تعلموا الديموقراطية في السعودية؟

تعلموا الديموقراطية في السعودية؟
الخميس ٢٨ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٨:٤٦ بتوقيت غرينتش

الديموقراطية، وفق القاعدة التي تديرها السعودية، تقول إن ما يرضي قياداتها هو رأي حر يجب احترامه، وما يعاكسها أو يخالفها هو اعتداء على سيادتها. وليست هذه حال السعودية فقط، بل حال كل مجانين إمارات القهر والموت، من السعودية إلى الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة.

العالم - السعودية

لكن المأساة أن صبيان هذه الدول، عندنا (في لبنان)، يتبنّون هذه القاعدة في محاكمتهم كل من يخالفهم الرأي. ويُظهرون حساسية منقطعة النظير لإدانة كل من ينتقد هذه الدول المحكومة بقوانين القرون الوسطى، ولا يصدر منها - ولم يصدر يوماً - سوى الموت والقهر.

قامت الدنيا ولم تقعد لكون وزير الإعلام (اللبناني) جورج قرداحي عبّر، قبل توليه منصبه الحكومي، عن رأيه الشخصي في مسائل خلافية قائمة في العالم العربي، وقال ما يؤمن به كثيرون في هذا العالم: إنه ضد الحرب الكونية التي هدفت إلى تدمير سوريا، وضد الحرب العدوانية على اليمن، وإنه مع المقاومة.

يا لطيف!

ما الذي يجب أن يحصل؟

أحزاب وقوى وشخصيات وسياسيون ومثقفون وإعلاميون انتفضوا لكرامة حكومات الموت في ممالك الصمت طالبين رأس الرجل، فقط لأنه ممنوع انتقاد أحد مثل الدبّ الداشر محمد بن سلمان الذي قطّع الصحافي جمال الخاشقجي، والذي وصفه سعد الجبري، في محطة أميركية، بأنه ولد مجبول بالحقد، ومهووس بقتل منافسيه وخصومه، وأنه خطط يوماً لقتل الملك عبدالله بخاتم مسموم، وأنه، كما حكام الإمارات، لا يترددون في مطاردة خصومهم من أبناء بلدهم في أي مكان في العالم لقتلهم، أو خطفهم في أحسن الأحوال.

كل الإعلام اللبناني، ما عدا "الأخبار"، لم يجرؤ على انتقاد هؤلاء القتلة الذين يفتكون بشعب اليمن كما فعلوا في سوريا. هلا تراجعون كم أنفقت قطر على الإرهابيين الذين دمروا سوريا، وكيف تنافس حكام قطر والإمارات على سرقة آثار العراق وسوريا بعد تدميرهما والعبث بأمن شعبيهما. وهلا يشرح لنا هؤلاء ما الذي كانت قوات هذه الدول تفعله في اليمن منذ نحو عقد، مع ست سنوات من القتل اليومي.

إنه "الغضب الإلهي" على رجل قرّر أن يعلن رأيه، من دون الدعوة إلى إطاحة هؤلاء القتلة أو المطالبة بمحاسبتهم. ومع ذلك، يريد مسؤولون عندنا، إلى جانب جيش المرتزقة من إعلاميي تركي آل الشيخ وطحنون بن زايد وتميم بن حمد وأزلام حكام الكويت، إعدام جورج قرداحي لأنه انتقدهم... وكل من يقود هذه الحملة يذكّرنا بأن هذه الدول إنما تستضيف مئات الآلاف من اللبنانيين الذين من دونهم لا نأكل ولا نشرب.

ما من داع لكثير من النقاش مع هؤلاء. بل يجب تذكيرهم، وتذكير حكام إمارات وممالك القتل والقهر وأزلامهم هنا، بأن الصمت هو أفضل ما يقومون به. أما جورج قرداحي فهو حر في ما يقول. وفي ما يؤمن به. هو حر. ونقطة على السطر.

* ابراهيم الأمين/ الأخبار