'النصرة' و'جند الله'.. ارهابيون اخوة في الامس واعداء اليوم!

'النصرة' و'جند الله'.. ارهابيون اخوة في الامس واعداء اليوم!
الثلاثاء ٢٦ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

بعد ان كانوا اخوة لسنوات فيما يدعون أنه "جهاد" ضد الدولة السورية، بدعم وتسليح وتخطيط من خارج سوريا، اصبح هؤلاء يتقاتلون اليوم فيما بينهم حد النخاع، بسبب ما يبدو انه "خلاف على النفوذ في المنطقة" التي يتقاسمونها.

العالم - كشكول

سكان مدينة جسر الشغور غربي إدلب وجبل التركمان شمالي اللاذقية استيقظوا فجر أمس على أصوات الاشتباكات في فصل جديد من فصول الاقتتال بين الجماعات المسلحة في الشمال السوري، ودون سابق إنذار أو بوادر إشكال نشرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة الارهابية) عناصر عسكرية وأمنية سيرتها ليلاً في عدة أرتال إلى المنطقة، مستهدفة جماعة "أبو فاطمة التركي" التي لم يسمع بها السكان في إدلب من قبل والمعروفة باسم جماعة "جند الله"، موجهة لهم عدة تهم أبرزها "الاحتطاب والغلو والتكفير والقتل وإيواء الفارين من القضاء"، لتغيب شمس اليوم الأول من هذا الاقتتال على إخراج فصيل "جنود الشام" الذي يتزعمه مسلم الشيشاني من جبال الساحل، رغم أن الهيئة أعلنت بادئ الأمر أنه ليس هدفاً لها.

وتم خروج "جنود الشام" بعد اتفاق برعاية عدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى، بينها "الحزب الإسلامي التركستاني"، و"الأوزبك"، ونص الاتفاق على تسليم المطلوبين، وخروج مجموعتي "الشيشاني" و"مهر الدين" من المنطقة.

ويُعتبر تنظيم "جند الله" من أشدّ الجماعات المناهضة لرئيس جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، بحيث رفض العمل تحت قيادة الأخير باعتباره يعمل لمصلحة أجندات خارجية، ويهدّد مصالح التنظيم المتمثّلة بإقامة ما تسمى "إمارة إسلامية" خاصة به في ريف إدلب الغربي.

وفي التفاصيل قال القيادي البارز في جبهة النصرة المدعو "أبو مارية القحطاني" إن المعركة التي تشنها "هيئة تحرير الشام" في جبل التركمان هي ضد "جماعة تكفيرية" تدعى "جند الله يقودها "أبو فاطمة التركي" وإن هذه الجماعة "باتت تجمع فلول القاعدة وحراس الدين وتنظيم الدولة وخلايا الغلاة والخوارج، وتقيم معسكرات في جبل التركمان وتنظم عمليات أمنية ضدنا وضد الجيش التركي في إدلب".

ويطلق على هذه الجماعة الارهابية محلياً اسم جماعة "أبو فاطمة التركي" نسبة إلى مؤسسها الذي قتل قبل ثلاثة أعوام، ويقودها حالياً "أبو حنيف الأذري"، و"أبو جابر الأذري" نائباً له، فيما يشغل "أبو الفداء الجزراوي" منصب "الشرعي العام" للجماعة، ومن خلفه كل من "أبو عبد الرحمن الأذري" مسؤول التواصل، و"أبو خليل الأذري" العسكري العام و"حمزة الأذري" "أمير جبل التركمان" ويتسلم السوري المدعو "عبد الباسط الدانا" منصب مسؤول "الأنصار" في الجماعة والتي يعتبر جل عناصرها من الأذريين.

وقال القحطاني في تصريحات لـ"القدس العربي" إن تحرير الشام أرسلت وساطات إلى مسلم الشيشاني قائد جند الشام لتحييده في هذه المعركة، لكنه اصطف إلى جانب "جند الله" وأصبحت المعركة معه أيضاً، موضحاً "أرسلنا إخوة من القوقاز وتركستان إلى مسلم وقلنا له لا تحمل فكرهك أنت تحمل، لكنه تحالف معهم رغم خلافه الفكري معهم، وهو يشكل جيش خراسان الآن بتمويل مشبوه".

وحسب القحطاني ومصادر مقربة من تحرير الشام فإن هذه الجماعة بدأت النشاط عام 2014 في منطقة ريف المهندسين الثاني، وهي تحمل أفكار ما يعرف "بالحازمية" أي الفرقة الحازمية نفسها التي انشقت عن داعش وكفّرت البغدادي قبل ان ينجح الاخير آنذاك في استئصالها بمعارك دامية في دير الزور، ويقودهم في سوريا عناصر معظمهم من اذربيجان، إذ انها امتداد لجماعة متطرفة موجودة في أذربيجان قبل الحرب على سوريا.

جماعة "أبو فاطمة التركي" معظمهم من أذربيجان، وعددهم نحو 150 عنصراً، وتتهمهم النصرة بقتل "عبد الله أموت التركي" و"أبو سليمان" وسرقة عدة سيارات تحت باب "الاحتطاب". وبدأت "هيئة تحرير الشام" حملتها ضد "جند الله" بالتوغل في جبل التركمان منذ خمسة أشهر، وأصبح للهيئة في جبل التركمان "7 نقاط رباط" عسكرية، وتحاول توسعة نقاطها في جبل التركمان لمواجهة خصمين هما "جند الله" والجيش السوري.

هذه هي الجماعات الارهابية المسلحة، تأتي بها الدول الاستكبارية والاقليمية وتزجها في المناطق والدول التي تريد تدميرها، وتمولها وتسلحها وتدعمها وتخطط لها، وعندما تقتضي الضرورة تجعلها تتقاتل فيما بينها وتتفرج عليها، او تتركها بدون تمويل او تكليف لتتقاتل على مصاد الدخل والطاقة والاراضي والنفوذ، فمتى يفهم هؤلاء المسلحون انهم ليس لهم إلا العودة الى حضن الدولة بدل ان يصبحوا اكباش فداء دمهم ارخص من التراب.