العالم – العراق
وإليكم نص اللقاء الذي أجراه مراسلنا مع السفير إيرج مسجدي:
السيد قاآني قائد فيلق القدس زار العراق في ظل ظروف استثنائية وحرجة وحساسة بعد الأحداث التي شهدتها بغداد من احتجاجات، وأيضا استهداف منزل السيد مصطفى الكاظمي.. عقد السيد قاآني لقاءات مع كبار المسئولين العراقيين.. ما الهدف من هذه اللقاءات؟ ما جرى؟ و ما هي ثمرة هذه اللقاءات؟
مسجدي: كما أشرتم فإن الجمهورية الإسلامية في إيران وكالمعتاد شاركت وتعاونت ودعمت الحكومة والشعب العراقي أينما اقتضت الظروف، وفي فترة ما بعد الانتخابات حيث أن الأوضاع أصبحت حساسة إذ احتجت بعض التيارات حيث تشعر أن الانتخابات وأصواتهم شابها مشاكل، هذا من جانب ومن ناحية أخرى فإن ما حدث من اعتداء على منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جعل الوضع حساسا نوعا ما، وفي هذا التوقيت بالذات يزور العميد إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري العراق، حيث عقد ويعقد اجتماعات مختلفة مع المسؤولين العراقيين وكذلك قادة الأحزاب والتحالفات السياسية.
هدف هذه الزيارة هو المساعدة والتشاور من أجل حلحلة المشاكل التي يعاني منها العراق في هذا الوقت الحرج.
وبطبيعة الحال دعا العميد إسماعيل قاآني الجميع إلى الحفاظ على الاستقرار والتعاون والأمن، وأعلن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعملية الانتخابية والنتائج النهائية التي ستعلن عنها الجهات المسؤولة.
كما دعا العميد قاآني المسؤولين العراقيين إلى النظر الشكاوى الانتخابية ضمن القانون.
في رأيي فإن العميد قاآني قد عبر وبقوة عن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسيادة القانون العراقي بناء على ما خلص إليه المسؤولون والقانون في العراق.
وأكد العميد قاآني خلال لقاءاته على ضرورة احترام نتائج الانتخابات والقانون.
طبعا في جميع الانتخابات وفي كل مكان في العالم يحدث أن يحتج البعض، وللمحتجين هذا الحق القاطع أن يتم الالتفات إلى شكاواهم في إطار القانون، ولكن من البديهي وهو ما تؤمن به الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضاً أنه يجب معالجة هذه الاحتجاجات، وأن تجيب السلطات على هذه الاحتجاجات ضمن السياقات القانونية كما أن على المحتجين بذل التعاون اللازم، حتى لا تسير البلاد نحو الأزمة.
هناك تحقيقات جارية، فالحكومة العراقية شكلت لجنة خاصة بهذا الخصوص لمعرفة تداعيات وكذلك الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم، ما هي رؤية الجمهورية الإسلامية بهذا الخصوص إذا ما تم اتهام بعض الأحزاب وبعض الفصائل وحتى بعض الأشخاص الذين ربما قد ينتمون أو يتهمون أن ينتمون للأحزاب التي تعترض على نتائج الانتخابات؟
مسجدي: الموضوع التالي الذي تناوله العميد قاآني كان الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأمر الذي أدانه العميد قاآني بشدة في لقاءات مع رئيس الوزراء ومسؤولين عراقيين آخرين، وتدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا الأمر.
النقطة التالية هي تأكيد العميد قاآني على أهمية إجراء تحقيق فني شامل بشأن هذا الهجوم لتحديد زوايا هذه القضية، وهو أمر مهم للغاية، والأمر التالي هو معاقبة الضالعين والجناة بموجب القانون العراقي.
كما أسلفنا فإن موقف الجمهورية الإسلامية كما هو الحال دائما واضح جدا وحاسم في هذه القضية، واطلعنا أن لجاناً فنية تم تشكيلها من قبل المسؤولين العراقيين للعثور على الجناة، وأياً من كان فسوف يجب أن يحاكم وفقا للقانون.
هل لدى الجمهورية الإسلامية خطوط حمر بهذا الخصوص؟
مسجدي: ليست لدينا أية خطوط حمر، وإذا اتضح من هو المذنب فيجب أن تتم محاكمته وفقا للقانون، والجمهورية الإسلامية تدعم هذه الاتجاه بقوة.
موقفنا هو حماية القانون، والتصدي للمخالفين والمجرمين، وهذا ما شدد عليه العميد قاآني بشكل حاسم وواضح خلال مباحثاته مع السلطات العراقية.
إن موضوع الاعتداء على منزل رئيس الوزراء ليس بقضية صغيرة، ومكانة رئيس وزراء أي دولة هي مكانة عالية، ويجب التصدي لأي شخص أو تيار يرتكب مثل هذه الجريمة الواضحة، وكيفية التصدي إنما تعود إلى العراق حيث هو من يقررها.
فالأمر متروك للسلطات العراقية لترى ماذا تقرر وماذا تنفذ، لكن فيما يتعلق بسؤالكم "ما هو موقف إيران؟" فالجمهورية الإسلامية تريد معالجة هذه القضية والتعامل مع المخالفين وفق القانون، بطبيعة الحال فإن الجمهورية الإسلامية وقبل أي تحقيق شامل وموثق ليس لديها أي حكم مسبق بهذا الشأن، ونعتقد بضرورة النظر في زوايا ووثائق هذه القضية بعيدا تماما عن الأجواء الدعائية والسياسية.
غداة لقاءات السيد قاآني مع السيد مصطفى الكاظمي وكذلك السيد برهم صالح وقادة الأحزاب الشيعية عقد لقاء مهم بين الهيئة التنسيقية للقوى الشيعية بمشاركة أيضا السيد مصطفى الكاظمي وبرهم صالح والسيد فائق زيدان.. هل هذا اللقاء كان نتيجة وثمرة اللقاءات التي عقدها السيد قاآني مع كبار المسؤولين العراقيين والقوى السياسية؟
مسجدي: دعا العميد قاآني الجميع إلى الهدوء والتعاون وتغليب الوحدة الوطنية والتعاون فيما بينهم، هو لا ولم يكن يدعم تيارا على حساب تيار آخر. موقف العميد قاآني هو أنه وفي هذا الوضع الحساس يجب على الجميع التكاتف، خدمة للاستقرار في العراق وخدمة لشعبه، فإن وحدة العراق واستقراره مهمان بالنسبة للجمهورية الإسلامية.
والتقى العميد قاآني بجميع الأطراف العراقية، مع التيارات الشيعية، والمسؤولين العراقيين، والتيارات السنية، وله لقاءات أيضا مع الأكراد. إيران تريد الوحدة الوطنية للعراق، يجب على العراق اليوم أن يمضي بسياقه القانوني لتشكيل البرلمان والحكومة، وأكد العميد قاآني أن الجمهورية الإسلامية إيران تدعم أي سياق قانوني ينتهي إلى نتيجة.
دعا العميد قاآني التيارات العراقية إلى تدراس المشاكل وحلحلتها في أجواء ودية، برأيي إن دور العميد قاآني هو في اتجاه التقارب بين المسؤولين العراقيين، فالجميع يكن الاحترام للجمهورية الإسلامية، لأنهم يرون الجمهورية الإسلامية صديقا وداعما لهم.
وقد لعبت تصريحات العميد قاآني الودية والخيرة دورها في هذه اللقاءات، ويسعدنا أن تسير الأمور بأسلوب أخوي ووفق القانون.
الآن هناك محادثات وحوارات تجري بين القوى السياسية والقادة السياسيين والائتلافات لتشكيل الحكومة، هناك رؤيتين بهذا الخصوص.. هناك رؤية حول تشكيل حكومة أغلبية وهناك من يذهب إلى تشكيل حكومة توافق، ما هو موقف الجمهورية الإسلامية بهذا الخوص؟ هل هي مع الحكومة التوافقية أم الحكومة الأغلبية؟
مسجدي: إيران تحترم جميع التيارات العراقية، فكل منها يمثل طيفاً من المجتمع العراقي وله مناصريه، والجمهورية الإسلامية تدعم التوافق الوطني والتعاون المشترك، لكن كيف يحدث هذا التوافق والتعاون.. هذا يعود إليهم. وما يهم إيران هو حصول الاتفاق بين المجموعات العراقية، وهي تدعم ذلك.
لم يكن على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية أبداً أي التيارات يجب أن تصعد في العراق، وهذا ما طرحه العميد قاآني في حواراته مع الجميع، فإن دعم مجموعة معينة أو الضغط على جماعة لا معنى له على الإطلاق.
كما التقى العميد قاآني بتيارات سنية ومن المقرر أن يسافر إلى كردستان للقاء مسؤولين في المنطقة.
نأمل أن يظل الشعب العراقي على الدوام في وحدة وطنية وأخوة وصداقة مع بعضه البعض، وأن تكون الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق أصدقاء لبعضهم البعض.