سعد الجبري بريدا أميركيا: واشنطن لابن سلمان: كفى لعبا بأسعار النفط

سعد الجبري بريدا أميركيا: واشنطن لابن سلمان: كفى لعبا بأسعار النفط
الخميس ٢٨ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٨:٥٦ بتوقيت غرينتش

وصف الجبري ابن سلمان بـ«المضطرب عقليا»، وبأنه «يمثل تهديدا للأميركيين وللسعوديين وللكوكب بكامله»

العالم - الأميركيتان

أظهرت إدارة جو بايدن، لمحمد بن سلمان، نموذجا مما يمكن أن تزعجه به، إذا وقف عائقا أمام إنفاذ السياسة الأميركية، كما يفعل حاليا في قضية أسعار النفط التي وصلت إلى مستويات تهدد التعافي الاقتصادي الأميركي، وجدول أعمال بايدن بالذات. في هذا السياق تحديدا، تمكن قراءة استضافة المنشق سعد الجبري في أحد أهم برامج «التوك شو» في أميركا، ليقدم شذرات بسيطة من مخزون المعلومات الهائل والموثق الذي يمتلكه، والذي يمثل مصدر خطر إضافيا على مستقبل ابن سلمان.

لم يكن ظهور سعد الجبري، الرجل الثاني في وزارة الداخلية السعودية تحت إدارة محمد بن نايف، في برنامج «ستون دقيقة» على قناة «سي بي أس» الأميركية، حدثا إعلاميا محضا، بل هو يأتي في سياق صراع سياسي بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، آخر مظاهره ارتفاع أسعار النفط. ولأن الصراع كبير، جاء كلام الجبري ثقيل العيار، إذ كشف الرجل أن ابن سلمان تفاخر في عام 2014 أمام ابن نايف، بأنه يستطيع اغتيال الملك عبدالله، عبر خاتم مسموم يحصل عليه من روسيا، ليصبح أبوه سلمان، الذي كان في حينها وليا للعهد، ملكا. لا يعرف الجبري إن كان كلام ابن سلمان يعكس خطة مدبرة أم أنه مجرد تفاخر، إلا أنه يؤكد أن أجهزة الأمن السعودية أخذته على محمل الجد، وأن الاعتراف مسجل على شريط فيديو تتوافر منه نسختان يعرف الجبري مكانهما. وربط معارضون سعوديون بين هذه الواقعة وقيام الملك الراحل بطرد ابن سلمان من مجلسه آنذاك. وزادوا أنه تم طرد الأمير الشاب أيضا من المملكة، حيث سافر إلى إسبانيا وقتها، إلا أن واقع أن البطش داخل الأسرة لم يكن من سمات ملوك السعودية، خاصة أن الموضوع يتعلق بابن ولي عهد، أنقذ رقبة ابن سلمان. أما اليوم، فسيكون لحديث الجبري وقع بين أبناء عبدالله، الذين يمثلون، حتى في وضعهم الراهن، جزءا أساسيا من مشكلة ولي العهد مع الأسرة الحاكمة التي يحتاج إلى مباركتها ومباركة الإدارة الأميركية للاستمرار في السلطة، وكذلك داخل القبائل التي كان عبدالله متحالفا معها. وحاليا، لا يمكن أن تكون علاقة طامح إلى الملك مع كل من هذين «الناخبين» الرئيسين للملك، أسوأ مما هي عليه في حالة ابن سلمان.

خلال المقابلة، وصف الجبري ابن سلمان بـ«المضطرب عقليا»، وبأنه «يمثل تهديدا للأميركيين وللسعوديين وللكوكب بكامله»، متحدثا عن أن ولي العهد أرسل فريقا من ستة عناصر لقتله في كندا حيث يقيم، في منتصف تشرين الأول 2018، أي بعد أقل من أسبوعين على قتل جمال خاشقجي وتقطيعه في قنصلية السعودية في اسطنبول، لكن السلطات الكندية اكتشفت «المؤامرة» بعد تضارب أقوال أعضاء الفريق أمام عناصر الجمارك عن معرفة بعضهم ببعض، واكتشاف معدات لاختبار الحمض النووي في أمتعتهم. وكان لمقابلة الجبري وقع كبير في أوساط ابن سلمان، فرد عليها قريبون من الأخير من أمثال الكاتب تركي الحمد، الذي كتب في تغريدة على «تويتر»، أن «كل الكروت الحاسمة التي استخدمتها إدارتا بايدن و(باراك) أوباما لتركيع السعودية الجديدة ونبذها، اتضح أنها كروت متهالكة متهاوية، وهي كرت الحادي عشر من أيلول، وكرت خاشقجي، وكرت أسعار النفط، وأخيرا كرت الجبري». لكن التعليق الأكثر تعبيرا عن الضيق جاء من حساب «ملفات كريستوف» الذي يعتقد معارضون سعوديون أن سعود القحطاني يكتب شخصيا تغريداته، إذ قال: «استفزتني كثيرا طريقته المبتذلة في البكاء والتذلل استمرارا لبكائه وتسوله عند أبواب السفارات. من المؤسف أن يشار إلى هكذا جبان بأنه مسؤول سعودي سابق».