دراسة مفاجئة: الأكل مرة واحدة يومياً يحسن الصحة

دراسة مفاجئة: الأكل مرة واحدة يومياً يحسن الصحة
السبت ٢٣ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

بعدما اعتدنا على سماع نصائح خبراء التغذية والصحة بوجوب تناول 3 وجبات رئيسية يومياً هي وجبات الفطور والغداء والعشاء في سبيل تعزيز الصحة والحفاظ على وزن مثالي، جاءت دراسة جديدة لتدحض هذه النصائح وتقدم معلومة جديدة مفادها أن تناول الأكل مرة واحدة يومياً قد يكون كافياً لتحسين الصحة.

العالم- منوعات

وقد جاءت هذه الدراسة في خضم تزايد الإهتمام ببعض أنواع الحميات أو النُظم الغذائية التي تعتمد التوقف عن تناول الطعام لوقت طويل مثل الصيام المتقطع، وهو نظام يحظى بشعبية كبيرة بين الناس خصوصاً المشاهير.

تناول الطعام لمرات أقل يحسن الصحة ويطيل العمر

ذكرت وكالة فرانس برس، ان هذا ما توصل إليه باحثون من جامعة ويسكونسن الأمريكية، في دراسة أجريت على القوارض ونُشرا نتائجها في دورية "ناتشر ميتابوليزم". وبحسب النتائج المنشورة، فإن تناول الطعام لمرات أقل هو الأفضل لتعزيز الصحة والعمر أكثر من تقليل كمية الطعام.

وتم إخضاع القوارض خلال التجربة، لنظام غذائي خاص بحيث تم إعطاء بعضها الطعام لمرة واحدة يومياً فيما تناولت مجموعة أخرى نفس السعرات الحرارية إنما على عدة مرات خلال اليوم. وتبين في نهاية التجربة، أن الفئة الأولى عاشت لمدة أطول من الفئة الثانية فضلاً عن تحسن عملية التمثيل الغذائية لدى المجموعة الأولى.

وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال دودلي لامينغ، الباحث وقائد الدراسة من جامعة ويسكونسن، إن "العلماء يعرفون منذ نحو قرن أن تقييد السعرات الحرارية يطيل من عمر القوارض. لكن الدراسات السابقة على الفئران ركزت على الصيام غير المقصود للفئران التي تتغذى عادة مرة واحدة فقط في اليوم".

صيام طويل ووجبة واحدة في اليوم

للمزيد من البحث، قام الباحثون بخفض حجم السعرات الحرارية في مجموعتين أخريين بنسبة 30%، فيما سُمح لإحداهما بالحصول على طعام منخفض السعرات الحرارية طيلة اليوم، أما المجموعة الأخرى فحصلت على كمية أقل بنسبة 30% من الطعام العادي لكن على شكل وجبة واحدة، لتدخل في حالة صيام لمدة 21 ساعة.

ليتبين بعد مراجعة نتائج التجربة، أن الفئران التي اتبعت نظاماً غذائياً مقيداً بالسعرات الحرارية مع الصيام لمدة 21 ساعة، عاشت تقريباً نصف عام أكثر من الفئران التي أكلت قدر ما تشاء في أي وقت من اليوم.

كما عاشت الفئران التي تميزت بإمكانية الوصول إلى نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية باستمرار، حياة أقصر قليلاً من المجموعة الأخرى بالرغم من استهلاكها سعرات حرارية أقل في النهاية.

كذلك اختبر الباحثون مجموعة أخرى من القوارض لتناول كمية مماثلة من الطعام مثل المجموعة الضابطة، ولكن لفترة 3 ساعات فقط يليها صيام يومي طويل. فيما أظهرت المجموعة الأخيرة من الفئران، والتي صامت دون الحد من سعراتها الحرارية، نفس الفوائد الصحية مثل المجموعة التي تناولت سعرات حرارية أقل وخضعت للصيام.

وأفاد لامينغ حول هذه النتائج قائلاً: "كانت المجموعتان أكثر قدرة على تنظيم مستويات السكر في الدم وتكييف عملية التمثيل الغذائي بشكل أفضل مع المتطلبات المختلفة خلال اليوم". موضحاً أنه في حين تؤكد الدراسات قصيرة المدى على البشر أن تقييد تناول الطعام لمدة 4 إلى 8 ساعات يوميا "يبدو أن له بعض الفوائد"، فإن النتائج على المدى البعيد غير معروفة حتى الآن، مشيراً إلى عدم معرفة المدة الأفضل في اليوم للصيام حتى الآن، واستجابة الناس قد تختلف للصيام أو الطعام المقيد بالوقت.

وتفيد أحد النتائج المبكرة لهذه الدراسة، أن الأشخاص الذين يقومون بخفض عدد السعرات الحرارية اليومية بنسبة 20% أو 30%، قد يحتاجون لإعادة التفكير في تحديد الإطار الزمني لتناول وجباتهم. كونهم قد يكونون فقدوا بعض الفوائد لأنظمة تقييد السعرات الحرارية من خلال توزيع الوجبات على مدار اليوم، بحسب ما علَق لامينغ.