بايدن وبينيت يدفعان نحو حرب عالمية ثالثة!

بايدن وبينيت يدفعان نحو حرب عالمية ثالثة!
الجمعة ٢٢ أكتوبر ٢٠٢١ - ١١:٢٥ بتوقيت غرينتش

لم ينسَ العالم الثنائي الأهوج ترامب ونتنياهو حتى عاد اليوم ثنائي أخطر هم بينيت وبايدن، فمن ينسى لوحة نتنياهو الهزلية حول النووي الايراني في الامم المتحدة ومن ينسى سخريات ترامب المتكررة من الملك السعودي وتهديداته الهوجاء حول ايران والصين، واليوم يطل بينيت وحكومة الاحتلال ليعلنوا نيتهم الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع ايران، ويطل بايدن ليعلن مواجهة مماثلة مع الصين ناهيك عن المواجهة الحامية التي تجري بين الغرب وروسيا.

العالم - يقال ان

نحن هنا لانريد إجراء مقارنات عسكرية أو سياسية بين المواجهات الجارية حول العالم، بل نريد إلقاء نظرة شاملة على سير هذه المواجهات والتي يتسبب بها اليوم صعود شخصين اساسيين هما رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت والرئيس الامريكي جو بايدن.

في عهد بايدن تحاول امريكا الاستدارة نحو آسيا وتحويل تركيزها صوب منطقة المحيطين الهندي والهادئ ومواجهة المارد الصيني المسلح بالاقتصاد عدا النيران والتوسع الروسي العدو التقليدي لها، وهنا تحاول الخروج رويدا رويدا من الشرق الاوسط وهو ما يخلف رعبا اسرائيليا من عدة أشياء أهمها التقارب العربي الايراني، وهنا هناك تحركان سريعان أحدهما التحرك لامريكي نحو آسيا والثاني التحرك الاسرائيلي نحو مواجهة نارية مباشرة مع ايران وأحد هذين التحركين كافي لإشعال حرب عالمية ثالثة.

لطالما كان الشرق الاوسط منطقة متوترة ولطالما علمنا جميعا ان هذه المنطقة قد تفجر حربا عالمية جديدة، لكن مع هذا نعلم ان مساومات بين القوى الكبرى تحكم الاوضاع في الشرق الاوسط، بل وتسعى هذه القوى دائما للحقاظ على حالة من الصراع المستديم في هذه المنطقة الغنية بالنفط من جهة و الاستراتيجية جدا كنقطة وصل بين قارات العالم تجاريا واقتصاديا من جهة أخرى، وبالتالي وضع إمكانيات هذه المنطقة الهائلة دائما ضمن السيطرة، لكن دون أدنى شك فإن نقل هذا الصراع نحو آسيا وغرب آسيا سيجعل نشوب حرب عالمية جديدة أقرب مما نتصور.

بينيت الضعيف الذي يشكل نتنياهو المتباهي عقدة له يسعى لتعزيز إمكانية مواجهة مباشرة مع ايران وقد امتحن ذلك عبر أذربيجان لكن قوة ايران وحكمتها ستفشله، واليوم خصص الكيان الاسرائيلي 1.5 مليار دولار لتعزيز قدرة تسمح له بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية رغم اتفاق العالم أجمع على سلمية هذا البرنامج الايراني بما فيهم أمريكا وحتى بعد انسحاب الارعن ترامب من الاتفاق، نقل الكيان الاسرائيلي الحرب الى مواجهة مباشرة مع ايران يعني آلاف الصواريخ تدمر منشآت الكيان الاسرائيلي التي قد يشكل انفجارها نهاية الكيان الاسرائيلي عمليا.

وضع شخص ضعيف مثل بينيت تحت ضغوط يجعل منه يرتكب الحماقات، كذلك تفعل القوى التي تُسيّر أمريكا التي اتخذت قرارا بالاستدارة نحو الصين بالاستفادة من بايدن صاحب السهوات الكثيرة، وبالطبع لم تأخذ الصين تهديدات بايدن بالدخول في حرب دفاعا عن تايوان على سبيل السهو أو المزاح ولانعتقد ان بايدن أقدم على تهديد من هذا القبيل على سبيل المزاح فقد تؤثر عليه الكهولة لكنه يعلم انه يهدد الصين بالحرب.

روسيا اعتادت على المواجهات مع امريكا وفي عهد ترامب نالت قسطا من الراحة بسبب ان ترامب كان مشغولا بعنصريته النازية في شتم وسب البشر الملونين والمسلمين وقيادة التطبيع والتغزل باسرائيل ونتنياهو وصفقة القرن والعبث اقتصاديا مع الاوروبيين من جهة والصين من جهة أخرى، لانقول ان إدارة بايدن غيرت الكثير من هذه الممارسات الترامبية فهي نظرة أمريكية فوقية عامة لدول العالم لكن الادارة الجديدة فضلت التهادن ولو بالتصريحات والاقتصاد مع الاوروبيين والتشدد ولو حتى بالحرب مع الروسي والصيني.

خلاصة القول ان التهديد الاسرائيلي الذي جاء على لسان قادة الاحتلال وآخرها افيغدور ليبرمان وزير مالية الاحتلال الحالي (وهو وزير حرب سابق) الذي قال بان المواجهة العسكرية مع ايران مسألة وقت فحسب، فهي مثيرة للضحك لان من بيته من زجاج لايهدد الناس بالحجارة و"اسرائيل" ليس لها طاقة حرب تكون فيها وحيدة بالميدان وهي عاجزة أمام غزة القطاع المحاصر من عشرات السنين، واليوم محور المقاومة يرد العدوان الامريكي بضرب الامريكي كما حصل في التنف، فهل الكيان الصهيوني حاضر ان يقدم نفسه قربانا لهكذا حرب قد تشعل حربا عالمية؟! لانعتقد ذلك.