ما الثوابت في مواقف ايران تجاه المباحثات بشأن الاتفاق النووي؟

الجمعة ١٩ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠١:٢٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر الكاتب والباحث السياسي الدكتور محمد مرتضى، ان الضغوط الاوروبية والامريكية على ايران تأتي نتيجة ثبات الموقف الايراني بشأن الاتفاق النووي، ودفع ايران الى تقديم المزيد من التنازلات خاصة بعدما اعلنت طهران ان هدفها من محادثات فيينا القادمة، هي اسقاط العقوبات ولن تتطرق الى مواضيع اخرى.

وقال مرتضى في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان هناك نقطة مهمة في محادثات فيينا القادمة، هي ان الوفد الايراني المفاوض هو وفد جديد، وهي اولة جولة له منذ وصول الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، واعتبرها بالامر الهام جداً، على اعتبار ان الطرف الاوروبي المفاوض لم يختبر بعد المفاوض الايراني الجديد، واساليبه ومناوراته وما هي اهدافه الحقيقية والظاهرية المعلنة.

واوضح مرتضى، انه من الطبيعي في هذه الحالة ان يمارس كل طرف ضغوط ما. فعلى سبيل المثال كشفت ايران منذ فترة عن مخزونها من اليورانيوم وتحدثت عن تخصيب بدرجة 60 او 65 بالمئة، واعتبر الاعلان الايراني يدخل ضمن الاوراق التي تلعبها الجمهورية الاسلامية في اطار التحضير لموضوع محادثات فيينا.

واضاف مرتضى، ان النقطة الثالثة ان هناك بعض الاطراف تسعى لعرقلة محادثات فيينا، كالاسرائيلي وبعض الدول الخليجية وحتى بعض الاطراف داخل الولايات المتحدة الامريكية، مشيراً الى ان هذه الاطراف تسعى لرفع السقف من اجل احداث نوع من العرقلة امام محادثات فيينا، والتي لم تتوقف عند التهديدات العسكرية وخاصة من قبل الاسرائيلي وهذا ما تجلى في مناوراته الاخيرة.

من جانبه، اكد الدبلوماسي الايراني السابق الدكتور مجتبى اماني، ان الهدف من لعبة ضغوط الاطراف الاوروبية الثلاث والولايات المتحدة الامريكية على ايران قبيل محادثات فيينا المرتقبة، هي من اجل خلط الاوراق في الموضوع النووي.

وقال اماني: ان ايران تصر على استئناف محادثات فيينا من النقطة التي خرجت فيها امريكا من الاتفاق النووي، وعلمت من ان الاطراف الاوروبية والامريكية ستسعى خلال محادثات فيينا القادمة الضغط لادخال بعض الشروط الجديدة على الاتفاق النووي، واعادة صياغته من جديد للحصول على امتيازات خارج اتفاق 5+1.

واعتبر اماني، ان اعلان ايران عن قدرتها برفع تخصيب اليورانيوم بشكل علني الى 60 بالمئة وقد يصل الى 90 بالمئة وفقاً لحاجة البلاد، يأتي بعد تملص الغرب تمويلها بالوقود النووي وفقاً للاتفاق النووي، مشيراً الى ان مطالب الطرف الايراني واضحة وهي رفع العقوبات كاملة، لكن الاطراف الاوروبية والامريكية تريد اللعب بأوراق الاتفاق، من اجل فرض شروطهم التي تتطرق الى مواضيع اخرى خارج اطار الاتفاق، والتي رفضتها ايران.

واكد اماني ان ايران تطالب برفع الحجز عن الارصدة الايرانية المجمدة في امريكا واوروبا قبل اربعة عقود، كما ان هناك ارصدة مجمدة في كوريا الجنوبية، تضغط امريكا بعدم ارسالها الى ايران، مشيراً الى ان المطالب الايرانية هذه ستكون ايضاً من ضمن اجندة مباحثات فيينا، ورأى ان مباحثات فيينا القادمة سوف لن تسفر عن شيئاً ملموساً نتيجة الخلافات الواضحة والتباين الكبير والبون الشاسع بنية الاطراف الاوروبية ومن خلفها الامريكي للتوصل لنتيجة مطلوبة في محادثات فيينا.

بدوره، اكد المتخصص في العلاقات الدولية الدكتور خوري مكرم، ان هناك عاملين فيما يخص محادثات فيينا القادمة حول الاتفاق النووي مع ايران، ما بين ما يسمى المعجم السياسي الغربي السري والعلني، مشيراً الى ان هناك عدة اطراف تتدخل من اجل عرقلة هذه المحادثات.

وقال مكرم: انه بعد خروج الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي عام 2018 من قبل ترامب، كانت المفاوضات بين 4+1، بينما كانت امريكا تعتبرها انها بين 5+1، موضحاً ان هناك اطرافاً اخرى تدخل على خط الاتفاق النووي ليصل العدد الى 7+1.

واضاف مكرم: ان الطرف الخامس هي الادارة الامريكية ادارة ترامب وادارة بايدن وهي الموجودة في المفاوضات الجارية مع ايران وان لم تكن علنية ورسمية ولكنها موجودة حتى ولو في غرفة الفندق الجانبي، مشيراً الى ان هناك طرفين آخرين ولذلك تعتبر المفاوضات بين 7+1.

وبين مكرم، ان الطرف السادس المخفي الغير موجود في الغرفة، هو كل اولئك الصقور الامريكيين الممثلين بمجموعات ترامب، الصهيونية المسيحية المتطرفة المتشددة الراديكالية، صهيونية أكثر من هرسل وجابوتنسكي معاً، وهي موجودة من ما خلفته ادارة ترامب، وايضاً هناك لوبي مهم يجتمع معهم مؤلف من بعض اعضاء الكونغرس اليهود وغير اليهود يسمون بالصهاينة الديمقراطيين.

وتابع مكرم يقول: ان المفاوض السابع الغير موجود ايضاً في الغرفة، هو كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس الدور المخفي، مؤكداً ان كل ما يجري الان في حملات الاعلام ضد ايران كله يصب لارضاء الاحتلال الاسرائيلي بسبب ضغوطاته واعمال ونشاطات اللوبي الصهيوني في الغرب وفي امريكا.

ورأى مكرم انه وفقاً لقنوات معتبرة، اكدت ان ادارة بايدن تريد ان تعود الى الاتفاق النووي مع ايران الامس قبل الغد، وان ترفع العقوبات، ومعها اوروبا كبريطانيا والمانيا وفرنسا الذين ابدوا استعدادهم الى العودة الى الاتفاق النووي وان يرفعوا العقوبات، مذكراً بان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي مانوئيل ماكرون ورئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي كلهم حجوا الى البيت الابيض في محاولة لاقناع ترامب بألا يخرج من الاتفاق النووي.

وشدد مكرم على ان المشكلة والمعضلة الكبرى هو الضغط اللوبي الصهيوني المؤلف من ادارة الاحتلال في فلسطين ومن اللوبي في امريكا وفي بعض العواصم الاوروبية بما فيها بريطانيا وفرنسا، لافتاً الى ان هناك لعبة في الاعلام تروج بانهم حاولوا الضغط على ايران، والان عدنا الى اتفاق جيد، معتبراً ان هذا كله لارضاء حكومة الاحتلال المسعور نفتالين بينيت والذي لا يقل خطورة وفاشية ويمينية وتطرفاً من نتنياهو، لكنه اقل فطنة ودهاء منه لانه كان اصلاً تلميذه.

ورأى مكرم، ان النتيجة ستكون هي عودة ادارة بايدن واوروبا الى الاتفاق النووي لانها تريد ذلك وتلبية شروط ايران وان تكون المسألة في اطار الماضي وان يتقدموا في اقتراحهم من اجل ايجاد انفراجة، مؤكداً ان الطرف الرابح في هذه الجولة ستكون هي ايران بالمجمل، نتيجة الحنكة الدبلوماسية التي تتمتع بها والتي اظهرتها سابقاً وستظهرها حالياً، وبالتالي فان المسألة تعتبر مسألة وقت حتى يختفي كل الغبار المفتعل في اطار حملات سلبية لشيطنة ايران.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/5904868/