أنقرة.. الحل العسكري في سوريا حلال علينا وحرام على الآخرين!

أنقرة.. الحل العسكري في سوريا حلال علينا وحرام على الآخرين!
الخميس ٢٨ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٣:٣٤ بتوقيت غرينتش

تلمح تركيا منذ أسابيع الى شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، وتحشد حول مدينة تل رفعت في ريف حلب، لكنها اليوم وعلى لسان وزير خارجيتها أضافت الى تلميحها كلاما جديدا وهو رسالتها، بحسب الوزير، إلى روسيا وإيران التي تقول: "قولوا للنظام (السوري) إن الحل العسكري مستحيل".

العالم - كشكول

أنقرة تقف عائقا أمام محاربة الارهابيين في شمال سوريا، وعودة محافظة إدلب الى سيطرة الدولة السورية، وهي في حين تؤكد على "الحل السلمي" في سوريا فهي تشن حروبا على الأراضي السورية وتضرب السوريين بالسوريين، حيث ان ما يسمى الجيش الوطني المؤلف من مجموعات مسلحة وارهابية سورية هو رأس الحربة الذي تستخدمه تركيا في مواجهتها مع الجماعات الكردية في سوريا. وانقرة التي تدعو الدولة السورية الى حلول سلمية تجري حلولا عسكرية مميتة على ارض سوريا!

وفقا لكلام وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو فإنه من المنطقي ان تشن أنقرة عملية عسكرية في بلد آخر ضد جماعات مسلحة مدعومة من قبل حليفتها أمريكا، لكنه من غير المنطقي ان تهاجم الدولة السورية الارهابيين (النصرة على رأسهم) الذين يديرون منافذ حدودية ويسعون لمأسسة إماراتهم الارهابية على طول الحدود السورية وانتقلوا مؤخرا من قصف المناطق المجاورة التي تسيطر عليها الدولة الى إرسال السيارات المفخخة الى قلب العاصمة دمشق.

أوغلو الذي يؤكد حرص تركيا على وحدة أراضي سوريا لم يتكلم عن سياسة التتريك التي تتبعها بلاده في المناطق السورية، بدءا من أسماء الشوارع والعملة التركية وصولا الى تدريس الاطفال في المدارس المنهاج التركي وباللغة التركية.

أوغلو لم يتكلم عن المرتزقة السوريين الذين تنقلهم تركيا الى ليبيا والى قره باغ والى افغانستان للقتال بدلا عنها والذين ينتمي جلهم الى ميليشيا "الجيش الوطني" التي يدربها ويسلحها الجيش التركي في سوريا.

الجماعات المسلحة المرتبطة بتركيا تعرقل منذ 2018 فتح الطريق M4 لمعرفتها بأهميته الاقتصادية لسوريا رغم الاتفاق التركي الروسي بابتعاد المسلحين عدة كيلومترات عن الطريق، ورغم ذلك لاترى تركيا أنه من حق دمشق مهاجمة الارهابيين لفتح الطريق، لكنها ترى ان من حقها ان تشن حملة عسكرية في سوريا لعدم وفاء امريكا وروسيا بوعدهم بابعاد المسلحين الاكراد 30 كيلومترا عن حدودها.

الأحرى على انقرة ان تعود الى سلوك حسن الجوار، ان كانت فعلا تريد الدفع نحو الحل السياسي في سوريا، وان تتفق مع جماعاتها المسلحة التابعين لها على المصالحة مع الدولة السورية لتعود هذه المناطق الى سيطرة الدولة السورية وتسطيع دمشق نشر قواتها على الحدود، وهذا سيمنع أي هجوم كردي على تركيا، ان كان هذا ما ينغص على تركيا.

المصالحة في إدلب وشمال حلب هي ما ستعني قطع اليد الامريكية في سوريا وبقاء الاكراد امام حل وحيد وهو الدخول في مصالحة مع أبناء الوطن الواحد، والانتهاء من التدخل الخارجي وانهاء التوتر في مناطقهم والتوجه الى إعادة بناء سوريا والتقاسم العادل لمواردها الطبيعية خاصة بين أبناء المناطق التي تنبض بهذه الموارد، وهنا تنقلب الرسالة التي وجهتها أنقرة الى أنقرة نفسها: "الحل العسكري غير مفيد، عليكم الدفع نحو المصالحة والحلول السياسية بدل شن مغامرات عسكرية في بلدان الآخرين".