الصفقة لا ريب فيها لكنها ليست قريبة والمحتل يحتاج لهزة

الصفقة لا ريب فيها لكنها ليست قريبة والمحتل يحتاج لهزة
الخميس ٢٨ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٣:٣٥ بتوقيت غرينتش

لماذا يتصاعد الحديث عن صفقة تبادل للاسرى مع الإحتلال ويخبو فجأة؟ فحتى قبل اسبوعين ظن الكثيرون وانا منهم ان صفقة التبادل قاب قوسين او ادنى واننا في الربع ساعة الاخير، وكثيرون من ذوي الاسرى الفلسطينيين القوا السمع الى كافة وسائل الاعلام وكانهم ينتظرون فقط اعلان التوقيت ، لكنهم صدموا بعد ان غابت الانباء عن هذه الصفقة وسكت المتحدثون وكأن في بطونهم ما يجب ان يبقى في البطون دون ان يظهر للعلن.

العالم -قضية اليوم

هنا انا اتحدث عن الطرفين فكلاهما يدرك خطورة هذه الصفقة واهميتها وتداعياتها ، فحركة حماس التي تملك الاوراق في هذه المعادلة تدرك صعوبة التفاوض لأن القضية لا تتعلق بذاتها كحركة وانما بقضية تمس كل بيت فلسطيني وتداعيات هذه الصفقة سياسيا تفوق تداعيات صفقة الوفاء للاحرار بعشرات المرات ، في داخل حركة حماس هناك نقاش معمق يتعلق باليوم التالي للصفقة وكيف ستقابل من الشارع الفلسطيني لاسيما ان الحركة تصر على ان تتضمن اسماء كبيرة من فصائل اخرى وعلى راسها مروان البرغوثي واحمد سعادات وفؤاد الشوبكي ، مجرد طرح هذه الاسماء من قبل حماس يعني ان الحركة تدرك ان هذه الصفقة تتجاوز باهميتها صفقة شاليط بمراحل ، لكن حتى نكون واقعيين فحماس خلال الاسابيع الماضية والمبادرة التي طرحتها بتقسيم الصفقة الى مرحلتين لم تكن اكثر من عملية جس نبض للطرف الاخر ومحاولة متقدمة للوصول الى ما تفكر به حكومة تل ابيب ، واعتقد ان الرد الذي وصل لحماس من خلال المصريين استطاعت من خلاله الحركة ان تقييم اذا ما كان مجديا السير في مفاوضات مع هذه الحكومة المهلهلة الضعيفة او الانتظار الى ما بعدها ، والحقيقة ان هذه الحكومة لا تملك القدرة على انجاز هذه الصفقة لان الثمن الذي ستدفعه اكثر من رصيدها في الشارع الاسرائيلي وعليه فلا يمكن لمن يملك رصيدا في هاتفه بعشرة دولارات ان يتحدث بما قيمته مئة دولار ، واذا اردت ان تقرأ هذه الحكومة بشكل دقيق وقدرتها على تنفيذ الصفقة من عدمه فعليك ان تنظر الى التناقض في المواقف بين اقطابها الثلاث بينت لبيد وجانتس ، كافة التصريحات والمواقف التي تصدر عن هذه الحكومة تشعرك بان جانتس تحديدا يلعب في ملعب بعيد عن الحليفين الاخرين بينت ولابيد ، وقد يكون جانتس هو الرجل الاقدر في الحكومة على تنفيذ مثل هذه الصفقة لكنه دون شك سيصطدم بحليفيه اللذان لن يسمحا له بتحقيق اي قفزة تدفعه الى الامام عنهما ، وحتى نعود للصفقة فإنها خيار الطرفين لا ريب في ذلك فلا تملك حركة حماس سوى ان تتفاوض بشكل غير مباشر وعبر وسيط لتحقق انجازا فلسطينيا ولها في الصناديق المستقبلية ولا خيار للاحتلال كي يستعيد جنوده الا ان يتفاوض عبر وسيط مع حماس ، اذا هل ستبقى الصفقة بين الاشتعال والخبو ؟ الحقيقة نعم الا في حالة واحده اذا ما صفع الاحتلال عبر معلومة مؤكدة تقلب موازينه وتظهر بتفريطه بجنوده على مدى السنوات السبع لاسيما بعد قيام حاخامية الجيش باعتبار جولدن وارون في عداد القتلى في هذه الحالة سيصاب الاحتلال بضربة ستجبره ان ياتي صاغرا لتقديم التنازلات .

فارس الصرفندي