إيران في إجتماع حوار الأمن الإقليمي في نيودلهي

حكومة جامعة .. السبيل الوحيد لإخراج أفغانستان من أزماتها

حكومة جامعة .. السبيل الوحيد لإخراج أفغانستان من أزماتها
الأربعاء ١٠ نوفمبر ٢٠٢١ - ١٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

احتضنت اليوم العاصمة الهندية نيودلهي "الاجتماع الثالث لحوار الامن الاقليمي"، الذي كانت قد دعت اليه طهران قبل سنوات، واحتضنت الاجتماعين الاول والثاني لهذا الحوار، من اجل بحث التهديدات الامنية التي تواجهها دول الاقليم وسبل معالجتها بطريقة جماعية، وشارك في اجتماع اليوم عدد كبير من مسؤولي دول المنطقة، وكانت ايران ممثلة فيه بأمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني.

العالم كشكول

كما كان متوقعا كانت افغانستان محور الكلمة التي القاها امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني على شمخاني، امام الاجتماع، حيث اكد على ان امريكا وقبل 20 عاما قامت بغزو افغانستان بذريعة التصدي لطالبان والقاعدة، ومكافحة الارهاب، وانها جاءت لجعل افغانستان نموذجا يحتذى لدول المنطقة، ولكن وبعد 20 عاما، ما حصل كان العكس تماما، فقد تزايد الارهاب والفقر ، واتسعت رقعة زراعة المخدرات، ونشطت عمليات تهريبها، واستفحلت مشكلة الهجرة، فيما كانت الطائرات الامريكية تقتل الالاف من الافغان في الاعراس والمآتم، واخير تبخر الجيش الافغاني الذي تبجحت امريكا بتشكيله، كما تبخرت القوات الامريكية في ليلة وضحاها.

ان ما حصل في افغانستان يعتبر درسا بالغ الاهمية، لباقي دول وشعوب المنطقة، مفاده ان من الاخطاء الكارثية الاتكال على الدول الاجنبية وخاصة امريكا، وعدم الاعتماد على الامكانيات الداخلية، من اجل معالجة المشاكل التي تواجهها الدول والشعوب، فهذه امريكا وبعد ان قتلت الالاف من ابناء الشعب الافغاني على مدى 20 عاما، تركت هذا البلد تلاً من الركام والمشاكل، الامر لذي يتطلب بان تسارع الدول الجارة لافغانستان لمد يد المساعدة الى هذا البلد المنكوب، لا من اجل مصلحة افغانستان فقط، بل من اجل مصلحة المنطقة برمتها.

اكد شمخاني في كلمته ان ايران لم تشارك في اي مسعى او مبادرة امريكية للسلام في افغانستان، لمعرفتها انها محاولات كان الهدف منها خروج امريكا من المستنقع الذي صنعته بنفسها في افغانستان، ولكن في المقابل واصلت ايران تحركها مع جميع الفعاليات على الساحة الداخلية في افغانستان، من اجل صالح الشعب الافغاني وصالح الدول الجارة وجميع شعوب المنطقة.

لم يغب عن بال شمخاني تذكير المجتمعين، بأن امريكا والدول الحليفة لها، هي المسؤولة عن كل الدمار الذي لحق بافغانستان على مدى 20 عاما بوصفهم قوات احتلال، وعليهم ان يدفعوا تعويضات عن الخسائر المادية والانسانية التي لحقت بافغانستان والشعب الافغاني، رغم ان بعض الخسائر لا يمكن تعويضها باي ثمن كإزهاق ارواح الالاف من الابرياء، وكذلك هدر 20 عاما من الفرص.

اللافت ان امريكا التي لم تعوض الشعب الافغاني عن احتلالها لبلدهم وتكبيدهم كل تلك الخسائر، نراها في المقابل تقوم بفرض عقوبات ظالمة على الشعب الافغاني لتزيد من حجم معاناته والامه ومصاعبه.

ممثل ايران في الاجتماع حذر ايضا من المخطط الامريكي الرامي الى بعث الحياة في الجماعات الارهابية ومنها "داعش"، التي يتم نقلها من مناطق اخرى الى افغانستان، من اجل استكمال المخطط الامريكي الرئيسي وهو تحويل افغانستان الى مصدر للارهاب والارهابيين، وتهديد دول المنطقة لاسيما تلك التي تعارض الهيمنة الامريكية.

بات واضحا ان امريكا تهدف من خلال خلق الفتن والاضطرابات، وفرض الحصار على الشعب الافغاني وتجويعه، دفع الشباب الافغاني العاطل عن العمل للانضمام الى الجماعات الارهابية ومنها "داعش"، وهو ما يتطلب، كما يرى شمخاني، الاسراع بتشكيل حكومة افغانية جامعة تضم القوميات والمذاهب الافغانية، من اجل مواجهة مخطط تمويل الجماعات الارهابية، وكذلك مكافحة الفقر ومشكلة الهجرة.