علماء الدول الإسلامية يشاركون في مراسم منح جائزة المصطفى (ص) + صور

علماء الدول الإسلامية يشاركون في مراسم منح جائزة المصطفى (ص) + صور
الجمعة ٢٢ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

أقامت مؤسسة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للعلوم والتكنولوجيا مساء أمس الخميس، مراسم منح جائزة المصطفى بدورتها الرابعة في طهران.

العالم - ايران
وأقيمت المراسم بمشاركة العلماء الفائزين بالجائزة وشخصيا ت علمية بارزة على مستوى العالم السلامي، وممثلين عن المنظمات الدولية، إضافةً إلى الحضور الواسع لوسائل الاعلام المحليّة والأجنبيّة .
وفي كلمته خلال المراسم قال المهندس صفاري نيا مدير عام جائزة المصطفى (ص) أن الجائزة المصطفى تعد اليوم دافعاً فعالاً لاعادة الحياة إلى محركات الحكمة والفكر في العالم ا لسلامي حيث تعود ينابيع المعرفة إلى الغليان مرة أخرى في قلب هذا العالم .
واشار الى أن الجائزة لا تقتصر على تكريم العلماء و إنما أيضاً توضيح الطريق والمسار الذي أوصلهم إلى الانجازات المختلفة التي من شأنها إيجاد نظام متنوع من التفاعلات التي تخدم رفاهية البشرية، وتعمل على إحياء الفكر في المراكز الاجتماعية والعلمية في العالم الاسلامي .
ونوّه صفاري نيا إلى الجهود المبذولة لايجاد بيئة تجتمع فيها أفضل العلوم والتكنولوجيا في العالم الاسلامي بغية حل المشاكل التي تواجه هذا العالم، ولذلك تمّ العمل على برنامج تبادل الخبرات العلمية والتكنولوجية "ستيب" بالتعاون مع 14 مركز اً علمياً، حيث تم عقد ندوات وبرامج علمية متنوعة بما فيها برامج تعميم المعرفة والعلوم، واجتماعات مقاهي العلم وذلك من أجل تعريف ضيوف الجائزة بالامكانات العلمية والتكنولوجية .
ولفت الى أن المؤسسة استطاعت تمهيد الأرضية لتطوير التعاون العلمي والتكنولوجي في العالم الاسلامي من خلال إنشاء شبكات تضم ما يقرب من 6500 شخص من 50 دولة، والتعاون مع 910 مراكز من المراكز العلمية الدولية المرموقة، وتوفيّر الدورات وورش العمل للقيام بالأبحاث العلمية، وعقد حتى الآن أكثر من 13 مؤتمر اً علمياً في أربع.
من جانبه أشار الدكتور حسن ظهور، رئيس لجنة التخطيط لجائزة المصطفى(ص) إلى الترحيب الكبيّر الذي شهدته الدعوة إلى الدورة الرابعة لجائزة المصطفى (ص)، وقال: نشرت الدعوة للجائزة في النصف الثاني من عام 2019 ، ورحب بها حوالي 3300 عالم بارز و 850 مركزاً علمياً، وبعد عملية مراجعة إنجازات العلماء وتقييمها خلال العامين المنصرمين ، وبناءً على مؤشرات الانجاز وتأثيره، تم اختيار 484 عملاً في كل من مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وعلم الأحياء والطب وتقنيات النانو، بالاضافة إلى جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا، حيث وصل من هذه الانجازات 11 عملاً إلى مرحلة التقييم النهائي، ومن مجمل الانجازات التي وصلت إلى مرحلة التقييم النهائية، تمّ اختيار خمسة أعمال ليتم تكريم أصحابها في هذه الدورة.
واشار الى أن الفائز الأول بجائزة المصطفى (ص) هو البروفيسور اللبناني محمد الصائغ، أستاذ الطب والمناعة في الجامعة الأمريكية في بيّروت، وقد حاز على الجائزة في مجال االطب، حيث ركّز على فهم آلية رفض الجهاز المناعي لعملية الزرع وطريقة خداعه، وفي هذا السياق، ابتكر الصائغ استراتيجيات علاجية محددة لمنع أو وقف عملية رفض الأعضاء .
أما الفائز الثاني هو البروفيسور المغربي يحيى تيعلاتي، أستاذ الفيزياء بجامعة محمد الخامس، وقد حاز على الجائزة نتيجه أعماله وجهوده في مجال الفيزياء النظرية والجسيمات، حيث قام تيعلاتي بعملية رصد عملية تشتت الضوء بالضوء، ورسمت النتائج التي توصّل إليها صورةً لوجود أحادية القطب المغناطيسي، والتي تغيّ فهم الديناميكا الكهربائية .
الفائز الثالث هو البروفيسور الايراني كامران وفا، أستاذ الفيزياء بجامعة هارفارد، وقد حاز على الجائزة في مجال الفيزياء النظرية، وتحديداً نتيجة عمله على نظرية F، حيث ساعدت هذه النظرية الباحثين على وصف كل شيء بشكل هندسي ، ومن خلالها سيكون من الممكن استخدام التقنيات الجبرية في مواجهة المشكلات الهندسية لتحليل الطرق المختلفة لضغط الأبعاد الضافية في نظرية F .
الفائز الرابع هو البروفيسور الباكستاني محمد إقبال تشودري، رئيس مركز ICCBS في جامعة كراتشي، وقد حاز على الجائزة في مجال الكيمياء الحيوية العضوية، حيث نجح في اكتشاف جزيئات جذابة تتمتّع بتطبيقات علاجيّة نتيجةً لفهمه العميق للمبادئ الكيميائية والعمليات البيولوجية .
الفائز الخامس هو البروفيسور البنجلاديشي زاهد حسن، أستاذ الفيزياء بجامعة برينستون، وقد حاز على الجائزة نتيجة أعماله على أشباه معادن ويل فيّميون في مجال فيزياء الكم، حيث أن أشباه المعادن هذه يمكنها التحرك بسرعة أكبر من سرعة التيارات الكهربائية، الأمر الذي يمكن أن يكون له تطبيقات مثيّة كالترانزستورات فائقة السرعة، أو حتّى أنواع متطورة من إلكترونيات الكم والليزر.

واختتم الدكتور حسن ظهور كلمته بالقول: تفخر مجموعة العمل العلمية لجائزة المصطفى (ص) بتوفيّ الأساس لحياء التاريخ العلمي والثقافي للعالم السلامي من خلال تقديم هذه الشخصيات الناجحة في مجالات العلوم والتكنولوجيا .
ومن جانبه عبّر الدكتور سورنا ستاري، رئيس لجنة التخطيط في مؤسسة المصطفى (ص) عن سعادته للقاء الشخصيات العلمية للعالم السلامي، مشدّداً على ضرورة استثمار ذكرى ولادة النبي محمد)ص( وتحويل الاختلافات بين المسلمين إلى فرصة لتقوية الروابط في المجتمع السلامي .

وأردف ستّاري: يمكن للمجتمع السلامي اليوم أن يوفر الأرضية لمبادرات جديدة للارتقاء بمسلمي العالم، كما يمكن للعلوم والتكنولوجيا - بسبب طبيعتها المتعددة الثقافات - أن تكون بمثابة إطار للتعاون بين الدول السلامية .
وأكمل رئيس لجنة التخطيط في مؤسسة المصطفى (ص): في الوضع الحالي حيث تواجه الدول السلامية تحديات اجتماعية كبيّة، يقع على عاتق جميع المفكرين والعلماء العظماء في العالم السلامي أن يكونوا حاملي راية المبادرات الثقافية المشتركة .
كما أشار الدكتور سورنا ستاري إلى جهود مؤسسة المصطفى (ص) للارتقاء بالعالم السلامي فقال: تتركز جهودي وزملائي في مؤسسة المصطفى (ص) على استخدام العلم والتكنولوجيا كعنص لبناء الفرص وتعزيز ن ظ م الأخوّة والتسامح في المجتمع السلامي.
رافق المراسم عرض وثائقيّات مصوّرة للحائزين على جائزة المصطفى (ص) بدورتها الرابعة تخلّلها كلماتٌ لكل من الحائزين الذين شكروا مؤسسة المصطفى (ص) على تكريمهم واهتمامها بتنمية العلوم والتكنولوجيا في العالم السلاميّ .

فبدوره عبّر البروفيسور محمد الصائغ، أستاذ الطب والمناعة في الجامعة ا لأمريكية في لبنان عن افتخاره الكبيّ لكونه أحد الحاصلين على جائزة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا مشيّاً إلى إنجازه العلمي في تقديم علاجات جديدة لتحسين نتائج الطعم الخيفي الكلوي والقلبي .
و أضاف الصائغ بأنه ومنذ الصغ ر لم يخفي انجذابه الكبيّ ل لية الق ر آنية الكريمة ))هَل يَستَوِي الَّذِينَ يَعلَ مونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعلَ مونَ(( والتي كانت مرافقة له في مسيّته العلمية التي قضى 25 عاماً منها في طلب العلم، حيث كان هدفه الرئيس من التحصيل العلمي هو إتقان البحث التقني والعلمي على حدّ وصفه .
وفي ختام كلمته، وجه البروفيسور محمد الصائغ شكره لمؤسسة المصطفى (ص) على جهودها الحثيثة في تطوير ونشر العلوم والمعارف في البلدان السلامية، كما خص عائ لته بشك ر كبيّ .
أما الحاصل على جائزة المصطفى (ص) في مجال العل وم وتكنولوجيا الاتصلات والمعلومات البروفيسور المغربي يحيى تيعلاتي، فقد أكد على أن الحصول على جائزة المصطفى (ص) المرموقة هو شرف عظيم، مقدماً بالغ شكره لمؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا لجهودها الجبارة في تعزيز التمي ز العلمي في العالم الاسلامي .
وشدّ د تيعلاتي على أنه سيستمر في نشاطاته العلمية التي تخدم العالم الاسلامي خاصةً والعالم بشكل عام، معتبر اً أن تكريمه من قبل مؤسسة المصطفى (ص) سيمهد الطريق ليكون مصدر إلهام للكثيّ من العلماء والباحثين .
ومن جهته عّبر البروفيسور كامران وفا عن سعادته الغامرة نتيجة لاختياره كحائ ز على هذه الجائزة، معتبراً أن وجود جائزة المصطفى (ص) بصفتها العالمية يعني أنّه لا حدود للعلم .
وأضاف وفا: انطلاقاً من جائزة المصطفى (ص)، يجب إحياء دور العالم السلامي من تطوير وتنمية العلم من جديد، وذلك على اعتبار أن المسلمين يشكلون نسبة كبيّةً من سكان العالم .
وفي لفتة كريمة منه، قام البروفيسور كامران وفا بالعلان عن تقديمه الشق المعنوي من جائزته لزوجته، بينما منح جائزته بشقّها المادي لمنظمة دعم العلوم الأساسية، وذلك في خطوة لتوفيّ أحد مقومات الارتقاء بالعلم في البلدان السلامية على حدّ قوله .
وفي كلمته خلال الحفل، أشار البروفيسور محمد إقبال تشودري إلى أن تعاليمنا الدينية تقودنا إلى طلب العلم من المهد إلى اللحد والسعي وراء المعرفة التي تفيد البشرية، وأضاف: كان هذا الهدف أيض اً المهمة الرئيسية لرحلتي العلمية الطويلة .
ثم وجّه تشودري شكره لمؤسسة المصطفى (ص) فقال: يسعدني أن مساهمتي المتواضعة سيتم الاعتراف بها من خلال هذه الجائزة، فقد عملت بلا كلل للمساهمة في التخفيف من معاناة الناس، حيث أن هذه الجائزة عززت إصراري على مواصلة هذا العمل بهدف مخلص ودوافع ذاتية؛ أنا ممتن جد اً لمؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا وللحائزين ولجنة التحكيم الم شرّفة وللحاضرين الكرام .
واختتم البروفيسور محمد إقبال تشودري كلمته بتوجه الشكر لعائلته وأساتذته وكل الأشخاص الذين وقفوا بجانبه، آملاً بأن يشجع هذا الحفل الذي تقيمه مؤسسة المصطفى (ص) العديد من العلماء والباحثين في العالم السلامي ويحفزهم على مواصلة عملهم لصالح النسانية .
وبدوره عبّر البروفيسور زاهد حسن عن سعادته لاختياره كأحد الحائزين على جائزة المصطفى (ص)، معتبراً أن هذه الجائزة تشكّل حافزاً كبيّاً للعلماء المسلمين لتقديم أفضل ما لديهم بما يخدم العالم السلامي.
وأشار زاهد حسن إلى إنجازه العلمي وعمله على أشباه معادن ويل فيّميون المرتبط ة بمجال فيزياء الكم، موضّحاً أهمية ما توصل إليه مع فريقه البحثي .
وأنهى البروفيسور زاهد حسن كلمته بتوجيه الشكر لمؤسسة المصطفى (ص) على تقديمها هذه الجائزة التي تعتبر أهم جائزة في العالم السلامي، كما وجّه الشكر لعائلته وزوجته بشك ل خاص .
هذا وقد حضر هذه المراسم أيضاً مجموعة من الفنانين والمغنين بما فيهم الفنان اللبناني المعروف معين شريف، حيث غنّى في مدح النبي محمد (ص) بعض الوصلات الغنائية، كما غنى أغنية أمِلَ في كلماتها أن يتخلّص العالم من فيّوس كورونا في وقت قريب .

يذكر أن مؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا تقيم مراسم منح جائزة المصطفى (ص) كل عامين، فقد كانت الدورة الأولى لمنح هذه الجائزة في عام 2015 ، وأمّا الدورة الثانية فقد كانت في عام 2017 ، بينما أ قيمت الدورة الثالثة في عام 2019 ، وشهدنا بالأمس إقامة مراسم منح جائزة المصطفى (ص) بدورتها الرابعة .

كلمات دليلية :