من طهران..

إلى أين تتجه أفغانستان في ظل تدهور الإقتصاد والإرهاب الداعشي وحكم طالبان؟

الأربعاء ٢٧ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

أكد فدا حسين مالكي السفير الايراني الأسبق في كابول ان أفغانستان تمر في أوضاع مقلقة لدول الجوار والمجتمع الدولي، وقد علقت الآمال على اجتماع طهران للخروج بحلول حقيقية.

العالم - من طهران

وقال مالكي في حديث لقناة العالم الإخبارية خلال برنامج من طهران الذي حل ضيفاً عليه: ان تاريخ أفغانستان يثبت أنه لابد من مشاركة جميع المكونات العرقية والإثنية في إدارة هذا البلد.

واضاف: لم يثبت أن طالبان اليوم اختلفت عن طالبان قبل 20 عاما.

ولفت مالكي، الى انه لا يمكننا التأكد من أن القاعدة لاتزال موجودة ضمن طالبان إلا أن المأكد هو أن الجماعتين على تواصل واتصال.

وتساءل مالكي، كيف تغلغلت جماعات إرهابية كداعش في إفغانستان في ظل الوجود الأمريكي والحكومة المدعومة من قبلها؟

وشدد مالكي على ان يجب على طالبان أن يكون لها برنامج واضح لإرضاء الشعب الإفغاني لمنع حصول هجرة واسعة الى البلدان المجاورة، مشيراً الى ان أكبر التحديات التي تواجه أفغانستان اليوم هي المشاكل الإقتصادية وقد نشهد كارثة إنسانية في هذا البلد إن لم توجد حلول.

وبين مالكي ان جميع الدول على تباين أرائهم قلقون من الوضع في أفغانستان ويريدون استقرار هذا البلد، مشدداً على ان يجب على طالبان أن يكون لها برنامج واضح لإرضاء الشعب الإفغاني لمنع حصول هجرة واسعة الى البلدان المجاورة.

العالم : عقد في العاصمة الايرانية طهران الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الدول الـ6 المجاورة لافغانستان بالاضافة الى روسيا، ما الهدف من إقامة هذا المؤتمر في ظل هذه الظروف في طهران؟

مالكي: من اهم الاجتماعات المؤثرة المعقودة في السنوات الاخيرة ونظراً للظروف الخاصة لافغانستان كما تعلمون في الايام الاخيرة شهدت افغانستان تطورات سريعة، والظروف الحالية التي تشير انها تتحرك نحو زعزعة الأمن والمشاكل العديدة في افغانستان، دفع دول الجوار الافغاني مع روسيا للمشاركة في هذا الاجتماع بسبب الشعور بالمسؤولية ولرصد التطورات الاخيرة وما يجري على ارض افغانستان وتتوجه في الحقيقة نحو حلحلتها ولكي تتمكن من تخليص هذا البلاد من الطريق المسدود، وكما تعلمون ان افغانستان هي بلد متعددة القوميات والتاريخ يؤكد واثبت ان كل القوميات يجب ان تشارك في الحكم باعتبار ما اثبته التاريخ لنا والشعب الافغاني يطالب بذلك على مدى التاريخ. ن مايجري الان على الساحة الافغانية يظهر ان البلد لاتتحرك بهذا الاتجاه.

مالكي: على اية حال فان افغانستان لانتحو نحو حكومة عريضة وشاملة فمن الطبيعي ان تخرج عن يسكة الامن والتنمية وتتعرض لمشاكل جما ومن هذا المنطلق كانت استراتجية دول الجوار ان تساعد افغانستان لتشكل فيها حكومة شاملة وتكون على رأس الامور وتلبي طلبات الشعب.

العالم: في ظل هذه الايام وبعد قرابة شهرين منوصول ظالبان الى الحكم والسلطة في افغانستان لايزال المجتمع الدولي يتردد في الاعتراف بطالبان كحكومة، برأيك لماذا؟

مالكي: الاحداث والتطورات الافغانية كانت متسارعة جدا بشكل بحيث ان الاميركيين وجهت لهم اسئلة وتهم من الاوساط الدولية بعد 20 عاما من الحضور في افغانستان قيل لهم ماهي انجازاتكم في البلاد ولماذا عدم الامن فيها ثانية، يعني خلال الشهرين الماضيين برغم من ان طالبان كانت في الاوساط الدولية العامة واجتماع الدوحة او مع بعض الدول الجوار كانت تأمل استثمار كل الطاقات الوطنية الداخلية وتستفيد منها، لكنها عمليا لم تنجز ذلك حتى الان واثبتت طالبان انها في بداية تشكيل الحكومة واجهة طالبان مشاكل جما، وبرغم ان دول المنطقة وخاصة دول الجوار تترصد بقلق اوضاع افغانستان والاوساط الدولية ايضا قلقت بالنسبة لافغانستان وابرزت نوع من الحساسية.

واضاف: رسالة امين العام لمؤتمر طهران عكست هذا القلق وأظهرت ان اجلاس طهران يركز الاضواء من كل الدول والشعب الافغاني يتوقع على اية حال ان يحدث نوع من التغيير في هذه الظروف وتتحرك البلاد نحو حلحلة المشاكل والتخلص منها وهذا باعتبار عادت الى افغانستان من خلال شهرين حتى هناك تقارير مقلقة عن الظروف الاقتصادية للشعب الافغاني، وانعدام الامن، والهجمات كثرت في هذا البلد مترامي الاطراف كل ذلك في الحقيقة يعبر عن نوعا من القلق الاجاد للاوساط الدولية.

العالم: برأيك ما هي شروط نجاح طالبان في افغانستان؟

مالكي: الشروط هي المشاركة الكاملة اي كل القوميات المختلفة يجب ان تسوق البلاد نحو الانتخابات الممهدة لحكومة شاملة والاهتمام للمبادئ الدولية والقوانين الاعراف الدولية الذي يتوقع المجتمع الدولي ان تحترمها طالبان لتكن تمهد لمشاركة كل الاطياف في الانتخابات المزعومة والمترقبة تضم كل القوميات.

العالم: البعض يعتقد ان طالبان اليوم لن تتغيير عن طالبان التي برزت قبل 20 عام ومانشهده اليوم تغيير في الشكل وليس في المضمون، ما رأيك انت؟

مالكي: الظواهر التي شهدناها خلال العامين تؤكد الى هذه الظاهرة التي اكدتم عليها، وفي الحقيقة هذه النظرة موجودة في كل الاوساط الدولية تعتقد بها،طالبان لم تعمل في الشهرين الماضيين ليستشعر بانها تريد نوع من التغيير في سلوكياتها ولم يشعر احد ان طالبان اليوم تختلف عن طالبان قبل 20ى عاماً.

وتابع: في السابق اذا كانت طالبان لوحدها لكن اليوم نشاهد بعض التيارات الجماعات التي كانت معترف بها انها ارهابية دولياً، باعتبار جماعات ارهابية مثل داعش والقاعدة واليوم نشاهد في الحقيقة نوعاً من الالام التي تفرضها هذه الجماعات على الشعب الافغاني، وفي دول الجوار والمنطقة ايضاً تحسست من كل هذا حتى الاوساط الدولية تحسست من هذه الجماعات ومن اجل ذلك لم يستشعر اياً من الاوساط محلية كانت او دولية ان طالبان لم تكن كما كانت قبل 20 عاماً.

واضاف: ان طالبان لم تخدم الشعب الافغاني، والايام اثبتت انها اذا كانت تريد ان تستفيد الطاقات فكانت ولكنها لم تظهر هذا الاتجاه للوساط الدولية فطالبان التي كانت بالامس هي طالبان اليوم.

العالم : في الشهرين الماضيين كانت داعش هي المسؤولة عن معظم حالات انعدام الأمن في افغانستان، مدى قوة داعش في افغانستان والى اي مدى ممكن ان تؤثر داعش على افغانستان اليوم؟

مالكي: السؤال المهم هنا يطرح نفسه هذا السؤال من قبل الشعب والاوساط الدولية وهو لماذا حضرت هذه الجماعات الارهابية في افغانستان هذا السؤال يجب على الاميركيين ان يردوا عليه وهم يجب عليهم ان اسسوا حكومة وهم داعش في الحقيقة عندما انتقلت ازمرة داعش من العراق الى افغانستان.

وتابع : الاحداث التي حدثت في الشهرين الماضيين والاحداث ضد المسلمين في افغانستان، صحيح ان داعش هي التي تبنت مسؤولية التفجيرات الارهابية التي حدثت في افغانستان الا ان طالبان لايمكن ان تقنع نفسها بانها ليست لها مسؤولية، لانها تعهدت بشكل مباشر بالنسبة الامن افغانستان والتصدي للدواعش لكن داعش الان لم يكن لها اي مكانة رسمية التي لا تتمكن طالبان من مواجهتها والتصدي لها، وهذا مما يؤسف له ان طالبان لم تعالج موضع جاد وعملي موجود على الارض ولم يكن اي رد منها.

المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق..