش اوغلو، والتناقض الفاضح في كلامه، ليس مرده ان الرجل لا يحسن الكلام ولا يفهم بالدبلوماسية، فهو كان مرآة صادقة للسياسة المتخبطة والمتناقضة التي تنتهجها تركيا في المنطقة، وهذا التخبط والتناقض، يعود الى اهداف هذه السياسة، وفي مقدمة هذه الاهداف احلام العودة الى الماضي، وهي عودة تتناقض مع حركة التاريخ.